الأملاح المتراكبة :
من المعلوم أنه يمكن أن يتحد مركبان بسيطان مثل كبريتات الحديدوز وكبريتات الأمونيوم ليكونا الملح المزدوج (NH4)2,6H2O FeSO4 ومن الواضح أن القوة التي تربط بين الملحين المتحدين هي قوة ضعيفة نسبيا وذلك لأن محلول الملح يحتوي على جميع الأيونات المكونة للملحين الأصليين ، أما طبيعة هذه القوى فلم يعرف كنهها بهد ، ذلك لأن كلا الملحين الأصليين يتميز بدرجة ملحوظة من الاستقرار ولا يوجد ما يفسر ارتباطهما في مركب واحد .
ويوجد نوع آخر من المركبات التي تنتج أيضا من تفاعل مركبين بسيطين إلا أنها تختلف عن الأملاح المزدوجة في أنها تحتوي على أيون لا يوجد في المادتين الأصليتين ، فإذا أضيف مثلا يوديد البوتاسيوم KI إلى محلول كلوريد الزئبق تكون راسبا أحمر من يوديد الزئبق HgI2 ، وباستمرار إضافة يوديد البوتاسيوم يذوب الراسب الأحمر ويتكون محلول يكاد يكون عديم اللون يحتوي على أيونات البوتاسيوم وأيون آخر صيغته 2--( HgI4 ) يختلف عن كل من أيونات اليوديد البسيطة وأيونات الزئبق ، ويسمى بالأيون المتراكب (Complex ion )
كذلك إذا أضيف محلول هيدروكسيد الصوديوم إلى محلول كبريتات النحاس تكون راسب أزرق من هيدروكسيد النحاس Cu(OH)2 و إذا أضيف مزيدا من هيدروكسيد الصوديوم لا يطرأ أي تغيير على الراسب .
أما إذا استبدل محلول هيدروكسيد الصوديوم بهيدروكسيد الأمونيوم تكون أيضا الراسب الأزرق إلا أنه يذوب في مزيد من هيدروكسيد الأمونيوم ويتكون محلول شديد الزرقة ومن الواضح أن تكون هذا المحلول لا يمكن أن يكون نتيجة لأيونات الهيدروكسيل ، OH- إذ أنه لم يظهر بإضافة هيدروكسيد الصوديوم كما أنه لا يتكون بإضافة أيونات الأمونيوم ، NH4+ والاحتمال المرجح أنه يتكون نتيجة
لجزيئات النشادر ، NH3 التي توجد في هيدروكسيد الأمونيوم . قد اتضح الآن أن هذا الأيون المتراكب هو (Cu(NH3)4)3+
وتوجد أمثلة أخرى كثيرة نذكر منها حديدوسيانيد البوتاسيوم وصيغته K4[Fe(CN)6]4- ونسبة ضئيلة جدا من أيونات الحديدوز وأيونات السيانيد ، فإذا أضيف إلى المحلول هيدروكسيد الصوديوم مثلا لا يظهر راسب هيدروكسيد الحديدوز وإذا أضيف محلول نترات الفضة لا يظهر الراسب الأبيض الذي تكون عند إضافة أيونات الفضة إلى أيونات السيانيد حيث يتكون سيانيد الفضة AgCN