لغة الشيشان
اشتهرت منطقة القوقاز منذ القدم بكثرة لغاتها و اختلافها ، و كثرة قواعدها النحوية و تقاربها ببعضها على مجموعات اللغات القومية ، و هذا يثبت وجود علاقات مبنية على أسس طيبة سادت بين المجاميع العرقية التي حكمت نفسها بنفسها في تلل المنطقة .
و تقسم اللغات القوقازية إلى ثلاثة أقسام و هي :
1-   اللغة الجنوبية : تنتشر في منطقة جورجيا و ما جاورها .
2-   اللغة الشمالية الغربية : تنتشر في مناطق الشركس قرب البحر الأسود .
3-   اللغة الشمالية الشرقية : تنتشر بين الشيشان و الأنجوش و يطلق عليها إسم ناخ ، كما تنتشر اللغة الشمالية الشرقية في الداغستان ، و بذلك فإن لغة شمال شرق القوقاز تسمى لغة ( ناخ – داغستان ) . 
و انفصلت لغة (( الناخ )) عن بقية العائلة قبل حوالي (( 5000 – 6000 )) سنة أو أكثر ، و يمكن مقارنة لغة الناخ – الداغستانية  بالهندو – أوروبية من حيث الزمان و هي تمثل أم اللغات الأوروبية (( كالفرنسية و الروسية و الإنجليزية و الإغريقية )) و الهندية .
و اللغة الشيشانية كغيرها من اللغات القوقازية لها ثروة من الأصوات تشتمل على  انبعاث الصوت من اللهاة و البلعوم تماما ً كما في اللغة العربية ، و الأصوات التي تقذف من الحلق كما في اللغات المحلية الأمريكية ، كما تحتوي الكثير من حروف العلة التي تشبه إلى حد ما تلك الموجودة في اللغة السويدية و الألمانية ، أيضا ً لها تشكلية تصريفية و اعرابية واسعة تتضمن الكثير من الجمل المعقدة التي تشمل الكثير من حالات التذكير و التأنيث و ربط العبارات و الفقرات مع بعضها البعض .، و هناك أكثر من 97% من الشيشان يعتبرون اللغة الشيشانية هي اللغة الأصلية مع أن معظمهم يتكلمون الروسية بطلاقة ، و الشيشان و الأنجوش متقاربون مع بعضهم البعض إلى درجة أن أحدهم يفهم ما يقوله الآخر بقليل من الممارسة ، و تستعمل اللغتان معا ً أحيانا ً ، حيث يخاطب الشيشاني الأنجوشي باللغة الشيشانية و يجيب علية الأنجوشي باللغة الأنجوشية ، و يمضي الحديث بينهما بشيء من الليونة أو الصعوبة في بعض الأحيان ، و حتى عام 1943 كانت اللغتان الشيشانية و الأنجوشية لغة واحدة ، و لكنهما اليوم منفصلتان ، حيث اللغة الشيشانية تتميز يعدة لهجات أما الأنجوشية فليس لها لهجات .
كانت اللغة الشيشانية تكتب بحروف عربية مع بعض التعديلات كحال اللغة التركية و الفارسية ، فاستبدلت الحروف العربية بالحروف اللاتينية في الفترة ما بين عام ( 1928 – 1938 م ) و ذلك بتأثير ما قام به مصطغى كمال أتاتورك من استخدام الحروف اللاتينية في تركيا بدل من الحروف العربية ، ثم أجبرت روسيا الشيشان على استخدام الحروف الكيريلية الروسية بدلا ً من اللاتينية ، ووضعت قواعد الإملاء فيها  باستعمال الألفباء الروسية في ثلاثينات القرن الماضي ، و تستعمل في الطباعة أيضا ً ، و يعتبر الشيشان أن الأداء الأساسية في القراءة و الكتابة هي الألفباء الروسية ، كما هو الحال في معظم المجتمعات القوقازية ، فإن الكثيرين من الشيشان ثنائيو اللغة أو متعددو اللغات ، حيث أن المؤلفين الشيشان كانوا بؤلفون كتبهم باللغتين الشيشانية و الروسية و منهم المؤلف أبو ذر أيدميروف - رحمه الله -  الذي ألف كتب الليالي الطويلة و برق في الجبال و عبر دورب الجبال التي ترجمت إلى عدة لغات و خاصة العربية .

Post a Comment

أحدث أقدم