هناك من يعتقد أن المخدرات توفر بعض الراحة والمتعة للابتعاد عن المشاكل والهروب من الواقع المر الذي قد يعيشه. أو إظهار المشاكل على درجة بسيطة من الأهمية بتعاطي أنواع العقارات المخدرة كإعانة مؤقتة له على تجاوز لحظة أزمته!!
وهناك من يعتقد أنه يحصل على النشوة الرائعة ويحس بالرضا عن النفس والإحساس بالارتقاء الوهمي الناتج عن تعاطي المخدرات.
ويذهب البعض الآخر إلى اعتقاد واهم أبعد من ذلك بكثير خاصة في جيل المراهقين، المنحرفين، بأن المخدرات قد تزيد من قدرته الجنسية وينال متعته، في الوقت الذي تؤكد فيه العديد  من الأبحاث العلمية ويؤكد عليه الكثير من العلماء المختصين في ذلك على عكس هذه النتائج المشاعة.
وما يؤكده الواقع إن النشاط الوحيد الذي يتمكن المدمن من ممارسته هو التخيلات الذاتية ـ بعد أن تزول عنه الكوابح الاجتماعية الأخلاقية، فتطفو من أعماقه جميع الغرائز المكبوتة والرغبات الحبيسة والدفينة، فيعوض عن الكبت الذي يعاني منه بافتعال التصورات المحرمة عليه أو المحروم منها، أو الصعبة المنال أو المستحيلة التحقيق[1].
إن هذه الاعتقادات لم تأتي بمحض الصدفة لتسود في أوساط المتعاطين لأنواع المخدرات، وهذا ما تكشفه لنا العديد من تجارب واقعنا وتجارب الشعوب الأخرى خلال حقب تاريخية مختلفة. بل هناك من يروج لمثل هذه الإشاعات والإعتقادات التي تشجع الشباب على تعاطي المخدرات في المجالات غير المجالات الصحية العلاجية التي اكتشف من أجلها بالأصل، ولتصبح هذه المادة ذات أهداف مختلفة ومتعددة الاستخدامات. إلى أن أصبحت هذه المادة ـ المخدرات ـ كابوس يجتاح العالم حالياً، ومعظم الذين سقطوا فريسة سهلة لهذا الكابوس على جانب كبير من الجهل بمدى خطورة المخدر، على الأقل قبل استعماله. ونحن إزاء الخطر المهدد، علينا أن نتسلح بالوعي والمعرفة وكشف الجانب القاتل في عمليات التعاطي والإدمان، وما تؤدي إليه هذه الظاهرة من تفكك في شخصية الفرد وضعفه لبنيان المجتمع في عمود الفقري (الشباب) ولا ننسى أن المخدرات في مراحل معينة من التاريخ وما زالت تستعمل كسلاح فتاك وخفي سبق الحروب العلنية والمواجهة الصريحة التي انتهجتها الدول الغربية والاستعمارية منها خاصة. مثل بريطانيا وأمريكا واليابان ضد الشعوب الأخرى، ومحاولة تهريب هذه المادة إلى المجتمعات الأخرى التي تهيمن عليها ومن ضمنها منطقتنا التي ما زالت تعاني نتائج الهيمنة والتبعية الصارخة لدول الغرب.


[1] الدكتور برنار هيوث ـ الافيون الحشيش والمخدرات.

أحدث أقدم