العلمـــــانية 
تعتبر العلمانية تعبيراً محدثاً لم يرد له ذكر في المعاجم العربية القديمة وأول ورود لهذا المصطلح في المعجم الوسيط عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة في طبعته الأولى الصادرة سنة 1960م (العالماني) بمعنى العَالَم وهو خلاف الديني، وأما في الطبعة الثالثة التي صدرت عام 1985م فقد وردت فيه الكلمة مكسورة العين نسبة إلى العلم التجريبي.
 وترجمة اللفظ باللغة الإنجليزية Secularism وهذا التعبير لا صلة له بالعلم، فالعلم في اللغة الإنجليزية والفرنسية يطلق عليه Science  والمذهب العلمي يطلق عليه Scientism  أما لفظ Secularism  فهي اللادينية أو الدنيوية، فنسبتها إلى العلم نسبة خاطئة.
وهي دعوى تعني عند أصحابها الأوربيين ترك الدين إذ أصل وضعها يدل على لا ديني – ولكن مترجميها إلى العربية حاولوا إخفاء حقيقتها حتى لا تصدم حس المسلم الذي يكرم العلم ويكره الكفر والإلحاد .
وقد انتقلت الفكرة إلى بلاد المسلمين مع دعاة التغريب من تلامذة المنصرين والمستشرقين الذين أحلهم النفوذ الاستعماري مكان الصدارة في مجالات التوجيه والتعليم .
أسس العلمانية:
1)  الفصل بين الدين والحياة.
2)  نزع القداسة عن المقررات الدينية والتعامل معها كمواريث بشرية بحتة.
3)  قصر الدين على جانب الشعائر التعبدية الفردية باعتباره علاقة خاصة بين الإنسان وخالقه.
4)  فصل الدين عن الأخلاق والتربية.
5)  الاعتقاد بأن الدين لا يدخل في شئون الدولة.
أسباب نشأة العلمانية في الغرب:
نشأت في أعقاب الصراع بين الكنيسة والعلم في الغرب والذي فصلنا القول فيه سابقاً، والجدير بالذكر في هذا المقام أن الكنيسة قد أصدرت أحكاماً ضد 340 ألف عالم ممن خالفوا رأيها أحرق منهم مائتان أحياء.
ولقد نشأت الحركة العلمانية  عن هذا الصراع العنيف الذي استمر أواره في أوروبا بين رجال العلم والكنيسة ، إذ كانت الكنيسة بسلطانها القوي في القرون الوسطى متحكمة في العقل الأوروبي حيث لا يقبل فكر أو رأي لا يكون مصدره الكنيسة ورجال الدين فيها .
وكان من السلطان الديني للكنيسة أنها تملك حق الغفران للعصاة والخاطئين ومرتكبي الكبائر من المسيحيين، كما أن لها حق الحرمان والطرد من ملكوت الله، ومن ساحة رحمته في أتباعها.. ومن هنا كان لها أن تتحكم في عقول الناس بعد أن أعطاها الدين – دين المسيحية الذي اصطنعته – أن تتحكم في ضمائرهم وقلوبهم.
وقد انتهى هذا الصراع بين العلم والكنيسة إلى ثورات دامية ذهب ضحيتها كثير من العلماء والمفكرين  ثم انتهى بانفصال كل منهما عن الآخر . فالعلم ومقولاته له رجاله، ولهم في مجال العلم أن يقولوا ما يشاؤون دون أن يكون للكنيسة حق مؤاخذتهم بما يقولون ولو كان الكفر والإلحاد. وللكنيسة ومقولاتها رجالها الذين يقولون ما يشاءون في امور الدين. دون أن يكون للعلم وعلمائه موقف معهم.
