الشـــيوعيــــــة
         مذهب فكري يقوم على الإِلحاد و الزعم بأن المادة هي أساس كل شيء ويفسر التاريخ بصراع الطبقات وبالعامل  الاقتصادي.
 ظهرت في ألمانيا على يد ماركس وانجلز، وتجلت في الثورة البلشفية التي ظهرت في روسيا سنة 1917م لإسقاط القيصرية وإقامة دولة شيوعية . ومما يلاحظ أن اليهود كانت لهم سيطرة شبه مطلقة على هذه الثورة وقيادتها حتى وفاة لينين .
 وتوسعت على حساب غيرها بالحديد والنار وقد تضرر المسلمون منها كثيراً، وتعرضت شعوب للاستئصال والانقراض بسبب هذه الدعوة.
التأسيــس وأبــرز الشخــصيات:
- وضعت أسسها الفكرية النظرية على يد كارل ماركس اليهودي الألماني (1818 - 1883م) وهو حفيد الحاخام اليهودي المعروف (مردخاي ماركس)، والمعروف عن كارل ماركس أنه شخص أناني متقلب المزاج، حاقد مادي
وجاءت دعوة ماركس حربا على الدين والأخلاق . وكان من أقواله " الدين أفيون الشعوب ، لا إله والحياة مادة، ما الدين والأخلاق، والقانون في نظر البروليتاريا (الطبقة الكادحة) إلا آراء بورجوازية ( الطبقة المستغلة) ورسالة البروليتاريا هي القضاء على الدين والداعين إليه ".
- ساعده في التنظير للمذهب فردريك انجلز (1820 - 1895م) وهو صديق كارل ماركس الحميم
- لينــين: واسمه الحقيقي: فلاديمير أليتش بوليانوف، وهو قائد الثورة البلشفية الدامية في روسيا (1917م) ودكتاتورها المرهوب.
من أقواله الإلحادية:
"ليس صحيحاً أن الله هو الذي ينظم الكون، إنما الصحيح أن الله فكرة خرافية اختلقها الإنسان ليبرربها عجزه، ويدعى ماركس أن تاريخ الإنسان ليس إلا مجموعة أحداث قامت بدوافع مادية بحتة، وأن علاقة الإنسان بغيره أساسها الإنتاج والاستهلاك."
- ستالين: (1879 - 1954م) وهو سكرتير الحزب الشيوعي ورئيسه بعد لينين، اشتهر بالقسوة والجبروت والطغيان والدكتاتورية وشدة الإِصرار على رأيه.
مواطن انتشار الشيوعية:
- الاتحاد السوفيتي، الصين، تشيكوسلوفاكيا، المجر، بلغاريا، بولندا، ألمانيا الشرقية، رومانيا، يوغسلافيا، ألبانيا، كوبا.
وكان دخول الشيوعية إلى هذه الدول بالقوة والنار والتسلط الاستعماري. ولذلك فإن جل شعوب هذه الدول أصبحت تتململ بعد أن عرفت الشيوعية على حقيقتها وأنها ليست الفردوس الذي صور لهم وبالتالي بدأت الانتفاضات والثورات تظهر هنا وهناك، كما حدث في بولندا والمجر وتشيكوسلوفاكيا، كما أنك لا تكاد تجد دولتين شيوعيتين في وئام دائم.
الأفـــكار والمعتقــدات:
- إنكار وجود الله تعالى وكل الغيبيات والقول بأن المادة هي أساس كل شيء وشعارهم: نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله، الدين، الملكية الخاصة، عليهم من الله ما يستحقون.
- فسروا تاريخ البشرية بالصراع بين البورجوازية والبروليتاريا وينتهي هذا الصراع حسب زعمهم بدكتاتورية البروليتاريا.
- يحاربون الأديان ويعتبرونها وسيلة لتخدير الشعوب وخادماً للرأسمالية والإمبريالية والاستغلال مستثنين من ذلك اليهود لأن اليهود شعب مظلوم يحتاج إلى دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة!!.
