الهجاء عند العرب في عصر الجاهلية


       إذا كان المديح قائما على الإعجاب دالا على المحبة والاحترام ، فإن الهجاء نقيض ذلك ، دليل البغض والازدراء ، واحتقار المهجو .والهجاء قديم نشأ منذ اليوم الذي سعى فيه الإنسان إلى التعبير عن سخطه ،حين اصطدم بواقع أثار فيه الحقد والكراهية ، وجعله يشمئز ، ويعلن اشمئزازه بطريقة فنية . ومن هنا كان الهجاء عملا فنيا ، وبابا من أبواب الأدب . ولم ينشأ عبثا ، ولم يكن نزوة من نزوات بعض الشعراء ، بل هو في أساسه ضرب من معاناة الإنسان للوجود ، وإحساس بما هو مستكره ، وتمرد على الرذيلة والخسة والسوء . هو نقد قائم على الوعي ، فيه تبرم بالفساد ، ونقمة على النقائض التي تشوه وجه الحياة ، وتؤذي الذوق والإحساس والخلق وتتنكر لقيم الإنسان .


       ويقوم الهجاء على عكس الفضائل الاجتماعية التي أقرتها الحياة ( ) العربية في الجاهلية ، كالكرم ، والسيادة ، والشجاعة ، والنجدة ، والمروءة والشرف .


       وارتبط الهجاء الجاهلي بالحروب ، وازدهر بازدهارها ، ولم يكن جمهور هجائهم يفرد بالقصائد ، بل كانوا يسوقونه غالبا في تضاعيف حماستهم ، وإشادتهم بأمجاهم ، وانتصاراتهم الحربية ( ) " .


       ويبدو أن نموذج الهجاء الجاهلي قد انبثق عن ممارسة وثنية قديمة كان أصحابها يعمدون إلى استنزال نقمة الآلهة ولعناتها على خصومهم ، من خلال شعائر وطقوس نلمح امتداد آثارها إلى ظروف انشاد قصيدة الهجاء في مرحلة متأخرة من العصر الجاهلي ( ) .


 


 


أنواع الهجاء :


1- الهجاء القبلي :


       نشأ هذا اللون من الهجاء نتيجة للأحداث والصراعات التي كان يمور بها العصر الجاهلي ،وهو فن قديم " أوجدته المنافسات القبلية التي أرثها السعي وراء الكلأ والماء . كما سعّرته الحروب المستمرة بين القبائل ( ) " .


       ولا يختلف الهجاء القبلي في صوره ومعانيه عن الهجاء الشخصي ، إلا أنه أوسع منه دائرة ، فكأن الشاعر يحرص على أن يصيب بأذاه القبيلة المهجوة كافة ومن ثم نشأ هذا اللون من الهجاء في أعقاب الحروب .


       والهجاء القبلي ضربان :ضرب منه موجه للأعداء ، وضرب منه موجه إلى القبيلة نفسها .


 


هجاء الأعداء :


ومن صوره :


1- تذكير الأعداء بكثرة الايقاع بهم ،وبكثرة خسائرهم في الأرواح ، وقد فروا من المعركة مخلفين وراءهم جثث قتلاهم ،وقد مرّ عليها وقت طويل ،فأصبحت كأنها الخشب ، فأقبل عليهما عدوهم فأعمل فيها فأسه تقطيعا  ، وتمزيقا . ومن ذلك ما هجا به ضمرة بن ضمرة النهشلي بني العزّيل ، وكان قد أغار عليهم ، فقال( ) :


       تركت بني العزيل غير فخر           كأن لحاهم ثمغت  بـورس


       هرقت دماءهم فشرعت فيها            بسيفي شرب واردة  لخمس


       كأنهـم على حنفـاء خشب            مصـرعة أخنعها  بفـأس


2- تعيير الأعداء بفرارهم من أرض المعركة تاركين وراءهم بناتهم بيد أعدائهم ، وقد شرقن بنجيع الجوف من شدة الضرب ،وكانت أعلى درجات الاهانة والذل تلحق بالفارس الذي يهرب من أرض المعركة تاركا ابنته ،أو زوجته للأعداء . وهجا ضمرة بن ضمرة النهشلي أحد أعدائه ، وقال ( ) :


