كفالة الموسرين :
لقد وضع الإسلام – بإيجاب لنفقة القريب الفقير على قريبه الغني – اللبنة الأولى في بناء التكافل الاجتماعي , ولم يكن ذلك امرأ مستحبا بل هو حق أمر الله بإيتائه . وفضل الفقه الإسلامي أحكامه على القريب الذي لا أظن أن الشرائع القديمة أو القوانين الحديثة اشتملت على مثله. ولهذا كان من حق كل فقير مسلم أن يرفع دعوى النفقة على الأغنياء من أقاربه , ومعه الشرع الإسلامي أو القضاء الإسلامي الذي لا يزال اثر منه في المحاكم الشرعية إلى هذا اليوم .
وأشترط الفقهاء لوجوب النفقة على القريب شرطين أساسين :
أحدهما : فقر من تجب له النفقة . فأن استغنى بمال أو كسب لم تجب نفقته لأنها تجب على سبيل المعونة فلا تستحق مع الغنى عنها .
الثاني : أن يكون للمنفق فضل مال ينفق عليهم منه زائد عن نفقة نفسه وزوجته لما جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أبدأ بنفسك ثم بمن تعول ) , ولان نفقة القريب مؤاساة , فيجب أن تكون في الفاضل عن الحاجة الأصلية , ونفقة نفسه من الحاجة الأصلية , ومثلها نفقة زوجته , لأنها تجب لحاجته هو , فأشبهت نفقة نفسه.