- يحاربون الملكية الفردية ويقولون بشيوعية الأموال وإلغاء الوراثة.
- يحكمون الشعوب بالحديد والنار ولا مجال لإِعمال الفِكْر، والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
- يعتقدون بأنه لا آخرة ولا عقاب ولا ثواب في غير هذه الحياة الدنيا.
- يؤمنون بأزلية المادة وأن العوامل الاقتصادية هي المحرك الأول للأفراد والجماعات.
- تؤمن الشيوعية بالصراع والعنف وتسعى لإِثارة الحقد والضغينة بين العمال وغيرهم..
- تنكر الماركسية الروابط الأسرية وترى فيها دعامة للمجتمع البرجوازي وبالتالي لابد من أن تحل محلها الفوضى الجنسية.
- يهدمون المساجد ويحولونها إلى دور ترفيه ومراكز للحزب، ويمنعون المسلم من إظهار شعائر دينه، أما اقتناء المصحف فهو جريمة كبرى يعاقب عليها بالسجن لمدة سنة كاملة.
= أسست الشيوعية أحزاباً لها في كل الدول العربية والإسلامية تقريباً فنجد لها أحزاباً في مصر، سورية، لبنان، فلسطين، والأردن، تونس واليمن وليبيا وغيرها.
انهيار الماركسية:
- انهارت الشيوعية في معاقلها بعد قرابة السبعين عاماً من قيام الحكم الشيوعي وبعد أربعين عاماً من تطبيق أفكارها في أوروبا الشرقية وأعلن كبار المسؤولين في الاتحاد السوفيتي قبل تفككه أن الكثير من المبادىء الماركسية لم تعد صالحة للبقاء وليس بمقدورها أن تواجه مشاكل ومتطلبات العصر الأمر الذي تسبب في تخلف البلدان التي تطبق هذا النظام عن مثيلاتها الرأسمالية.
- اقتنع الجميع بأنها نظرية فاسدة يستحيل تطبيقها حيث تحمل في ذاتها بذور فنائها وقد ظهر لمن مارسوها عدم واقعيتها وعدم إمكانية تطبيقها ومن أكبر ناقدي الماركسية من الماركسيين أنفسهم الفيلسوف الأمريكي أريخ مزوم في كتابه المجتمع السليم، ومن غير الماركسيين كارل بوبر صاحب كتاب المجتمع المفتوح، وغيرهما، ويجيء جورباتشوف بكتابه البيروسريكا أو إعادة البناء ليفضح عيوب تطبيق الشيوعية في الاتحاد السوفيتي.
وتبين بعد انهيارها أنها لم تفلح في القضاء على القوميات المتنافرة بل زادتها اشتعالاً ولم تسمح بقدر ولو ضئيل من الحرية بل عمدت دائماً إلى سياسة الظلم والقمع والنفي والقتل وحولت أتباعها إلى قطيع من البشر. وهكذا باءت جميع نبوءات كارل ماركس بالفشل وأصبح مصير النظرية الفناء.
الرأسمالية
الرأسمالية نظام اقتصادي ذو فلسفة اجتماعية وسياسية، يقوم على أساس إشباع حاجات الإنسان الضرورية والكمالية، وتنمية الملكية الفردية والمحافظة عليها، متوسعاً في مفهوم الحرية، معتمداً على سياسة فصل الدين نهائياً عن الحياة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
= لقد ظهرت ما بين القرن الرابع عشر والسادس عشر الطبقة البرجوازية Bourgeois تالية لمرحلة الإقطاع ومتداخلة معها.
= تلت مرحلة البرجوازية مرحلة الرأسمالية وذلك منذ بداية القرن السادس عشر ولكن بشكل متدرج.