       تركـت ابنتيـك للمغيـرة والقـنا    شوارع والأكماء تشرق  بالـدم


       عرار الظليم استحقب الركب بيضه    ولم يحم أنفا عند عرس ولا ابنم


3- سلب الصفات النفسية ، وهذا أشد أنواع الهجاء ايلاما ، فمن ذلك :


أ- إلصاق الغدر بالأعداء ، فقد هجا ضمرة بن ضمرة بني سعد بن عجل ، فجعل كهولهم أسعى إلى الغدر من شبابهم ، وقال ) ( :


إذا كنـت فـي سعد وأمك منهم       غريبا فلا يغررك خالك من سعد


إذا ما دعوا كيسان كانت كهولهم إلى الغدر أسعى  شبابهـم المرد


  ب – إناطة اللؤم بهم ، ولما كانت طبيعة الحياة في العصر الجاهلي قد حددت المثل والقيم الأخلاقية والأعراف التي كان يؤمن بها الجميع ، وينزلونها منزلة الاحترام والتقدير فقد جهد الناس على الالتزام بها ، وحاولوا إرضاء الشعراء لكي يتجنبوا هجاءهم، فالهجاء كان موجعا لارتباطه بالقيم الخلقية السائدة في المجتمع الجاهلي ، والشاعر يعمد عند هجائه إلى التعيير بذلك ، فقال الأسود بن يعفر في هجاء بني نجيح ( ) :


       يبيت الضيف عند بني نجيح           خميص البطن ليس له طعام


       يهـون عليهـم أن يحرموه            إذا حلبوا لقاحهـم ونامـوا


فالشاعر يعير بني نجيح ، ويرميهم بالبخل والشحّ وشدة الحرص ، فضيفهم يبيت ليلته خميص البطن ، ليس له طعام يسد به رمقه ، وهم لشدة بخلهم وفرط شحهم يهون عليهم أن يحرموا ضيفهم القرى ، رغم امتلاكهم النياق ، فهم لئام النفوس ، يحلبون لقاحهم ، وينامون دون أن يذكروا ضيفهم الجائع .


       فالشخص الذي لا يطعم جاره ، وينام مليء البطن في الوقت الذي يتضور جاره جوعا يستحق الهجاء  . وكان هذا الشعر يلاقي هوى في نفوس الناس ، فيحكمون على مثل هذا الكلام بأنه أهجى بيت قالته العرب . كما حصل ذلك في هجاء الأعشى لعلقمة بن علاثة وقومه ، مما جعل علقمة يبكي حين سمع قوله ( ) :


       تبيتون في المشتى ملاء بطونكم       وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا


4- وقد يكون الهجاء القبلي هجاء دفاعيا ، أو وقائيا .فهو ليس موجها إلى قبيلة بعينها ، وإنما يطلقه الشاعر لترتدع القبائل المعادية ، ويبعث فيها الفزع . فها هو بشامة بن حزن النهشلي قد نصّب نفسه مدافعا عن قبيلته . ووجه وعيده إلى الأعداء  فيقول ( ) :


       ولقد غضبت لخندف   ولقيسها         لما ونى عن نصرها خذالها


       دافعت عن أعراضها  فمنعتها          ولدي في أمثالهـا أمثالهـا


       إني امرؤ أسم  القصائد  للعدا          إن القصائد شـرها أغفالها


 


هجاء القبيلة :


       وربما صادف الفرد في قبيلته أمورا تخالف ما اعتاد عليه من قيم وأخلاق ، فتأبى عليه نفسه أن يقبل ما ينكره ،ولو كان صادرا عن القوم الذين يمجدهم ، ويعلي من مكانتهم ، فإذا هو يثور في وجوههم ، ويعلن خروجه على نهجهم وسلوكهم ، على نحو ما فعل لبيد بن ربيعة ، الذي رفض كل ما من شأنه أن يشوه صورة القوم في نفسه ، وذلك في قوله ) ( :


