دمشقُ رفقاً  على من عاش يهواكِ ويشتكي ألماً من سهمِ شكواكِ
ريانةُ الطّيفِ كمْ بالطّيفِ من ألمٍ أشجى محباً بكى حزناً وأبكاك
يا ظبيةَ الشام إنَّ الأسدَ ضاريةً بالموت ترعى الحشايا قبلَ مَرْعاك
تبكينَ صرعى قَضَوا بالظلم نَحبهم فهل علمتِ بأنّي بين صرعاك 
دمشق رفقا على قلب سكنت به لا تجرحي القلب إن القلب سكناك
إن الزمان الذي تخشى غوائله أسيافه الحزن و الأغماد جفناك 
للموت أسرى و للأحزان مثلهم و نحن في الناس بالحالين أسراك 
بنوا أمية عن دنياك قد رحلوا و استوطن الفرسُ و الرومانُ دنياك
يتيمة العرب كل العرب عاجزة و العجز عن حمل بلواك بلواك 
القوم ينعون أمواتاً لفقدهمُ و أنت تنعين أحيانا و ننعاك 
هل يغرب الليل في عينيك من كمدٍ أم كان للنور سيف غمده فاك 
خداك نارٌ تضيء المجد مفخرة فكيف يدنو الأسى و النار خداك
و ليس قتلاك من بالظلم قد قتلوا لكنهم من بكوا قتلاك قتلاك 
سرنا و سارت جموع الطيف تعْبُرُنا الطيفُ أنقذُنا وصلاً و أبقاك 
مسرى الأمينِ مع الأكوانِ مَسْلكُه و أنتِ في مُهَجِ الأيامِ مسراك 
كلُّ الصَّباباتِ من أجفانكِ انطلقت حيِّي بها شاعراً بالشعرِ حيَّاك 
الحبُّ يجمعنا و الحربُ تمنعنا و الوجد يسعى بنا و الحزنُ يسعاك 
وثيقةُ القيدِ كمْ للمجدِ من حقبٍ تفوحُ مَعْ كلِّ حرفٍ عطرها زاكي 
لا شيء يدركها من سحرِ قافيتي سماء شعري و أوزاني و أفلاك 
تطاولت عن صروح الحرف شامخة حتى تقاصر عنها جذع إدراكي 
دمشق رفقا على من عاش يهواك و يشتكي ألماً من سهمِ شواك 
ريانةُ الطيفِ كم بالطّيفِ من ألمٍ أشجى محباً بكى حزناً وأبكاك

كلمات : مشاري النثري

Previous Post Next Post