مخالفة العلمانية لأصول الإسلام:
العلمانية اتجاه معاكس للدين وأصولها تنافيه ويظهر ذلك من النقاط التالية:
1)  العلمانية في الجانب التشريعي تعني فصل الدين عن الدولة أو عن الحياة كلها، وهذا يعني الحكم بغير ما أنزل الله، وإذا وقع ذلك عن قصد ليس عن جهل ورأى الحاكم في هذه الحالة أن الحكم بغير ما أنزل الله أصلح وأفضل من الحكم بما أنزل الله فهذا كفر، قال تعالى: { ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون } المائدة44 .
2)والعلمانية في الجانب العقدي تعني الإلحاد أو التنكر للدين وعدم الإيمان به، وترك العمل بأحكامه وحدوده وهذا هو الكفر الصريح.
3) وفي الجانب الأخلاقي تعني الانفلات والفوضى و إشاعة الفاحشة والرذيلة والشذوذ، والاستهانة بالدين والفضيلة وسنن الهدى، وهذا ضلال مبين وفساد في الأرض نسأل الله السلامة والثبات على الدين.
منزلة العلم فيالشريعة الإسلامية:
العلم هو رسالة الإسلام ، وبالعلم يعرف الإنسان ربه وخالقه ، وما يجب عليه من ولاء لله واستقامة على أوامره واجتناب لنواهيه – حيث لا يكون عمل إلا عن علم ، ومن لا علم له لا عمل له ، مما يعتد به من الأعمال ، فإن كان له عمل فهو عمل عشوائي لا يقام به وزن .
ويقول جل شأنه (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم )). المائدة 15_16
ولهذا كانت دعوة الإسلام قائمة على طلب العلم ، وعلى الاجتهاد الدائب في طلبه ، حتى يكون الإنسان أهلاً للانتساب إلى الإنسانية أولاً وللإسلام ثانياً يقول الحق سبحانه : (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ))المجادلة 11
 ويقول جل شأنه (( قل هل يستوي الذين  يعلون والذين لا يعلمون )) الزمر 9
ويقول سبحانه لنبيه الكريم (( وقل رب زدني علماً )) طه 114
 ويقول الرسول الكريم في فضل العلم والتعلم " يوزن يوم القيامة مداد العلماء بدم الشهداء " وكلمة العلم وما يشتق منها من أكثر الكلمات وردا في القرآن الكريم فقد ورد ذكر العلم ومشتقاته أكثر من ثمانمائة وعشرين مرة في القرآن الكريم ، ويكفي شرفاً للعلم وتنويها بقدره أن الله سبحانه وتعالى وصف ذاته الكريمة بالعلم فهو سبحانه عالم ، وعليم ، وعلام .... عالم الغيب والشهادة إن الله سميع عليم ، قل إن ربي يقذف بالحق علام الغيوب
 والدعوة إلى العلم في ذاتها دعوة كريمة ، مستجابة من كل ذي عقل إذ كان العلم هو الحاجز الفاصل بين الإنسان والحيوان ، وإذا كان العلم هو سبيل الإنسان إلى الكمال العقلي ، والسمو الروحي حيث يميز به بين الخير والشر ، والهدى والضلال والحق من الباطل والنافع من الضار وبغير العلم لا يرتفع الإنسان - أياً كان قدره - أبداً إلى أي مستوى من مستويات الإنسانية وما كان أنبياء الله ورسله صلوات الله عليهم إلا علماء ومعلمين – وما كانت رسالاتهم إلا ينابيع علم ومعرفة – تهدي الناس إلى الحق وتقيم وجوههم على موارد الخير .
