تصنيف الفنادق وفقاً لمدى الخدمات
يقصد بمدى الخدمات: نطاق الخدمات الذي يقدمه الفندق لعملائه أو نزلائه، ووفقاً لهذا المعيار يمكن تصنيف الفنادق على النحو التالي:
1- فنادق الخدمات الكاملة:
وتتمثل في تلك الفنادق التي تقدم المأكولات والمشروبات سواء من خلال مطاعمها المتوفرة داخل مبانيها، أو من خلال تقديمها داخل الغرف ( خدمة الغرف )، بواسطة موظفي الخدمة الفندقية.
وتتوفر غالباً فروع لبعض البنوك داخل مبنى الفندق، لتلبية الاحتياجات الأساسية للنزلاء من الخدمات المصرفية، كخدمات تحويل العملات ( الصرف الأجنبي )، صرف الشيكات السياحية وغيرها.
ويوفر هذا النوع من الفنادق أيضاً تسهيلات انتظار سيارات العملاء سواء على شكل ساحات خارجية أمام أو خلف المبنى، أو داخلية في أسفل مبنى الفندق.
2- فنادق الخدمات المحدودة:
تعتمد إستراتيجية هذا النوع من الفنادق، على تركيز الاهتمام على خدمة نوم النزلاء فقط، وبالتالي فإن أسعار الإقامة فيها تقل في المتوسط بنسبة 45% عن فنادق الخدمات الكاملة. وهو ما يجذب قطاع سوقي معين لا يهتم بغير الحصول على تلك الخدمة.
ولتعويض تأثير فرق السعر المنخفض على معدل ربحية تلك الفنادق تلجأ إلى تخفيض نفقات التشغيل الفندقي، من خلال تخفيض حجم العمالة، وتوفير النفقات المصاحبة لتقديم الطعام للنزلاء.
طبقاً لهذا المعيار يتم تصنيف الفنادق على النحو التالي:
1- فنادق المدن الكبرى ومواصفاتها:
ويقصد بها تلك الفنادق التي تقع في المدن الكبرى كعواصم البلاد، والمدن السياحية الهامة التي تمثل مراكز اقتصادية أو صناعية أو مالية كبرى داخل الدولة. ويرتبط مستوى تلك الفنادق بموقعها داخل المدينة، فالفنادق المقامة في المناطق الشعبية أو الفقيرة تتسم بانخفاض مستواها مقارنة بتلك التي تقام في المناطق الأكثر رقياً، وتحاول الفنادق الكبرى توفير كل ما يحتاجه النزيل داخل الفندق بحيث لا يحتاج إلى شراء أي شيء من خارجه. فتنتشر المحلات التجارية المختلفة داخل مباني تلك الفنادق التي تبيع مختلف المنتجات من الزهور حتى المجوهرات. كما أنشأت ساحات داخلية لانتظار سيارات النزلاء نظراً لازدحام المدن الكبرى بحيث أصبحت هذه الساحات بمثابة عوامل جذب للفنادق تستخدمها في الترويج لها.
2- فنادق المدن الصغرى ومواصفاتها:
وتضم تلك الفنادق المقامة داخل المدن الصغرى أو الإقليمية والتي يقصدها الغرباء نتيجة للمرور العابر أو لقضاء مهمة أو عمل معين.
ومع انحسار معظم الأنشطة الصناعية والتجارية عن تلك المدن وتمركزها في المدن الكبرى، فضلاً عن استئثار الأخيرة بالمطارات والموانئ تقلصت الحركة الوافدة إلى المدن الصغرى، وبالتالي انخفضت أعداد الفنادق المقامة داخلها، كما انحدر مستواها كثيراً. إلا أن البعض منها ما يزال يمارس نشاطه وهي عادة من الدرجة الثانية.
