البربر و الفينيقيين
وقد رحب البربر بالفينيقيين لما رأوا من حسن معاملتهم وطيب نواياهم،ولما
يستفيدون منهم من أساليب الحضارة، وألوان المدينة. كما أحسن الفينيقيون إلى البربر
لمعاملتهم الجميلة، وباصطناع رؤسائهم بالهدايا والاحترام، وبالتبجيل والإعزاز، فتوثقت
الصداقة بين الجنسين، فوج الفينيقيون في المغرب أحسن الأسواق،وكان البربر أحسن
الزبناء، وأكرم المعاشرين؛ فانتعشت تجارة الفينيقيين وازدهرت وأصبح المغرب وجهتهم
في التجارة، ومعدنهم لغنى في المواد الخام التي يحتاجونها في الصناعة. وأصبحت
الأساطيل الفينيقية التي تغدو وتروح مثقلة بالصادرات والوردات هي السحائب الروية
التي يرقب البربر في المغرب طلوعها،وترقب فينيقيا إقبالها غير أنهم يرقبون طلوعها
في زرقة البحر متهادية، لا في زرقة السماء مرعدة.
وكانت التجارة بين البربر ولفينيقيين مقايضة. يأخذ الفينيقيون من البربر الأنعام
والصوف، والجلود، وريش النعام، والعاج، والصمغ، والزيت، والحبوب التي يتزودون بها، وغير
ذلك من سلع المغرب في ذلك الزمان، ويدفعون إليهم من مصنوعاتهم، وما يجلبونه من
المشرق، كالثياب المصبوغة، وأواني الزجاج والفخار، والأسلحة، والخمور، وغير ذلك من
السلع التي يقتنيها البربر للضرورة أو للزينة.
ان البربر امة ذكية طموح نحت لحضارة، وتغرم بالجمال ولهم ذوق كونته فيهم
بيئتهم الطبيعية الجميلة. لذلك رحبوا بالفينيقيين الذين حملوا إليهم الحضارة، ورأوا
فيهم جمال المدينة.
وكان الفينيقيون يختلطون بالبربر اختلاطا كبيرا. وكانوا يغشون قراهم، ويمتزجون
بهم في الأسواق. وكانوا يستعملون جماعات كبيرة من البربر في شحن السفن
وإفراغها، وفي الحراسة، وفي كثير من الأعمال التجارية الأخرى. وقد كان هذا من أسباب
امتزاج البربر بالفينيقيين وتدربهم على كثير من الأعمال الفينيقية وصناعاتها.
وقد ظل الفينيقيون جماعات تجارية منبثة في ساحل المغرب الطويل من غرب
الإسكندرية إلى المحيط الأطلسي، ليس لهم من المنشآت إلا مراكزهم التجارية التي
شاركهم البربر في بعضها فصارت مدنا آهلة، كمدينة )عوتيقة( في غرب قرطاجنة،
وليس لهم رابطة في المغرب كرابطة الدولة تجعلهم في مكان واحد متحدين، حتى
نشأت الدولة البونيقية فجمعت شتاتهم، واستظلوا جميعا بظلها، وتفتحت وأشرقت
في المغرب بالعلم والمدينة الراقية. فنفخت في البربر روح الحياة، فهبوا إليها مستبشرين
كما يهب البازى لنور الصباح. فاقتبسوا من علمها وحضارتها، فدخلوا في ربيعهم،
وأمسوا كالبونيقيين في العلم والحارة والرقي. فكيف نبتت هذه الدولة البونيقية
المباركة التي بذر بذورها في المغرب هذه الجماعات الأولى من التجار الفينيقيين؟
وقد رحب البربر بالفينيقيين لما رأوا من حسن معاملتهم وطيب نواياهم،ولما
يستفيدون منهم من أساليب الحضارة، وألوان المدينة. كما أحسن الفينيقيون إلى البربر
لمعاملتهم الجميلة، وباصطناع رؤسائهم بالهدايا والاحترام، وبالتبجيل والإعزاز، فتوثقت
الصداقة بين الجنسين، فوج الفينيقيون في المغرب أحسن الأسواق،وكان البربر أحسن
الزبناء، وأكرم المعاشرين؛ فانتعشت تجارة الفينيقيين وازدهرت وأصبح المغرب وجهتهم
في التجارة، ومعدنهم لغنى في المواد الخام التي يحتاجونها في الصناعة. وأصبحت
الأساطيل الفينيقية التي تغدو وتروح مثقلة بالصادرات والوردات هي السحائب الروية
التي يرقب البربر في المغرب طلوعها،وترقب فينيقيا إقبالها غير أنهم يرقبون طلوعها
في زرقة البحر متهادية، لا في زرقة السماء مرعدة.
وكانت التجارة بين البربر ولفينيقيين مقايضة. يأخذ الفينيقيون من البربر الأنعام
والصوف، والجلود، وريش النعام، والعاج، والصمغ، والزيت، والحبوب التي يتزودون بها، وغير
ذلك من سلع المغرب في ذلك الزمان، ويدفعون إليهم من مصنوعاتهم، وما يجلبونه من
المشرق، كالثياب المصبوغة، وأواني الزجاج والفخار، والأسلحة، والخمور، وغير ذلك من
السلع التي يقتنيها البربر للضرورة أو للزينة.
ان البربر امة ذكية طموح نحت لحضارة، وتغرم بالجمال ولهم ذوق كونته فيهم
بيئتهم الطبيعية الجميلة. لذلك رحبوا بالفينيقيين الذين حملوا إليهم الحضارة، ورأوا
فيهم جمال المدينة.
وكان الفينيقيون يختلطون بالبربر اختلاطا كبيرا. وكانوا يغشون قراهم، ويمتزجون
بهم في الأسواق. وكانوا يستعملون جماعات كبيرة من البربر في شحن السفن
وإفراغها، وفي الحراسة، وفي كثير من الأعمال التجارية الأخرى. وقد كان هذا من أسباب
امتزاج البربر بالفينيقيين وتدربهم على كثير من الأعمال الفينيقية وصناعاتها.
وقد ظل الفينيقيون جماعات تجارية منبثة في ساحل المغرب الطويل من غرب
الإسكندرية إلى المحيط الأطلسي، ليس لهم من المنشآت إلا مراكزهم التجارية التي
شاركهم البربر في بعضها فصارت مدنا آهلة، كمدينة )عوتيقة( في غرب قرطاجنة،
وليس لهم رابطة في المغرب كرابطة الدولة تجعلهم في مكان واحد متحدين، حتى
نشأت الدولة البونيقية فجمعت شتاتهم، واستظلوا جميعا بظلها، وتفتحت وأشرقت
في المغرب بالعلم والمدينة الراقية. فنفخت في البربر روح الحياة، فهبوا إليها مستبشرين
كما يهب البازى لنور الصباح. فاقتبسوا من علمها وحضارتها، فدخلوا في ربيعهم،
وأمسوا كالبونيقيين في العلم والحارة والرقي. فكيف نبتت هذه الدولة البونيقية
المباركة التي بذر بذورها في المغرب هذه الجماعات الأولى من التجار الفينيقيين؟
Post a Comment