ومن القرآن الكريم ، ومن السنة المطهرة نهل المسلمون من ينابيع العلم والمعرفة فكانوا أساتذة الإنسانية ، وقائدي ركبها إلى موارد الخير ومطالع الهدى والنور يقول سبحانه وتعالى في وصف كتابه الكريم (( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد ))
فالعلم دعوة من دعوات الإسلام، والإسلام جامعة العلم والمعرفة الأمر الذي لا يمكن أن تقوم معه جفوة بين العلم والدين أبدا. حيث الدين هو العلم. ولا دين إن لم يكن علم به وبمقرراته .. يقول الله تعالى لنبيه الكريم  (( فاعلم أنه لا إله إلا  الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) محمد 19
فلا استغفار، ولا طلب للمغفرة إلا بعد العلم بمن نطلب منه المغفرة وهوا لله سبحانه وتعالى. فكيف والحال كذلك يمكن أن يكون للعلمانية على  هذا الفهم – وجه تظهر به في المجتمع الإسلامي ؟ وكيف يقع في تصور مسلم أن يقبل دعوة إلى الفصل بين العلم والدين؟
العولمة
قبل البدء في الحديث عن مفهوم العولمة (Globalization) لابد من الإشارة إلى أن أغلب المحاولات الاجتهادية الرامية تبيان مفهوم ودلالة ظاهرة العولمة لم تبلغ مبتغاها ومرامها الأساسي بعد.إذ لا يوجد تعريف واحد متفق عليه بين الكتاب والمفكرين لهذا المصطلح فكل ينظر إلى هذا المصطلح من زاوية خاصة أو من منظور مختلف وفي ضوء ظروف وأوضاع معينة .
والأمر المهم في الموضوع هو فهم كنه ومضمون العولمة وليس الأمر وضع تعريف يجمع عليه الدارسون .
مجالاتها:
تدخل العولمة في ميادين ومجالات عدة ؛ وإن كان المجال الاقتصادي هو الأبرز إلا أنها تتعدى إلى ما يطلق عليه : العولمة السياسية ، والثقافية ، والفكرية ، والعلمية ، والاجتماعية، وفي مختلف الميادين
فهي في جانبها الاقتصادي تشمل الانفتاح التجاري وإلغاء القيود التجارية وتوفير فرص التبادل التجاري الواسع محكوماً بقواعد السوق فقط بدون وجود إجراءات حكومية
 وفي جانبها الفكري والثقافي هي الإنفتاح الفكري على الآخر وعدم الإنغلاق على الذات ،
 وفي جانبها السياسي هي شيوع تطبيق القانون على الجميع ومراعاة الحقوق الأساسية للإنسان فهي باختصار الشعور بالانتماء العالمي الكبير
وفي مجال العادات والقيم: عالمية العادات والقيم والثقافات لصالح العالم المتقدم اقتصادياً . وهذا المعني يؤدي إلى سيطرة قيم وعادات وثقافات العالم الغربي على بقية دول العالم وخاصة النامية منها . بشكل يجمع كافة الحضارات وإذابة خصائص المجتمعات بالإضافة إلى تهميش العقائد الدينية.
 أصل كلمة العولمة في أصلها الإنجليزي Globalization  تفيد معنى تعميم الشيء وتوسيع دائرته ليشمل الكل. وبهذا المعنى يمكن أن نفترض، أن الدعوة إلى العولمة بهذا المعنى إذا صدرت من بلد أو جماعة فإنها تعني تعميم نمط من الأنماط التي تخص ذلك البلد أو تلك الجماعة وجعله يشمل الجميع: العالم كله.
 العوامل التي ساعدت على ظهور العولمة:
-      تحرير التجارة الدولية .
-      تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة .
-      الثورة المعرفية ، والتقدم العلمي والتكنلوجي.
-      تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات .
ظاهرها:
يؤكد دعاة العولمة بأنها تمثل التقدم في كل مجالات الحياة .
ففي المجال السياسي تتجلى في انهيار الدولة القومية، وسيادة فكرة الديمقراطية والمطالبة بحقوق الإنسان .
وفي المجال الاقتصادي المتمثل في الأسواق الحرة والشركات متعددة الجنسيات ومتعدية الحدود.
وفي المجال الاجتماعي والثقافي المتمثل في الاتجاه نحو التجانس الثقافي، وانفتاح الأنظمة الاجتماعية وبخاصة نظام التدرج الاجتماعي ونظام الأسرة.
وفي المجال العلمي ظهور التكنولوجيا العلميه والتقدم العلمي والتقني والصناعي والحربي والحاسوب ووسائل الاتصال التي تستخدم تقنيات الأقمار الاصطناعية.