3- المنتجعات ومواصفاتها:
نشأ هذا النوع من الفنادق في البداية في مناطق الاصطياف، بغرض جذب النزلاء الراغبين في قضاء العطلات الصيفية. وبتطور وانتشار السكك الحديدية في منتصف القرن التاسع عشر، تزايدت أعداد تلك المنتجعات بصورة ملموسة، وشكلت ينابيع المياه الطبيعية عوامل جذب لتلك المنتجعات لا يمكن إغفالها.
فعلى سبيل المثال، أقيمت منتجعات Greenbrier بمنطقتي White Sulphur وغرب فرجينيا. ومنتجع Saratoga في نيويورك، ومنتجع Warm Spring في جورجيا.
ومن ناحية أخرى أسهمت خطوط السكك الحديدية التي امتدت عبر قارة أوروبا في نقل منحى الطلب الفندقي، من كبريات عواصم دول القارة كباريس ولندن إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الريفيرا. ومع ظهور الطائرات انتشرت المنتجعات البعيدة جغرافياً عن القارة الأوروبية، كمنتجات هاواي، ومنطقة الكاريبي.
ويقصد الآن العديد من النزلاء المنتجعات لممارسة الأنشطة الترفيهية مثل التمتع بشواطئ البحر، وأخذ حمامات الشمس، التزلج على الجليد، التزلج على الماء، صيد الأسماك، ركوب القوارب، مزاولة الرياضات الخفيفة كالجولف، الغطس، التصوير تحت الماء، المسابقات المائية.
وقد شهدت تلك المنتجعات نمواً كبيراً في الفترة الأخيرة نتيجة تزايد الاتجاه نحو تقليل أيام العمل في الأسبوع (أصبحت العطلة الأسبوعية يومين بدلاً من يوم واحد في معظم منظمات الأعمال) وزيادة عدد أيام الإجازات.
كما ساهم في رواج المنتجعات تصاعد اهتمام الأفراد بالصحة العامة، والرغبة في تجنب الزحام والتلوث داخل المدن الكبرى، خاصة الصناعية منها. وذلك بالهروب إلى تلك المنتجعات المقامة في المناطق الخالية
فعلى سبيل المثال، استطاعت المنتجعات العديدة التي أقيمت على الساحل الشمالي الغربي للبحر الأبيض المتوسط في مصر، في المنطقة من غرب الإسكندرية وحتى مدينة مطروح جذب نسبة كبيرة من المصطافين، كانت تتجه صوب فنادق الإسكندرية.
ويمكن تصنيف المنتجعات إلى نوعين رئيسين هما:
أ- منتجعات الاكتفاء الذاتي: وهي المنتجعات التي توفر تقريباً كل الاحتياجات المحتملة للعملاء أو النزلاء بحيث لا يحتاجون إلى الخروج من المنتجع أثناء فترة الإقامة، فعلى سبيل المثال تتوافر في هذه المنتجعات أحواض السباحة المغلقة ( داخل الصالات ) والمفتوحة وملاعب للتنس والجولف، وداراً للسينما، وقاعات للحفلات.
ب- منتجعات المناطق السياحية: وتتمثل في تلك المنتجعات في المناطق ذات الجذب السياحي فهي تعتمد على الثراء الطبيعي للمنطقة الجغرافية التي تقع فيها ومثال ذلك المنتجعات المقامة على شواطئ البحار، والبحيرات المائية، وفي مناطق الجبال الجليدية التي تسمح بممارسة التزلج على الجليد.
ونظراً لأن المنتجع الواحد لا يضم العدد الكبير من الغرف كما هو الحال في معظم الفنادق المقامة في المدن الكبرى فعادة ما يتم بناء منتجعات متجاورة مكانيا.
وتعد المنتجعات الممتدة على طول ساحل البحر الأحمر من الغردقة شمالاً حتى سفاجة جنوباً، مثالاً واضحاً للتجاور المكاني للمنتجعات، وهو ما يتيح للنزلاء إمكانية زيارة المنتجعات الأخرى المجاورة والتمتع بالتسهيلات التي قد لا تكون متوافرة في المنتجع الذين يقيمون فيه.