       هم قومـي وقد انكرت منهـم         شمائل بدلوها  من شمـالي


       يغار على البـري بغـير ظلم         ويفضح ذو الأمانة  والدلال


       وأسرع  في الفواحش كل طمل        يجر المخزيات ولا  يبـالي


       أطعتـم أمــره فـتبعتمـوه         ويأتي الغي منقطع العقـال


 


ولقد حرص العربي منذ نشأته الأولى على السمعة الحسنة والذكر الحميد ، فنزع إلى التعلق بالشرف والأرومة ، وتمسك بطيب النسب ، فافتخر به ، وأشاد بذكره ، لأنه كان يمثل قومية العربي في تلك الفترة . وهو يظهر حزنه إذا تفرق قومه وتبدد شملهم ، وتشتت أمرهم بعد الاتحاد والعزة والقدرة ، ويدفعه ذلك إلى هجائهم إذا وجد فيهم رضوخا لدفع الديّات ، وقبولا بتسليم الضرائب الثقيلة والأتاوات الباهظة، فهذا جابر بن حني التغلبي يلوم قومه ، فيقول ( ) :


       لتغلب  أبكي إذ أثـارت رماحـها     غوائـل شـر بينهـا  متثلــم


       وكانوا هـم البانيـن قبل اختلافهم     ومن لا  يشـد بنيانـه يتهــدم


       إذا نزلوا  الثغر المخوف تواضعت    مخارمـه واحتلـه ذو المقــدم


       أنفت  لهم  من عقـل قيس  ومرثد    إذا وردوا ماء ورمح ابن  هرثـم


       وفي كـل  أسواق العـراق  إتاوة     وفي كل ما باع امرؤ مكس درهم


       ويومـا لدى الحشـار من يلو حقه    يبزبـز وينـزع ثوبـه  ويلطـم


 


ويرينا الشعر أن ثمة أمرا آخر قد يحدث للفرد فتثور نفسه سخطا وغضبا على قومه ، وهو ان تغير قبيلة عليه ، فتغنم منه ، فيطلب العون من قبيلته فيتثاقلون عن نصرته .


       ومن ذلك ما عبر عنه قريط بن أنيف العنبري ، إذ أغار عليه بنو اللقيطة ، واستاقوا إبلا له فاستنجد قومه فلم ينجدوه ، واستنجد اقرباء بعيدين له من بني مازن فأنجدوه، وأغاروا على بني اللقيطة، وأعادوا له أكثر إبله التي فقدها ، فقال يمدحهم ويذم قومه ويسخر منهم ( ) :


       لو كنت من مازن لم تستبح  إبلي      بنو اللقيطة من ذهل بن  شيبـانا


       إذا لقام بنصري معشـر خشـن             عند الحفيظــة إن ذو لوثة  لانا


       قوم إذا الشر ابدى  ناجذيـه لهم             طاروا إليـه زرافـات ووحـدانا


       لا يسألون أخـاهم حيـن يندبهم              في النائبات على ما قال  برهـانا


       لكن قومي  وإن كانوا ذوي عدد       ليسوا من الشر في شيء وإن هانا


       يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة      ومـن إسـاءة أهل السوء إحسانا


       كأن ربك  لـم يخلـق لخشيتـه             سواهم من جميـع النـاس إنسانا


 


2- الهجاء الشخصي :


       وهو موجه إلى شخص معين بسبب أقوال ، أو مواقف صدرت عنه ، وهذا النوع من الهجاء لا يبالي أن يخالف القيم الأخلاقية ، ولا أن يتورط في الفحش والسباب ، ويهبط إلى التبذل في المعاني والألفاظ ، لأنه يقصد إلى الايجاع والتشهير بالمهجو بين أهل عصره ( ) .


