مطالبة أعضاء المجلس التشريعي الكويتي بالانضمام الى العراق:
تأسس المجلس التشريعي في الكويت في 19 يونيو/ حزيران 1938, وكان عدد أعضاء المجلس أربعة عشر عضوا, واستمر في عمله ستة أشهر, وقد وضع خلالها القانون الأساسي للحكم في الكويت. الا أن شيخ الكويت أحمد الجابر قام بحل المجلس, وكان الدافع لحل المجلس هو أعتراض البريطانيين على تدخل المجلس بالأمور المالية بعد اكتشاف النفط فيها حيث كان هذا لا يروق لهم من ناحية استخراج النفط وتصديره. وهناك سبب اخر ربما كان أكثر ترجيحا في حل المجلس, وهو أن أعضاء المجلس كانوا يراسلون الملك غازي يطالبونه بضم الكويت للعراق (3).
 لقد تفاقم الوضع السياسي في الكويت بعد حل المجلس, حيث سجن عدد من أعضائه وهرب آخرون إلى خارج الكويت, ولم تستقر الأوضاع السياسية بعدها, ففي عام 1939 خرجت مظاهرات ضد شيخ الكويت, وقد هتفت بحياة الملك غازي " ملكا للوحدة العربية ", ورفع المتظاهرون العلم العراقي , ولافتات كتب عليها " الكويت جزء من العراق ". فاعتقل الشيخ أحمد العناصر البارزة ونفى عدد منهم, ومنع الاستماع إلى إذاعة قصر الزهور
وقد استقبل العراق المعارضة الكويتية الرافضة للوجود البريطاني التي ظهرت بعد حل المجلس التشريعي 1938, واتخذ العراق من حل المجلس التشريعي ذريعة للتدخل في الكويت.
يقول خالد العدساني سكرتير المجلس التشريع لسنة 1938 في مذكراته : " طلب رفاقنا من السياسيين الكويتيين الموجودين حينها في العراق أن يقوم أعضاء المجلس بتحرير رسالة شكر الى رئيس حكومة العراق نوري السعيد وجلالة الملك غازي على موقف العراق الطيب من قضية الحرية في الكويت. وقد حرر أعضاء المجلس التشريعي في 9 محرم 1385 برقية للملك غازي قالوا فيها ( ان أول واجبات أعضاء مجلس الأمة التشريعي وممثلي البلاد الشرعيين ان يرفعوا الى السدة الملكية أسمى عواطفهم الطافحة بالشكر والامتنان الخالص للمساعي الجليلة المستوحاة من روحكم الهاشمية ونخوتكم العربية لتأييد قضية الكويت ونصرة أبنائها الاحرار في سبيل تحقيق الأماني المشتركة للوصول الى الهدف الاكبر) " (1).

Previous Post Next Post