ويؤكد مؤيدوها أنّ العولمة والإنفتاح على الآخر والتعايش في بيئة من الهويات المختلفة يعطينا فرصة كبرى للتعلم وتبادل الأفكار، وفي الوقت نفسه سنظل محتفظين بهويتنا وثقافتنا الخاصتين، بالإضافة إلى قدرتنا على تطويرهما.
 نقد اضرار اخطار مساوئ خطورة العلمانية العولمة
حقيقتها
العولمة في حقيقتها  عملية "نفي" و "استبعاد" لثقافات الأمم والشعوب ومحاولة فرض ثقافة واحدة لدول تمتلك القوة المادية وتهدف العولمة لتحقيق مكاسب السوق لا منافع البشر.
 والعولمة استعمار جديد: فكما تطرح اليوم، إنما تصب في النهاية لصالح الأقوياء ضد الضعفاء، ولكسب الأغنياء ضد الفقراء.
 إن الانفتاح - بدعوى العولمة - في مجالات التجارة والاقتصاد، والتصدير والاستيراد، أو في مجالات الثقافة والإعلام، سيكون لحساب القوى الكبرى، والدول التي تملك ناصية العلم والإعلام الجبار والتكنولوجيا العالية والمتطورة، ولا سيما الدولة الأكبر قدرة، والأشد قوة، والأعظم نفوذا وثروة.
وكذلك تعني فرض السياسات الاقتصادية التي تريدها تلك الدول عن طريق المنظمات العالمية التي تتحكم فيها إلى حد كبير، مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية وغيرها.
إن العولمة تسلط فكري يمحو الذاتية ويشكك في الخصوصية.
سلبياتها ومعضلاتها :
تعددت سلبيات العولمة وما أفرزته من معضلات في جوانب عدة  ومنها:
التقارب بين الأديان
وهذه الدعوى من صور العولمة في الجانب الديني وجاءت تحت مسميات متعددة مثل : التقارب بين الأديان ، حوار الحضارات ، التعايش ، التسامح الديني ... وغيرها
حقيقتها:
التوفيق بين الإسلام والكفر، تحت الأسس التالية:
•أن يحترم كل طرف ما عند الطرف الآخر.
•أن لا ينتقد أحد الأطراف الطرف الآخر.
•دعوى جمع الأديان اليهودية والنصرانية والإسلام تحت مسمى دين واحد: الإبراهيمية، أو دين العالمية ، أو دين الانسانية...
•العمل على نسيان النزاعات والحروب الماضية والعداوات وعدم بحث المسائل المختلف فيها.
إقرار كل أهل ديانة على ديانتهم وتصحيح كل الأديان وإثبات شرعيتها وتصديق ماهم عليه وتصويبهم في ذلك.
من دعاتها في العلم العربي:
جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، عبداللطيف الغزالي، أبوريه، رفاعة الطهطاوي، محمد عمارة،حسن حنفي، وغيرهم.
من لوازمها ومفاسدها:
معارضة نصوص الكتاب والسنة المصرحة بكفر أهل الكتاب.
تكذيب ماأخبر الله به من أن الدين عند الله الإسلام .
معارضة نصوص الكتاب والسنة المصرحة بعداوتهم وحقدهم وحسدهم للمسلمين.
إبطال تلاوة والعمل بآيات من القرآن الكريم المصرحة بعداوتهم.
معارضة نصوص الكتاب والسنة المصرحة بنسخ شرائعهم وبطلان ديانتهم وتحريف كتبهم.
إبطال ونسخ الدعوة والجهاد في سبيل الله تعالى.
معارضة الأوامر الإلهية الآمرة بوجوب البراءة من أهل الكتاب وعدم محبتهم أو مداهنتهم.
التكذيب بالنصوص الواردة في بيان تميز أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
إلغاء ونسخ الأحكام الشرعية التي تميز بين المسلمين وأهل الكتاب في الزواج والدية ودخول مكة وغيرها..