ولنفس السبب السابق (عدم امتلاك المنتجع لغرف كثيرة) تلجأ معظم المنتجعات إلى تسعير خدماتها بمعدلات أعلى نسبياً من فنادق المدن الكبرى لتعويض الفرق في حجم الإشغال.
4- فنادق المطارات ومواصفاتها :
شهدت تلك الفنادق نمواً ملحوظاً مع تزايد حركة السفر بالطائرات وارتفاع عدد المسافرين. ونظراً لأن مواقع المطارات في معظم دول العالم تكون بعيدة نوعاً ما عن المناطق السكنية في المدن الكبرى، وعادة ما يتم ترحيل أو تأجيل بعض الرحلات الجوية، لذا تضطر شركات الطيران إلى توفير أماكن لإقامة وإطعام هؤلاء المسافرين خلال فترة التأخير، ومن ثم تلجأ إلى تلك النوعية من الفنادق الأكثر قرباً من المطار.
فضلاً عن أن بعض المسافرين العابرين يفضلون الإقامة باختيارهم لمدة يوم أو أكثر في تلك الفنادق حتى يمكنهم مواصلة الرحلة إلى البلد التي يقصدونها بسهولة وبعيداً عن الزحام والتأخير الذي يمكن أن يتعرضوا له في حالة إقامتهم داخل المدن الكبرى.
ولمواجهة المتطلبات السابقة تحتوي فنادق المطارات عادة على عدد من الغرف لا يقـل في معظم الفنادق عن (100) غرفة ومطعم ومكان لتناول المشروبات.
ولتنشيط حجم اعمالها تقوم معظم الفنادق حالياً بتوفير قاعات للاجتماعات لجذب رجال الأعمال لعقد اجتماعاتهم فيها أثناء رحلاتهم الجوية أو استقبالهم للمستثمرين تجنباً لإهدار الوقت في الذهاب إلى داخل المدينة كما توفر تلك الفنادق سيارات منتظمة تنقل النزلاء بصفة دورية من مبنى الفندق إلى المطار والعكس.
وبينما تكمن المشكلة الرئيسية التي تواجه فنادق المطارات في الضوضاء الصادرة من حركة هبوط وصعود الطائرات، إلا أن التطورات التقنية مكنت الفنادق من معالجة تلك المشكلة، وذلك من خلال استخدام الحوائط العازلة المانعة للصوت والحرارة في عملية البناء.
5- فنادق الطرق ومواصفاتها:
كانعكاس لتزايد الطرق السريعة التي تربط بين المدن وبعضها انتشر هذا النوع من الفنادق، التي كانت تسمى في السابق فنادق السيارات واختصرت مع التطور الزمني إلى فنادق الطرق.
وتتكون معظم فنادق الطرق غالباً من عدد من الأكواخ السياحية المتراصة، لا يقل عادة عن عشرة يخدمها حمام مشترك. لكن الاتجاه الحالي لفنادق الطرق هو تكامل الخدمات الفندقية.
فالفنادق الحديثة منها أصبحت تضم أحواضاً للسباحة وملاعب لممارسة الأنشطة الرياضية، ومركزاً للاتصالات الهاتفية، وتكييف هواء، وبالتالي أصبحت هناك صعوبة في تمييز فنادق الطرق عن المنتجعات. ومع ذلك يظل الفرق واضحاً نسبياً بين فنادق الطرق في طبيعة الخدمة الفندقية المقدمة للنزيل. فعلى سبيل المثال نزيل فنادق الطرق يمكنه وضع سيارته في الأماكن المخصصة لذلك بالقرب من الكوخ الذي يشغله دون دفع أية رسوم.
كما تقدم الكثير من فنادق الطرق أيضاً خدمات الغرف دون رسوم إضافية على المأكولات والخدمات، وذلك عكس الحال في الفنادق المقامة داخل المدن الكبرى التي يدفع النزيل مقابلاً لانتظار سيارته.