تعود الرواية إلى فترة مابعد الحرب العالمية الأولى، حيث ينتقل الكاتب مكانيا في إطار صيرورة الهجرة والاغتراب من الدار البيضاء إلى مانشستر، فالعودة إلى الدار البيضاء ثم الاستقرار في مدينة فاس:" قيل إنني ولدت في مدينة الدار البيضاء ثم قضيت في تلك المدينة بضعة أشهر، ثم ركبت البحر بين ذراعي أمي إلى انجلترا، وقد كان ذلك بعد الحرب العالمية الأولى، أي إنني مررت في بلاد حديثة العهد بالحرب، ومع ذلك لا أذكر منها شيئا يدل على أنني[vi] كنت انتفع بالنظر أو التمييز".
وتمتد الرواية – إذاً- من فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى وتنتهي عند سنة 1937م إبان سفر الكاتب إلى مصر ودخول المغرب في مرحلة المفاوضات مع المستعمر الأجنبي ومطالبته بالإصلاحات السياسية والاجتماعية والإدارية والاقتصادية والتربوية." بيد أن الأيام لا تقيم وزنا لما يشعر به من يعيشون فيها من أبنائها، ففي تلك الأيام الباردة من شتاء سنة 1937 غادرت منزلها إلى منزل زوجها، وغادرت أنا منزل والدي لأعبر البحر الأبيض إلى مصر، وتدل كل البوادر على أن تلك الأيام كانت آخر ما جمع بيني وبينها".[vii]