محاربة الأمية والاستفادة من التعليم
تعد النساء في الوقت الحالي أكثر تعلما وأكثر اندماجا في سوق العمل. إلا أن تحليل الواقع تظهر
بعض الفوارق في مجال الاستفادة من التعليم، ولاسيما في المجال القروي الذي تعتبر فيه النساء
من الضحايا الرئيسيين.
وحدد المغرب عدة أهداف في أفق عام 2015 تتمثل في تعميم محو الأمية وتقليص الفوارق طبقا
لأهداف الألفية 14 . ويشكل الميثاق الوطني للتربية والتكوين ( 2000 ) وثيقة مرجعية للسياسة
2009 عقدا للتربية والتكوين وعيا منها - التعليمية في المغرب. فقد أعلنت الحكومة العقد 2000
بأهمية التعليم من أجل التنمية.
وعلى الرغم من وجود هذه الإرادة وما تم تحقيقه من تطور، ما زالت الأمية منتشرة في المغرب
بنسبة عالية. وما زالت الأمية تتفشى في أوساط حوالي نصف عدد السكان المغاربة البالغين سن
العاشرة فما فوق ( 49 %). ففي الوسط القروي، تبلغ هذه النسبة 68 %. أما في الوسط الحضري
فتبلغ 34 % وتهم 62 % من النساء و 37 % من الرجال. كما أنها تتفشى في أوساط النساء القرويات
أكثر من النساء الحضريات: تعاني حوالي 84 % من النساء القرويات (حوالي تسع من بين كل
عشر نساء قرويات) من الأمية مقابل أقل من 45 % في الوسط الحضري. وفي الوسط القروي، لم
تبلغ نسبة الحد من أمية النساء في ظرف 40 سنة سوى 16 % مقابل نسبة انخفاض تفوق 40 % في
أوساط الرجال. كما انتقل مؤشر التكافؤ بين الجنسين في الوسط القروي من 1.2 في سنة 1960
إلى 1.7 ، في حين سجل مؤشر التكافؤ في الوسط الحضري الذي يأوي مهمشي العالم القروي 2.2
. في سنة 2002 مقابل 1.2 في سنة 1960
وتحقق تقدم كبير في محاربة الأمية، ولاسيما بفضل أنشطة محو الأمية التي اتخذتها المنظمات
،(% غير الحكومية التي تهم غالبية المستفيدين ( 55 %)، متبوعة بأنشطة البرنامج العام ( 27
وأنشطة الفاعلين العموميين ( 17 %) ثم أنشطة المؤسسات ( 1%). وساهم ذلك في تراجع
نسبة الأمية بحوالي 10 نقاط __________ما بين سنة 1994 وسنة . 2005 وحسب الأرقام التي نشرتها الوزارة
المعنية، تشكل النساء نسبة 80.2 % من الأشخاص المسجلين في برامج محاربة الأمية (أي
. 469206 شخصا) 15
وشملت التربية غير النظامية التي بدأ العمل بها في شهر ماي 1997 من أجل محاربة أمية
الأطفال غير المتمدرسين أو المنقطعين عن الدراسة والذين تترواح أعمارهم ما بين 9 سنوات و 15
سنة أكثر من 163543 طفلا، تشكل الفتيات منهم نسبة تقدر بحوالي 65 % مع تطور سنوي في
عدد المستفيدين الجدد بمعدل 20442 طفلا جديدا في السنة. ولا تغطي هذه الأرقام التقديرات
. 14 انظر تقرير الأهداف الإنمائية للألفية. منشورات المندوبية السامية للتخطيط 2005
. 15 جريدة ليبيراسيون، عدد 24 أكتوبر 2005
28 – الحقوق الإنسانية للمرأة والمساواة على أساس النوع الاجتماعي
تقرير حول تحليل الوضع الوطني – المغرب
بشأن السكان المستهدفين التي وصلت في سنة 2000 إلى أكثر من مليوني شخص. فحسب
إحصائيات وزارة التربية الوطنية، انخفض عدد المسجلين في التربية غير النظامية: ففي موسم
2003 ، استفادت 65 % من الفتيات - 2000-1999 ، شملت 69 % من الفتيات؛ وفي موسم 2002
من هذه العملية، أي حوالي ثلثي المستفيدين من هذه التكوينات على الصعيد الوطني. أما في
الوسط القروي، فتشكل الفتيات نسبة 73 % من مجموع المستفيدين. وسجل مؤشر التكافؤ بين
الجنسين ارتفاعا بمعدل 1.83 فتاة مستفيدة مقابل صبي واحد مستفيد.
1994 إلى 41 %، في حين - وفي مجال التعليم، وصلت النسبة العامة للفتيات خلال موسم 1993
2006 نسبة 46 % بزيادة قدرها 5% وفق إحصائيات وزارة التربية الوطنية. - بلغت في موسم 2005
وهو ما ساهم في الحد من الفوارق، بحيث تبرز الجهود المبذولة من أجل تعميم تعليم الفتيات.