الحب والبغض والغضب والخوف, فهذه أمور ينظر إليها من وجهين :      
الأول : أن يكون في أصل خلقة الإنسان فلا يتعلق بها طلب, وإنما الطلب يتعلق بتوابعها مما يكتسبها الإنسان, فيكون التعلق منوط بتلك الأفعال التي ترتبت وأوقعها المكلف, لا مما نشأت عنه الأفعال, كالحب والبغض.
الثاني : أن تكون هذه الأوصاف لها باعثٌ من غيره, فتثور وتنشأ فيه فيرتب عليه أفعالاً, فيكون الطلب وارداً على ذلك المثير إذا كان داخلاً تحت كسبه.  مثل : النهي عن الغضب, متعلق بأصل الخلقة مما لا يتعلق به الطلب؛ لأنه خارج عن المقدرة غالباً, فيكون التكليف متعلقاً بتجنب أسباب الغصب, وهو من السوابق, وله تعلق أيضاً بلواحقه المتمثلة في تجنب الفعل المفضي إلى فساد أو ظلم أو أذى بعد التلبس بالغضب.
أحدث أقدم