أهمية دور الشجرة  

تمد الأشجار الناس بالغذاء والألياف والعقاقير منذ آلاف السنين، وأهم من ذلك كله فإنها تمدهم بالأخشاب. استخدم إنسان ما قبل التاريخ الخشب لتصنيع أول رمح وأول قارب وأول عجلة. وعبر عصور التاريخ ظل الناس يستعملون الخشب في صناعة الأدوات وتشييد المباني وفي بعض الأعمال الفنية، كما ظلوا أيضًا يستعملونه وقودًا. وللأشجار القائمة الحية فوائد للإنسان لاتقل عن فوائد منتجات الأشجار لأنها تساعد في المحافظة على الموارد الطبيعية.


منتجات الأخشاب. تُقْطَع ملايين الأشجار في غابات العالم كلّ عام، وتنقل الكتل من هذه الأشجار إلى المناشر ومصانع لب الورق. وتقوم هذه المناشر بنشر هذه الكتل إلى أخشاب تدخل في بناء المباني وأنواع عديدة من الأعمال الإنشائية. ويستعمل رجال الصناعة الأخشاب لعمل كل شيء، من الأثاث إلى مضارب الكريكيت. وتحول مصانع لب الورق الكتل إلى عجينة خشبية تعتبر المادة الخام الرئيسية لتصنيع الورق، وتستعمل الصناعات الكيميائية العجينة الخشبية لب الورق في تصنيع الكحول والبلاستيك ومنتجات أخرى. انظر: منتجات الغابة؛ خشب الصناعة الخام.

المنتجات الغذائية. تعتبر الفواكه المأخوذة من الأشجار أحد أقدم الأغذية المعروفة للإنسان. ويمكن لمجموعة مختارة من الفواكه والجوز أن توفر كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان للحياة والنمو. تنمو أكبر تشكيلة منوعة من أشجار الفاكهة فى المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وتنتج هذه الأشجار فواكه، مثل الأفوكادو، وليمون الجنة (الجريب فروت)، والمانجو، والبرتقال. ويُستخدم عدد من هذه الفواكه أغذيةً أساسية في بعض المناطق الاستوائية. أما المناطق الباردة أو المعتدلة فأنواع أشجار الفاكهة فيها أقل من المناطق الاستوائية الحارة، لكنَّ العديد من هذه الأنواع معروف على نطاق واسع. فعلى سبيل المثال تنتج بساتين الفاكهة في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية كميات كبيرة من التفاح والكرز والخوخ. وتُعد أشجار نخيل جوز الهند من أهم أشجار الجوز في المناطق الدافئة، وتشمل أشجار الجوز في المناطق المعتدلة اللوز والبَقَّان (الجوز الأمريكي) وأنواع الجوز الأخرى. توفر الأشجار أيضا الكاكاو والبن وعصير القيقب والزيتون والتوابل، مثل القرفة، والقرنفل. انظر: الثمرة؛ الجوز.

منتجات أخرى للأشجار. تشمل منتجات الأشجار: الفحم النباتي والفلين والعقاقير والصموغ والراتينجات، والمطاط، وحمض التنيك.

الفحم النباتي. هو أحد المنتجات الجانبية المهمة للخشب، وهو خشب محروق جزئيًا، ويتكون في غالبيته من الكربون. انظر: الكربون. ويُستعمل في كثير من أنحاء العالم للطبخ والتدفئة. ويُعَد الفحم النباتي ـ عادة ـ في أفران خاصة.

الفلين. يؤخذ من القلف الإسفنجي لأنواع البلوط الفلينية  التي تنمو في بعض أقطار حوض البحر الأبيض المتوسط.

العقاقير. يُعدّ الأسبرين والكينين والكوكايين من منتجات الأشجار. والأسبرين هو حمض الساليسليك المستخلص من قلف أشجار الصفصاف. والكينين الذي يستعمل لعلاج الملاريا، يُستخلص من قلف شجرة الكينا التي تنمو بأمريكا الجنوبية، وزرعت أيضا في أماكن أخرى من المناطق الاستوائية.