       فها هو ساعدة بن جؤية يهجو امرأة من بكر بصفات ، منها أنها هوجاء غير رزينة يوحي مرآها باليبس ، غير منصرفة إلى العناية بأولادها ، فهم مغبرو الوجوه ، مفتقرون إلى التهذيب . ثم أنها إذا جلست تبدو كأنها ذئب قد اقعى ، وهي شرهة ، تستأثر بالطعام دون عيالها ، وقال ( ) :


       فيم نسـاء النـاس مـن  وترية             سفنجـة  كأنهـا قـوس تـألب


       لها إلدة سـفع الـوجوه  كأنـهم      نصال شراها القيـن لما  تركب


       إذا جلست في الدار يوما تأبضت             تأبض ذئب التلعـة المتصـوب


       شروب  لماء اللحم في كل صيفة             وإن لم تجد من ينزل الدر تحلب


 


أما حميد بن ثور الهلالي فما الذي نفره من تلك المرأة التي نزل عليها ضيفا ؟ ! لقد وجدها صخابة سيئة الخلق ، حمقاء غير حيية ، متأهبة دائما للعمل ، عقيما مشوهة الخلقة ، في رجلها ويديها زوائد لكثرة عملها . فضلا عن أنه رآها عجفاء ، بشعة مرأى الصدر ،إنه صدر قاس كالصخرة ، وهي بعد هذا بخيلة لا تعرف إلى الكرم سبيلا ، فكيف للمرء أن يعجب بمثل هذه المرأة القبيحة ؟


جلبانـة ورهاء تخصي حمارها        بفي من بغى خيرا إليها الجلامد


إزاء معـاش لا يـزال نطاقها         شديـدا وفيها سورة وهي  قاعد


مداخلة الأرساغ في كل إصبع         من الـرجل منها واليدين زوائد


كأن مكان العقد منهـا  إذا بدا         صفا من حـزيز سهلته الموارد


تتابع أعوام عليهـا  هزلنـها          وأقبل عام ينـعش الناس واحد( )


 


ويحاول أبو الخشخاش ، صاحب الشاعر ،حمل تلك المرأة على أن تلطف بهما ، وتنقذهما من الجوع ، وزمهرير الليل ، لكنها تصخب عليه ، وتنظر إليه شزرا بعيين زرقاوين قبيحتين ، لا تعرفان كحلا ، وتستقران في محجرين يتصفان بالقساوة والبروز :


       إذا قال: مهلا أسجحي حملقت له       بزرقاء لم تدخل عليها المـراود


       كـأن حجاجـي رأسها في مثلم        من الصخر جون خلقته الموارد( )


       ويتناول  الأسود بن يعفر النهشلي امرأة أخرى ،يرى في شكلها خروجا كاملا على الجمال ، إنها تصدم حسه الجمالي بورك أعجف ضامر ، وتزعجه بمرأى ساقيها الطويلتين النحيفتين . وليت قبحها انتهى عند هذا الحد ! فالشاعر يزداد اشمئزازاً من أسنانها البارزة ،ومن فمها دائم التكشير ، إنها في النهاية ليست امرأة ، إنها خليط من العنز ، والنعام ، والخنزير ، والأرنب ، إنها صورة كاريكاتورية ساخرة ، قال ( ) :


       لها وركا عنز وساقا نعامة              وأسنان خنزير ومكشر أرنب


ولنقف أخيرا عند النابغة الجعدي ؛ إنه يصف نساء وصف المشمئز . فما هي الجوانب القبيحة في أولئك النسوة ؟ يقول ( ) :


       ولم ير في من وجن الجلد نسوة               أسب لأضياف وأقبـح  منظرا


       وأعظـم  أقداما وأصغر أسؤقا         وأعظم افواها وأرحـب منخرا


       وأعظم بطـنا تحت درع تخاله        إذا حشي التبـي زقـا مقـيرا


       وأبغى علـى زوج لئيم كلاهما        إذا  التمر في أعفاجهن  تقرقرا


      


فكيف تبدو لنا هؤلاء النسوة ؟ إنهن يجمعن قبح المظهر إلى قبح المخبر . أجل … فأقدامهن كبيرة ، وسيقانهن قصيرة ، وأفواههن واسعة ، ومناخرهن تتجاوز المعقول في السعة ، أما بطونهن فمنتفخة ، كأنها زقاق مطلية بالقار محشوة بأردأ أنواع التمر ، ثم انهن يشبهن الإماء .


وكيف لا ؟ !


