المشاركة المدنية والالتزام



ما هي المشاركة؟
المشاركة هي حق أساسي معترف به  في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وموصوف ضمناً في المادة 3 – الحق في الحياة، في الحرية، في الأمن الشخصي وفي المادة 18 – الحق في المعتقد والديانة والمادة 20 – الحق في التجمع السلمي وإنشاء الجمعيات والمادة 21 – الحق في المشاركة في الشؤون العامّة والانتخابات والمادة 27 – الحق في المشاركة في الحياة الثقافية للمجتمع. تمّ التأكيد على الحق في المشاركة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية (المادة 39). كما أنه مبدأ أساسي في العهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

ما هي المشاركة المدنية والالتزام؟
•       تتضمن المشاركة المدنية والالتزام أن بإمكان الأفراد والمجموعات ومنظمات المجتمع المشاركة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بشكل كامل. يمتلك كل مواطن الحق في المشاركة وفي الانخراط. يمكن للمشاركة أن تتم من خلال جلسات الاستماع المجتمعية والمشاورات والاستفتاءات والمشاركة في اللجان، إلخ.
•       كما تتضمن المشاركة المدنية والالتزام قيام كل شخص بإدماج قيم حقوق الإنسان مثل التعاون والاحترام والإدماج (الإشراك) والإنصاف والقبول واحترام التنوّع والمسؤولية في تصرفاتهم اليومية وفي تفاعلهم مع الآخرين.
•       يكمن دافع المشاركة المدنية والالتزام بحس في الانتماء للمجتمع والرغبة في المساهمة فيه. تشمل المشاركة المدنية والالتزام إدماج قيم حقوق الإنسان في تصرفاتك اليومية، والقيام بأنشطة مثل التطوع والمشاركة في حياة منظمة ما والتصويت والتعبير عن وجهات نظرك وآرائك في المنتديات والمشاورات العامّة والاحتفال بالمناسبات الثقافية والدينية مع أعضاء المجتمع ومناصرة المساواة في النوع الاجتماعي، إلخ.

هل هناك مستويات مختلفة من المشاركة المدنية والالتزام؟
هناك مستويات من المشاركة المدنية والالتزام عادة ما تتأثر بالوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للبلد والمجتمع. يجب أن يشكل إدماج حقوق الإنسان أساساً للأنشطة التي تشجع على المشاركة المدنية والالتزام. يشتمل الوضع المثالي على التشارك في اتخاذ القرار على مستويات مختلفة من المجتمع وبين الناس والقواعد الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والمسؤولين الحكوميين والشركات الخاصة والجمعيات المهنية، إلخ. يمكن إطلاق المشاركة الشعبية من خلال المجتمع أو من قبل أفراد من المجتمع أو من قبل سلطات محلّيّة أو وطنية.

كيف يمكننا تعزيز مشاركة الشباب؟
لدى الشباب الكثير من الأفكار لكن عادة ما ينقصهم الحيّز والموارد لتقديمها وتطبيقها. من المهم إشراك الشباب في مختلف مستويات صنع القرار. فيما يلي بضع خطوات  للتفكير بها من شأنها تسهيل مشاركة الشباب وضمان استمرارهم في الانخراط.
•       اختر مواضيع ليتم التطرّق إليها مع الشباب الذين تعمل معهم. من المهم أن تثير المواضيع المطروحة اهتمام الشباب وأن يتأثروا بها. قد تشتمل المواضيع التي تهم الشباب على: الديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة وتنمية المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي، إلخ.
•       تشجيع مجموعات الشباب على إطلاق مبادراتهم الخاصة بدعم من منظمتك.
•       توفير حيّز آمن للنقاشات والحوارات والانتقادات حيث يشعر الشباب بالراحة بالتعبير عن آرائهم بحرية.
•       وفّر للشباب الفرصة لاكتساب المعرفة من خلال التدريب والممارسة.
•       وجّه الشباب وادعمهم في جهودهم.
•       استخدام وسائل التواصل الاجتماعي خلال العملية.
•       تأكّد من توفّر فرصة لإجراء أنشطة عملية وليس فقط للنقاش.
•       ثق بالشباب وانظر إليهم على أنهم القوة المحركة للنشاط.
•       احترم خصوصية مجموعتك وكن كتوماً وحافظ على المعلومات السرية.
•       أشد بإنجازات الشباب.