الصموغ والمواد الراتينجية. منتجات أشجار ذات قيمة تجارية. تفرز أشجار الصمغ العربي الصمغ الذي يُستعمل في لصق الورق وغيره. وشجرة الصمغ العربي التي تنتمي إلى الفصيلة القرنية، تنمو في منطقة الشرق الأوسط. أما الراتينج، السائل اللزج الذي يستعمل في صنع التربنتينة، فيُجمع من أشجار الصنوبر في أجزاء كثيرة من العالم.

المطاط. يؤخذ من مادة لبنية بيضاء اللون تسمى عصارة النبات التي تستخرج بوساطة قطع (شق) قلف شجرة المطاط. وشجرة المطاط موجودة طبيعيا في غابات الأمازون المطيرة، وتكثر زراعتها في مزارع تجارية شاسعة في كثير من المناطق الاستوائية.

حمض التنيك. يستخدم في صناعة الدباغة لتحويل جلود الحيوانات إلى جلود مدبوغة. ويُستخرج من قلف أشجار البلوط وأشجار أخرى.

وتشمل المنتجات الأخرى للأشجار، ليف جوز الهند، وهو ليف خشبي يغطي قشرة جوز الهند. يستخدم في الشرق الأقصى لعمل الحصائر والسّلال والحبال الخشنة والمنسوجات. أما القطن الكاذب فله خيوط قطنية تغلِّف قرون شجرة القطن الحريري بالمناطق الاستوائية بكل من إفريقيا وآسيا، وتستخدم بكثرة، كمادة عازلة في صناعة البَرْكات (البَرْكة سترة رياضية أو سترة مصنوعة من الفرو) ولعمل أكياس النوم وكحشوة للعلب. تفرز أوراق النخيل الكرنَوْبية التي تنمو فى شمال البرازيل نوعا من الشمع يُستخدم في صنع المواد الملمعة والكبريت وأقلام الطباشير والبلاستيك.

الأشجار في مجال المحافظة على البيئة. تساعد الأشجار في المحافظة على التربة والمياه، ففي المناطق المكشوفة تعمل الأشجار مصدَّات رياح وتمنع الرياح من تعرية التربة. كما تمنع جذورها انجراف التربة مع الأمطار الغزيرة. وقد ساعدت أنواع كثيرة من الأشجار على إيقاف انتشار الصحاري. ومن هذه الأنواع الكزورينا بأستراليا بفائدته المتميزة والمتمثلة في سرعة نموه في الرمال. وقد زرعت مساحات شاسعة من الأراضي القاحلة بأشجار السنط والينبوت التي تنتمي للفصيلة البقولية، فبالإضافة إلى أهميتها في تماسك مكونات التربة بعضها ببعض تساعد أيضًا على تثبيتها ومنعها من الانجراف، فهي أيضًا تنتج أعدادا كبيرة من الأزهار التي تجذب إليها نحل العسل، ولها ثمار قرنية تتغذى بها الماشية. تساعد جذور الأشجار أيضا على تخزين المياه في الأرض. وفي المناطق الجبلية تحول الأشجار دون الانزلاق السريع للثلوج المتراكمة.

توفر الأشجار أيضا مصدرا مهمًا لغذاء ومأوى الحيوانات البرية. وتتغذى الحشرات بكل أجزاء  الشجرة من الأوراق والقلف إلى الجذور. وتعتمد الطيور ـ مثل نقار الخشب ـ على الأشجار في الحصول على الحشرات التي تتغذى بها ولبناء عشها في تجاويف داخل الأشجار. وفي الغابات الاستوائية تعيش مجتمعات متكاملة من الحيوانات في ظلال الأشجار العالية.

تساعد الأشجار أيضًا في الحفاظ على توازن الغازات ونقائها في الجو؛ إذ تمتص أوراق الأشجار غاز ثاني أ**يد الكربون من الهواء، وهي أيضا تنتج غاز الأ**جين وتطلقه في الجو. وهاتان العمليتان ضروريتان لبقاء الإنسان. ولايمكن أن يعيش الناس في جو ترتفع فيه نسبة ثاني أ**يد الكربون أو تقل فيه نسبة الأ**جين عن الحد المعقول.

أحدث أقدم