فهن يدققن الجلود بالمواجن لتلين ، وهن بعد وقحات ، يستقبلن الأضياف بالشتائم والطرد ، ويتلقين أزواجهن بالشراسة وسوء الأدب ، والمهم أنهن لئيمات زففن إلى لئام ، فكيف للمرء أن يرتاح إليهن ؟ !


أثره في نفوس العرب :


       كان أثر الهجاء قويا في النفوس ، وكثيرا ما كان يدفعهم إلى البكاء بالدموع الغزار ، وقد حفل التاريخ بأسماء الكثير من العرب ممن كان الهجاء سببا في بكائهم فقد بكى مخارق بن شهاب ، وعبد الله بن جدعان ) ( ، وعلقمة بن علاثة حين هجاه الأعشى بقوله ( ) :


       تبيتون في المشتى ملاء بطونكم       وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا


فكان هذا البيت من أشد أبيات القصيدة ايلاما لعلقمة ، حتى لقد زعم الرواة أن علقمة بكى حين سمعه ،وقال : " قاتله الله ، أنحن كذلك " ؟ .


       وقد كان الهجاء سلاحا لا يقل عن أسلحتهم في القتال ، لذلك قرنه عبد قيس ابن خفاف البرجمي بسائر أسلحته ، فيقول ) ) :


       فأصبحت أعددت للنائبا          ت عرضا بريئا وعضبا صقيلا


       ووقع لسان كحد السنان          ورمحا طويل القنـاة  عسـولا


       ان بقاء ذكر الهجاء في الأعقاب كان يخيف العربي وهذا ما دفعهم إلى أخذ المواثيق على الشعراء إذا أسروهم ،وربما عمدوا إلى شد ألسنتهم بنسعة ،كما صنع بنو تميم بعبد يغوث بن وقاص الحارثي ، الذي أسرته بنو تميم في يوم الكلاب ، وقال يصور ما صنعوه به ( )  :


       أقول وقد شدوا لساني بنسعة           أمعشر تيم أطلقوا من لسانيا


 


الترفع عن الهجاء :


       قد يترفع الشاعر الجاهلي عن الهجاء ،صونا للكرامة ، وحفظا لأواصر القربى ، ففي يوم حوزة الأول ، طلبت بنو سليم من صخر بن عمر بن الشريد السلمي أن يهجو بني غطفان ، فرفض قائلا : ما بيني وبينهم أقذع من الهجاء ، ولولم أمسك عن هجائهم إلا صونا لنفسي عن الخنا لفعلت ، ثم قال ( ) :


       وعاذلـة هبـت بليـل  تلومنـي     ألا لا تلوميني كفى اللوم  ما بيا


       تقول : ألا تهجو فوارس  هاشـم      ومالي أن أهجوهم ثم مـا ليـا


       أبى الشتم أنى إن أصابوا كريمتي     وأن ليس إهداء الخنا من شماليا


 


       ونرى تميم بن مقبل يترفع عن هجاء الأعور بن براء ، لأنه لم يكن هجاء  وكان عاقلا رزينا ،فقد هجا الأعور بني كعب ( ) ، فأتوا ابن مقبل ينتصرون عليه به . فقال : لا أهجوهم ، ولكني أقول ، فارووا فقد جاءكم الشعر ،وقال( ) :


       ولست وإن شاحنت بعض عشيرتي     لأذكر ما الكهل الكلابي ذاكر


       فكـم لـي من أم لعبـت  بثديهـا    كلابية عادت عليها الأواصر


فأتت الأعور بن براء بنو كعب ، فعنفوه ، ورجعوا عليه ، فقال :


       ولسـت بشاتم كعبـا  ولكن           على كعب وشاعرها السلام


       ولست ببائـع قومـا بقـوم           هم الأنف المقدم  والسنـام


       وكائن في المعاشر من قبيل            أخوهم فوقـهم وهـم كرام


 


 


 


 مواضيع مشابهة


شعر هجاء قوي


شعر هجاء مضحك


اجمل ما قيل في الهجاء في العصر الجاهلي


شعر الهجاء بين جرير والفرزدق


الهجاء الفاحش


روائع الشعر الجاهلي في الهجاء


شعر هجاء للنساء


معنى الهجاء في الشعر


Previous Post Next Post