مقاصد الجريمة في الاسلام
من القران والسنة النبوية
إن الغاية النهائية لكل نظم الشريعة الإسلامية هي تحقيق مصالح الخلق في الدنيا والآخرة وذلك بإقامة مجتمع صالح يعبد الله ويعمر الأرض ويسخر طاقات الكون في بناء حضارة إنسانية يعيش في ظلها الإنسان - كل إنسان- في جو من العدل والأمن والسلام مع تلبية كاملة لمطالبه الروحية والمادية وعدم إغفال أي عنصر من عناصر شخصيته روحا وعقلا وجسدا .
وهذا الهدف النهائي عبرت عنه عدة آيات من القرآن كما دل عليه استقراء مجمل نصوص الشريعة وأحكامها .
فمن الآيات الدالة على ذلك قوله سبحانه : { لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس } ، { يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر } ، { يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم } ، { والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما } ، { يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا } ، { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي } أما الاستقراء
يقوم النظام العقابي في الإسلام على جملة من المبادئ من أهمها :
أولا : أنه لا تجريم قبل ورود الشرع : فالأفعال إنما تضاف لهذا الوصف- وصف التجريم- إذا ورد في الشرع نص يحرمها ويعتبرها جرائم وقد تضمن هذا المبدأ عدة آيات وعدة قواعد من قواعد (أصول الفقه ) فمن الآيات قوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا } وقوله : { وما كان ربك مهلك القرى حتى يبعث في أمها رسولا يتلو عليهم آياتنا } وفي هاتين الآيتين وغيرها استخلص الفقهاء قاعدتين من قواعد أصول الفقه هما أنه لا تكليف قبل ورود الشرع . وأن الأصل في الأشياء الإباحة .
في الشريعة الإسلامية أن الشخص هو وحده المسؤول عن جنايته ولا يتحمل غيره وزر فعل ارتكبه هو . فلا يؤاخذ بالفعل إلا فاعله ولا يؤاخذ أحد بجريمة غيره مهما كانت درجة قرابته منه أو علاقته به وقد قرر القرآن هذا المبدأ في آيات كثيرة منها قوله تعالى : { ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى } ، { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } ، { وأن ليس للإنسان إلا ما سعى } ، { من يعمل سوءا يجز به } ، { كل نفس بما كسبت رهينة }
Post a Comment