الزكاة :
لقد فرض الله لهم في أموال الأغنياء حقا معلوما , وفريضة مقررة ثابتة هي الزكاة , فالهدف الأول من الزكاة هو إغناء الفقراء بها. والفقراء والمساكين هم أول من تصرف لهم الزكاة ,
والزكاة ليست موردا هينا أو ضئيلا. أنها العشر أو نصف العشر من الحاصلات الزراعية من الحبوب والثمار والفواكه والخضروات وأيضا ربع عشر النقود و الثروة التجارية للأمة , أي 2.5% من نقود أو تجارة كل مسلم مالك للنصاب الشرعي , إذا كان خاليا من الدين, وفاضلا عن حوائجه الأصلية ,وهذه الفريضة السنوية لها خصائص مميزة:
أ- فهي ضريبة على الرؤوس والأشخاص لا على الأموال .
ب-هي ليست فريضة على الأغنياء المالكين للنصاب كزكاة المال , بل فرضها الرسول على كل مسلم : ذكر أو أنثى , غني أو فقير. ما دام هذه الفقير يملك مقدارها فاضلا عن قوت يوم العيد وليلته له ولعياله . وهدف الإسلام من ذلك تدريب المسلم على البذل والإنفاق في السراء والضراء , وتعويده على الإعطاء ولتكون يده اليد العليا ,حتى ولو كان محتاجا ممن يستحقون زكاة الفطر.
جـ - وهي لا تجب على المسلم المكلف عن نفسه فحسب , بل عن نفسه ولوده وكل من يمونه ويلي عليه.
د- وقد قلل الإسلام مقدارها بحيث تستطيع الأغلبية الساحقة في الأمة- إن لم نقل جميعها – أداءها. وهذه المقدار قد حدده الرسول بصاع من تمر أو زبيب أو قمح . ومثل ذلك غالب قوت البلد الذي يعيش فيه المكلف .
الزكاة أول ضمان اجتماعي في العالم :
إن الزكاة بذلك تعد أول تشريع منظم في سبيل ضمان اجتماعي, لا يعتمد على الصدقات الفردية التطوعية, بل يقوم على مساعدات حكومية دورية منتظمة , مساعدات غايتها تحقيق الكفاية لكل محتاج : الكفاية في المطعم و الملابس و المسكن وسائر حاجات الحياة, لنفس الشخص ولمن يعوله , في غير إسراف ولا تقتير.
ولم يكن ذلك خاص بالمسلمين وحدهم, بل شمل كل من يعيش في ظل دولتهم من اليهود و النصارى .