التوظيف مدى الحياة

1- لتوظيف مدى الحياة
2- العمل في اليابان للاجانب
3- فرص عمل في اليابان 2018
4- عقد عمل في اليابان
5- بحث كامل حول الادارة اليابانية
6- وظائف في اليابان 2018
7- رواتب المصريين في اليابان
8- الادارة اليابانية


يقوم هذا المفهوم على فلسفة تؤمن بضرورة الاهتمام بالعامل وإشباع حاجاته لتوليد الإحساس لديه بالأمان والانتماء. إذ عندما يشعر العامل أنه جزء من المنظمة التي يعمل فيها، وأن المنظمة لن تتخلى عنه، فسيبذل أقصى جهده لتحقيق أعلى إنتاجية ممكنة. وفي الوقت نفسه يهتم بمستقبل المنظمة، لأن مستقبلها هو مستقبله ومستقبل أسرته. كما سيعمل على إنتاج نوعية ذات جودة عالية، ويبدي الاستعداد للعمل ساعات إضافية وفق ما تتطلبه خطوط الإنتاج وقوى العرض والطلب.
إن سياسة التوظيف مدى الحياة التي تتيحها الشركات اليابانية للعامل ليست مطلقة، فالعامل يستطيع أن يترك العمل في شركته، وكذا صاحب العمل يستطيع أن يفصل العامل، ومع ذلك يرحب العامل وصاحب العمل بسياسة التوظيف مدى الحياة، فمن وجهة نظر العامل يعطيه ذلك ضماناً واستقرار، ومن وجهة نظر صاحب العمل تمكنه هذه السياسة من وضع خطط طويلة المدى للعمالة.
تقدر نسبة العاملين اليابانيين الذي يعملون ضمن العمالة الدائمة بحوالي
( 40% ) من إجمالي العاملين اليابانيين. ذلك لأن الإدارة في ظروف نقص الطلب على السلع والخدمات التي تقدمها المنظمة تلجأ إلى أساليب أخرى تتمثل في تخفيض الأجور بما فيها أجور المديرين، أو إلغاء أو تأخير العلاوات، أو الاستغناء عن العاملات النساء. وتنمي مثل هذه الإجراءات مشاعر الانتماء والتعاون والثقة بين الإدارة والعاملين، فالجميع معاً في السراء والضراء، معاً في مواجهة مشكلات العيش والحياة.
وإذا كانت سياسة التوظيف مدى الحياة هي السائدة في اليابان، فإن العكس هو المتبع في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ قد يصل معدل دوران العمل إلى
( 90% ) بين العاملين وإلى ( 25% ) بين المديرين.
إن الشركات اليابانية تفضل تطبيق سياسة التوظيف مدى الحياة للأساليب التالية:
أ‌- تمكين الشركة من التخطيط طويل المدى لمواردها البشرية.
ب-الإنفاق الكبير على الاستثمار في تعليم وتدريب الموارد البشرية.
ج-دعم الروح المعنوية للعاملين.
د-صعوبة الحصول على موارد بشرية مدربة وذات انتماء عال، بسبب احتفاظ كل شركة بما لديها من قوة عمل.
إن المزايا التي تعود على العامل من تطبيق سياسة التوظيف مدى الحياة ماثلة في أنه يعلم بدرجة عالية من التأكد أنه إذا كان خريج جامعة، وحصل على مؤهلات عليا خلال سنوات عمله، وكان تقويم أدائه مرضياً فإنه سوف يرقى إلى وظائف الإدارة العليا بعد عدد معين من السنوات، وبالتالي يمكنه التنبؤ بمساره الوظيفي.
وفي المقابل، تثير سياسة التوظيف مدى الحياة جدلاً كبيراً بين أوساط الإداريين اليابانيين، فبعضهم يعتبرها أساساً لضمان الإخلاص للمنظمة واستمرار العمل الجاد والشعور بالأمن والطمأنينة من قبل العاملين. وبعضهم الآخر يعتبرها نظاماً متقادماً ولا يمشي مع الحالة الحركية لبيئة المنظمة. وكائناً ما كان الأمر فإن أية تطويرات مستقبلية يجب أن تتم بشكل تدريجي.
 إن العمل في المنظمات اليابانية، بخاصة الكبيرة منها، في ظل سياسة التوظيف مدى الحياة له مزايا منها، التمتع بمركز اجتماعي مرموق وشعور العامل بالأمن والطمأنينة على مستقبله. وعادة ما يتم اختيار العاملين في هذه المنظمات من خريجي جامعة معينة، حتى غدا اختيار الجامعة بمثابة اختيار مسبق لجهة عمل الفرد مدة حياته.
إن الأسباب التي تكمن خلف تفضيل المنظمات الكبيرة لخريجي بعض الجامعات هي قوة هذه الجامعات، وبالتالي ارتفاع مستوى خريجيها، بالإضافة إلى رغبة فئة الإدارة العليا لهذه المنظمات في استخدام خريجي الجامعات الذي تخرجوا فيها بهدف إيجاد جماعات متماسكة.

Post a Comment

Previous Post Next Post