كيف يمكننا تعزيز مشاركة النساء؟
لدى النساء رغبة قوية في المشاركة في الحياة العامة وفي الانخراط أكثر في مجتمعاتهن وفي التطرّق إلى القضايا التي تؤثر عليهن. عادة ما تواجه المرأة تحديات وعقبات عند الانخراط في مجتمعها. لمزيد من المعلومات عن المساواة في النوع الاجتماعي والتحديات التي تواجهها المرأة، أنظر البطاقة المرجعية رقم 3 – المساواة في النوع الاجتماعي. فيما يلي بعض النصائح، التي من شأنها تسهيل مشاركة المرأة واستمرارها في الانخراط:
•       تأكد من إيجاد بيئة مواتية وآمنة للمرأة للمشاركة في أنشطة أو مشاريع عملية. على سبيل المثال، اختر تواريخ وأوقات مناسبة.
•       اختر مواضيع مع مجموعتك من النساء تكون مثيرة لاهتمامهن.
•       مكّن النساء من تطوير مهاراتهن ومداركهن من خلال أنشطة برامجية.
•       احترم خصوصية مجموعتك وكن كتوماً وحافظ على المعلومات السرّيّة.
•       كن مستعداً لتوجيه مجموعتك للإستعانة بموارد إضافيه لمساعدتهن على التعامل مع القضايا المرتبطة بالصحة الجسدية والنفسية وتلك المتصلة بإدارة أموالهن.
•       كن مدركاً بأن معظم النساء لديهن الكثير من المسؤوليات الشخصية، لذا فإن الوقت يشكل عاملاً هاماً. كن مرناً في الجدول المقترح وراعي النساء اللواتي لا يستطعن المشاركة في كافة الجلسات.
•       حافظ على جو من الانفتاح والاحترام مما يعزز من الإدماج واحترام الاختلافات.
•       عبّر عن تقديرك لإنجازات المجموعة.

كيف يمكننا أن نعزز مشاركة المجموعات المهمّشة؟
قد يشارك عدد من الأشخاص المهمشين في مبادرات تقوم بها أو قد ترغب بإشراكهم بها. بعض هذه المجموعات قد تشمل: الأشخاص ذوي الإعاقات، الأقليات الدينية والإثنية واللغوية، اللاجئين، العمّال المهاجرين، إلخ. قم بالتواصل مع مجموعات مختلفة من الأشخاص المهمشين وحاول أن تسهل من انخراطهم في نشاطك. فيما يلي بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك في محاولتك للتواصل مع المجموعات المهمشة أو عندما تطبّق مبادرة تشمل أناساً من مجموعات مختلفة:
•       قم بدعوة أشخاص من خلفيات مختلفة للمشاركة في نشاط مجموعتك. قم بدعوتهم من خلال نقاشات غير رسمية تعقدها وقم بالتواصل مع أناس من مجتمعات مختلفة.
•       استفد من الأيام التي تقع فيها احتفالات دينية وثقافية.
•       اعقد اجتماعاتك في أماكن مختلفة بحيث تكون أقرب إلى المجتمع الذي تحاول التواصل معه.
•       احرص على إيجاد بيئة مواتية وآمنة لمجموعتك للمشاركة في أنشطة أو في مشاريع عملية.
•       احترم خصوصية مجموعتك وكن كتوماً وحافظ على المعلومات السرّيّة.
•       اعترف بالتمييز الذي تواجهه المجموعة وقم بتمكين مجموعتك من القيام بأنشطة من خلال تعزيز مهاراتهم ومداركهم.
•       حافظ على جو من الانفتاح والاحترام مما يعزز من الإدماج واحترام الاختلافات.

كيف يمكن للمشاركة المدنية والالتزام أن يؤديا إلى التغيير الاجتماعي؟
التغييرات التي تريد إحداثها تبدأ مع كل فرد. فطريقة تفاعلنا وردة فعلنا وعملنا سوياً تؤثر على فهمنا للأمور وأنواع الأنشطة التي نقوم بها. ويعتبر تعزيز قيم حقوق الإنسان الإيجابية خطوة مهمة في التفكير في التفاعلات والتغييرات الاجتماعية. أنظر االورقه المرجعيه رقم 7 – قيم حقوق الإنسان لمزيد من التفاصيل.
يمكن أن تؤدي المشاركة المدنية والالتزام إلى التغيير الاجتماعي. ستؤدي الأنشطة التي تقوم بها مع مجموعتك إلى بناء مهارات (بما في ذلك التفكير النقدي وتحليل القضايا والأنشطة الاجتماعية ووضع أفكار لأنشطة تستجيب لمشاكل في المجتمع). كما ستؤدي إلى الالتزام والتشبيك وأنشطة أخرى. ويصبح كل فرد منخرط في العملية مواطناً ملتزماً وعامل تغيير. تذكر أنك جزء من صورة أكبر وأن أنشطتك ترتبط بأنشطة يقوم بها أشخاص ومجموعات ومنظمات أخرى، إلخ. يمكن أن تؤدي العديد من الأنشطة إلى التغيير: زيادة الوعي، أنشطة المناصرة الموجهة إلى الحكومات المحلية والوطنية والمشرعين، البحث والرصد، كتابة التقارير ونشر المعلومات، بما يشمل الإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي. كل نشاط مهم من أجل تعزيز وحماية حقوق الإنسان. تذكّر بأن التغيير الاجتماعي يتطلّب وقتاً. وستساهم مشاركتك النشطة ومشاركة مجموعتك النشطه في بناء مجتمع أفضل يتم فيه تعزيز حقوق الإنسان واحترامها من قبل السلطات والمواطنين.