التكذيب بما أخبر الله به من نفي صلة إبراهيم عليه السلام باليهود والنصارى.
مخالفة هدي السلف في وصفهم لحقيقة أهل الكتاب.
وغيرها من المفاسد المترتبة على هذه الدعوة المضللة
ولا يلزم من معارضتنا لهذه الدعوى نسيان ما أمرنا الله به من ضوابط شرعية في التعامل مع أهل الكتاب المحارب منهم والمسالم.
وفي المجال الاقتصادي:
هناك انتشار مرض الإيدز في إفريقيا، وتجارة الحشيش والمخدرات في أميركا الجنوبية، بالإضافة إلى عمالة الأطفال في معظم هذه المناطق.
وهي لا ترى في الإنسان سوى مصدر للربح ويلاحظ اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة الغنية والدول النامية والفقيرة، وزيادة البطالة والأمراض والحروب والتكتلات الاقتصادية والمنافسة في الأسواق والتفجر السكاني وعدم كفاية الغذاء، والتحكم في الأمن الدولي. وسيطرة الاتجاه المادي والنفعي الدولي، والتقدم السريع في الحياة العلمية والتقنيات، وتلوث البيئة، وتجزئة الدول.
العولمة هي عبارة اخرى لعالمية الفقر حيث النظام العالمي الجديد ينطوي عل تناقض لعالم هو اليوم اغنى اربع مرات عما كان عليه عام 1990 كما تذكر بعض التقريرات .
 فالتهم الموجهة إلى العولمة هي تهم اقتصادية وإنسانية بالدرجة الأولى لأنها تتحدث عن تفاوت خطير بين البشر من خلال الأرقام والإحصاءات، وهو تفاوت غير أخلاقي أيضا في ظل ادعاء العولمة ومؤسساتها مد يد العون وتقديم المساعدة إلى الشعوب الفقيرة لتحسين مستوى حياتها، بينما تزداد ديون هذه الدول إلى المؤسسات الدولية وتعجز عن سداد حتى الفوائد المترتبة عنها.
وفي المجال الثقافي:
أما آثار العولمة الثقافية فتكمن في: صياغة ثقافة عالمية لها قيمها ومعاييرها هي ثقافة السوق. وسلب الخصوصية الثقافية وقطع صلة الأجيال الجديدة بماضيها وتراثها وتدمير الحضارات والتأكيد على النجاح الفردي وتجميع الثروة وتهميش الثقافة الوطنية واحتكار الصناعة الثقافية ووضع حالة من الانبهار أمام المثقف الوطني وإنهاء رقابة الدولة على وسائل الإعلام والتخلي عن الخصوصيات الوطنية.
الثقافة هي السلاح الآخر الذي أخذ تجار العولمة يستخدمونه لامتصاص ثروات الشعوب لأن تكريس القيم الثقافية الوافدة على شعوب العالم يسهم إلى حد كبير في تسويق منتجاتهم وعلى العكس من ذلك فإن تسويق المنتجات الاقتصادية لشركاتهم ساهم بشكل كبير في نشر قيم وأخلاقيات العولمة.
 إن نشر ثقافة الاستهلاك والوجبات السريعة يحول البشر إلى قطيع لا يفكر ويلهث  إلا وراء بطنه ولهوه وتتبع آخر موضات الأزياء.
تقوم عولمة القيم اليوم على "ثنائي" العنف والجنس في وسائل الإعلام وفي السينما العالمية وفي القنوات الفضائية التي دخلت اليوم إلى كل بيت.
وكذلك تنميط القيم ومحاولة جعلها واحدة لدى البشر في المأكل والملبس والعلاقات الأسرية وبين الجنسين وفي كل ما يتصل بحياة الإنسان الفردية والجماعية.. وخصوصا قيم الاستهلاك التي تعتبر إحدى أهم ركائز اقتصاد العولمة وانعكاساتها على القيم خصوصاً ما يخص الدول الإسلامية.

Previous Post Next Post