 وممن أسهموا في ظهورها:
جون لوك Jonn Locke 1632 – 1704م صاغ النظرية الطبيعية الحرة حيث يقول عن الملكية الفردية: "وهذه الملكية حق من حقوق الطبيعة وغريزة تنشأ مع نشأة الإنسان، فليس لأحد أن يعارض هذه الغريزة".
- دافيد هيوم 1711 – 1776م صاحب نظرية النفعية Pragmatism التي وضعها بشكل متكامل والتي تقول بأن "الملكية الخاصة تقليد اتبعه الناس وينبغي عليهم أن يتبعوه لأن في ذلك منفعتهم".
ازدهرت الرأسمالية في إنجلترا وفرنسا وألمانيا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وفي معظم العالم الغربي.
أساسها الفكري :
ترتكز الرأسمالية على مبدأ  حرية الفرد في نشاطه الاقتصادي في التملك .
ومن أصولها البحث عن الربح بشتى الطرق والأساليب.
 تقديس الملكية الفردية.
 المنافسة والمزاحمة في الأسواق.
نظام حرية الأسعار وإطلاق هذه الحرية وفق متطلبات العرض والطلب، واعتماد قانون السعر المنخفض في سبيل ترويج البضاعة وبيعها.
 عيوب الرأسمالية:
ومن أبرز معالم هذا الاتجاه ومعايبه  ما يلي :
1-سيطرة قلة من الأفراد على سوق المال واحتكاره .
2-انقسام المجتمع إلى فريقين  ـ لا تعاون بينهما ولا تكافل ـ فريق يغرق في الترف والنعيم إلى الأذقان وهم القلة ، وفريق يهلك من الجوع والحرمان وهم الكثرة .
3-النظام الربوي : وقد نما هذا النظام في مجال التطبيق العملي ، واستشرى في ظل المذهب الرأسمالي بحيث أصبح أحد سماته الأساسية .
4-البحث عن أقصى حجم من الأرباح بأي وسيلة مشروعة أو غير مشروعة نافعة للمجتمع أو مضرة.
5ـ صلتها بالاستعمار فحين بدأ التخطيط والعمل في ظل الاتجاه الرأسمالي سادت الرغبة والعمل على احتلال الشعوب للسيطرة على ثرواتها وسلب خيراتها وجعلها سوقا لمنتجاتها ولذا قال بعضهم: " إن الاستعمار هو قمة الرأسمالية ".
6- إشعال الحروب لترويج صناعة الأسلحة وتحقيق الربح من وراء ذلك .
7- إبتزاز الأيدي العاملة: ذلك أن الرأسمالية تجعل الأيدي العاملة سلعة خاضعة لمفهومي العرض والطلب مما يجعل العامل معرضاً في كل لحظة لأن يُستبدَل به غيره ممن يأخذ أجراً أقل أو يؤدي عملاً أكثر أو خدمة أفضل.
8- البطالة: وهي ظاهرة مألوفة في المجتمع الرأسمالي، وتكون شديدة البروز إذا كان الإنتاج أكثر من الاستهلاك مما يدفع بصاحب العمل إلى الاستغناء عن الزيادة في هذه الأيدي التي تثقل كاهله.
9- إن الرأسمالية تنظر إلى الإنسان على أنه كائن مادي وتتعامل معه بعيداً عن ميوله الروحية والأخلاقية، داعية إلى الفصل بين الاقتصاد وبين الأخلاق.
10- تعمد الرأسمالية إلى حرق البضائع الفائضة، أو تقذفها في البحر خوفاً من أن تتدنى الأسعار لكثرة العرض، وبينما هي تقدم على هذا الأمر تكون كثير من الشعوب أشدَ معاناة وشكوى من المجاعات التي تجتاحها.
11- يقوم الرأسماليون بإنتاج المواد الكمالية ويقيمون الدعايات الهائلة لها دونما التفات إلى الحاجات الأساسية للمجتمع ذلك أنهم يفتشون عن الربح والمكسب أولاً وأخراً.

Previous Post Next Post