الكتب الإلهية الواجب الإيمان بها:
يدل ظاهر عدد من آيات القرآن الكريم على أن جل الرسل قد بعثوا إلى أقوامهم ومعهم كتاب فيه وحي الله إلى تلك الأقوام، وقد بلغ الرسل جميعا رسالات الله سبحانه وامتدحهم الله على صنيعهم
لكننا مع ذلك لا نعلم تحديدا عدد الكتب التي أوحاها الله إلى رسله ولا أسماء كل كتاب منها، والمصدر الوحيد الذي يصح الرجوع إليه في معرفة الكتب الإلهية بالتفصيل هو القرآن الكريم، لأنه الكتاب الوحيد المحفوظ حفظا قاطعا فلا يتطرق إليه الزيادة ولا النقص ولا التحريف ولا التبديل بحال من الأحوال وكذلك السنة النبوية وهي وحي من الله سبحانه، والكتب السماوية التي ورد ذكرها في القرآن هي بحسب ترتيبها التاريخي:
1 – صحف إبراهيم u، وقد جاءت الإشارة إليها في موضعين من كتاب الله تعالى كما جاء في الحديث أنه ^ قال: «أنزلت صحف إبراهيم أول ليلة من شهر رمضان وأنزلت التوراة لست مضت من رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة مضت من رمضان، وأنزل الزبور لثمان عشرة خلت من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان»([112]) وأما مضمون هذه الصحف، فلا نعرف عنها الكثير سوى ما ورد في الآيات السابقة من إشارة إلى شيء مما تضمنته، وكلها من المعاني التي اتفقت عليها سائر الرسالات السماوية، ولا شك أن الدين المشترك بين الأنبياء والرسل هو التوحيد والدعوة إليه وإن اختلفت الشرائع والعبادات.
2- التوراة وهي كتاب الله الذي أوحاه إلى موسى عليه السلام، وقد تكرر ذكرها في القرآن الكريم بعدة أسماء أو أوصاف، منها التوراة وهي أكثر الأسماء ورودا، حيث تكرر ذكره في القرآن ثماني عشرة مرة مقرونا بالقرآن أو الإنجيل أو مستقلا بالذكر، ومن الأسماء الأخرى التي أطلقت على التوراة: الكتاب والفرقان وصحف موسى – والظاهر أنها هي التوراة –
3- الزبور: وهو كتاب الله الذي أوحاه إلى داود u وقد ورد ذكره في كتاب الله في ثلاثة مواضع،
4– الإنجيل: وهو كتاب الله الذي أنزله على عبده ورسوله عيسى بن مريم عليه السلام، وقد ورد ذكره في القرآن في اثني عشر موضعا، جاء مقرونا بالتوراة في معظمها،
5 – القرآن الكريم: وهو كتاب الله الخاتم ووحيه الأخير إلى أهل الأرض الذي أنزله على عبده ورسوله محمد ^، وجعله ناسخا ومهيمنا على ما سبقه من الكتب، وقد سماه الله تعالى ووصفه بأعظم الأسماء وأجل الصفات، مما يضيق المقام عن ذكره تفصيلا، فقد سمي بالقرآن والكتاب والفرقان والذكر وغير ذلك، ومن اليسير على كل قارئ لكتاب الله تعالى أن يقف على أكثر من ثلاثين وصفا للقرآن([113]) منها أنه هدى، وموعظة، ورحمة، ولا ريب فيه، ومصدق وذكر، وذكرى وتذكرة، وعربي، ومحكم وحكيم وحق ومبين وقيم وغير ذي عوج وتنزيل وفرقان وأحسن الحديث ونور وشفاء وبصائر ومبارك وروح ومهيمن وبرهان ومبارك.
أحدث أقدم