كيف تساعد حقيبة الأدوات في تعزيز المشاركة المدنية والالتزام؟
تبنى المقاربة التعليمية لحقيبة الأدوات على تجربة المجموعات المستهدفة وتهدف إلى إشراكهم في عملية يدركون من خلالها بأن لديهم الحق في المشاركة في مجتمعهم وأن عليهم مسؤولية القيام بذلك. يكمن الهدف في أن تصبح المجموعات المستهدفة التي تشارك في الأنشطة والتي تنفذ مشروعاً عملياً ملتزمة ونشطة ومحركة للتغيير.



الممارسات الفضلى أو قصص النجاح

بناء علاقات وفتح جسر مغلق في بغداد (بقلم ماجدة سلمان محمد، العراق)
تحرّك قادة المجتمع المحلّي في حي العامرية في بغداد من أجل بناء السلام وضمان الأمن من خلال فتح جسر مغلق يربط بين حيين من أحياء بغداد. وكان العنف والتمييز قد سيطرا على العلاقات بين الحيين. ومن خلال جهود قادة المجتمع المحلّي وقواعدهم الشعبية من خلال الحملات وحشد المجتمع المحلّي، تم تشجيع الناس اليوم على تعزيز فكرة التعاون وأصبحوا مقتنعين باستخدام الجسر مجدداً. لقد نجحوا في بناء السلام والثقة بين أبناء الحيّين وسلطوا الضوء على ضرورة ربط الحيّين لما فيه مصلحة سكّانهما، بغض النظر عن الإثنية والعنف ومن أجل تعزيز السلام والاستقرار. بالإضافة إلى ذلك، أدت زيادة الوعي إلى الأمان الاجتماعي ولم تقع أية حوادث عنف بعد إعادة فتح الجسر.

حشد اجتماعي في المغرب (بقلم لطيفة زحال- المغرب)
في العام 2011، شارك 400 شاب وشابة مغربيين ينتمون إلى تيارات سياسية مختلفة في منتدى عقد في بوزنيقا حول الشباب من أجل التغيير، مما أتاح للشباب مناقشة أفكارهم وتبادل تجاربهم. وقد حضروا ورش عمل حاضر فيها خبراء شباب حول الإصلاحات السياسية والدستورية والإصلاح الاقتصادي والعدالة الاجتماعية والحريات العامة والخاصة والفساد وحماية الممتلكات العامة والحقوق وأدوات وسبل التغيير. شكل هذا المنتدى وأنشطة سابقة مكونات أساسية للحراك الذي أطلقه الشباب على فيسبوك بدعم من العديد من المنظمات غير الحكومية ومن المجتمع المدني لحشد الناس على طريق التغيير. وقد تظاهر آلاف الناس سلمياً في شتى أرجاء المغرب في شباط وآذار 2011، داعين إلى إقامة ملكية برلمانية "يترأس فيها الملك الدولة لكنه لا يحكم"، داعين أيضاً إلى "مغرب أكثر عدالة" وإلى مكافحة الفساد ومزيد من الحرية والكرامة.

مشاركة الشباب في المغرب
خلال المرحلة التجريبية لحقيبة الأدوات هذه، ركز 25 طالبا على مشاركة الشباب في النظام المدرسي في المغرب، عمل المشاركون في 3 مجموعات ونفذوا 3 فعاليات وهي : مسح واستبيان حول آفاق ومحددات التطوع، وانتخاب مجلس طلبه ، ونشر ورقة في المدرسه حول المواطنه




مصادر هذا القسم


•       إكويتاس (2011). البرنامج الدولي للتدريب على حقوق الإنسان. مونتريال: إكويتاس – المركز الدولي لتعليم حقوق الإنسان.
•       التعليم المدني وحشد المجتمع (بدون تاريخ). كتيّب تدريب المدرّبين، المشاركة. هولندا.
•       بناء السلام (2011) بين الثورة والقمع: عمليات التحول الديموقراطي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، القاهرة وأوتاوا، 2 حزيران 2011، طاولة مستديرة – تقرير وتوصيات حول السياسات.


Previous Post Next Post