تقاسم الأعباء المنزلية بين الرجل والمرأة
يعتبر هذا الأمر من المسائل التي تثير قدرا كبيرا من المقاومة لا من جانب الرجال فحسب، بل
من جانب بعض النساء أيضا. ويتبين من البحث الذي أنجز في المغرب حول تصورات الأفارقة
والإفريقيات حول المساواة بين الرجال والنساء أن 71.4 % من الأشخاص المستجوبين يقبلون
بفكرة تقاسم الزوجين العاملين أعباء البيت. لكن الفرق بين النساء والرجال يصل إلى أن حوالي
%41.59 من النساء يقبلن هذه الفكرة مقابل 28.90 % من الرجال.
لكن إذا كانت النساء يقبلن أكثر من الرجال بتقاسم الأعباء، فإن الجنسين يميلان بشكل نسبي
إلى الأدوار الاجتماعية التقليدية التي تميز الفصل بين الفضاء العام والخاص حيث لا زال يُنظر إلى
الفضاء الخاص على أنه من نصيب النساء حتى لو كن يمارسن نشاطا مهنيا. ويتعين تفسير تحفظ
النساء بشأن تقاسم أعباء البيت مع الرجال. ويبدو أن النساء يعتبرن أن ذلك يدخل في مجال
اختصاصهن ويرفضن دخول الرجال إليه لأنهن يشعرن بأن الفضاء الخاص هو مجال سلطتهن.
وتظل الأسرة وفضاء البيت مكان التعبير التقليدي عن سلطة النساء. وبالتالي، يبدو أن النساء
يجدن ضيرا في التخلي عن دورهن التقليدي مخافة (بشكل شعوري أو لاشعوري) تفكك الأدوار
الاجتماعية داخل الأسرة. وعلاوة على ذلك، يبدو أن الفاعلين الإعلاميين الذين تمت استشارتهم
في إطار هذا التقرير لا يدركون حساسية هذه المسألة على الرغم من أنهم يضطلعون بدور مهم
في تغيير العقليات وأنماط السلوك.
إن الإكراهات الاقتصادية هي التي تدفع الزوجين بشكل متزايد إلى المشاركة في العناية بالأسرة.
ويبدو أن السبب في ذلك يعزى إلى الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي يجد فيه الرجال صعوبات
متزايدة في تحمل النفقات المالية للأسرة لوحدهم، وخاصة في المدن الكبيرة. لكن لا زال الرجال
يحتفظون بأغلب السلطات الاقتصادية ويراقبون مسارات اتخاذ القرار داخل البيت . وثمة دراسات
قليلة تسمح بالتأكد من هذه الفرضية، لكن حسب نتائج بعض الأبحاث النوعية 12 ، لا تنفصل
علاقات طاعة الزوجة لزوجها في المجمل عن العلاقات التي كانت سائدة داخل الأسرة الموسعة.
وغالبا ما تعتبر مداخيل الزوجات مجرد مساهمة في دخل الرجل. وإجمالا، يظل الزوج بصفة عامة
رب الأسرة الذي يتخذ القرارات الكبرى المتعلقة بالأسرة.
وتوجد نسبة مهمة من النساء اللواتي يسيرن أمور بيوتهن، ولاسيما في المدن. ففي هذه الأوساط،
10.% تبلغ هذه النسبة 22.5 %. أما في الوسط القروي، فقد بلغت نسبة النساء ربات البيوت 3
على الرغم من انخفاضها. وتُعزى هذه الفروق بين الوسطين إلى طبيعة الأسر في الوسطين من جهة
(مثلا تضم 71.6 % من الأسر القروية ثلاثة أجيال أو أكثر مقابل 57.1 % في الوسط الحضري)،
. ومن جهة أخرى إلى تحرر النساء الحضريات إلى حد بعيد 13
12 تصورات وتمثلات الأفارقة والإفريقيات حول المساواة بين الرجال والنساء. بحث لجمعية النساء الإفريقيات للبحث والتنمية المغرب، منشورات
. دار القلم الرباط 2007
13 المصدر السابق.
الحقوق الإنسانية للمرأة والمساواة على أساس النوع الاجتماعي – 27
تقرير حول تحليل الوضع الوطني – المغرب