كيف يمكن استثمار الحوار في ارساء دعائم السلم والتسامح ؟
إن من أهم الأمور التي تجعل العلاقة قائمة بين الأمم والشعوب سواء الصديقة منها أم المعادية هو وجود الحوار
والمجتمع الإسلامي مستندا على القرءان الكريم ، الذي ينصُّ إلى ضرورة الحوار والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وهذا ما يجعل الحوار قائما على احترام الآخر بعيدا عن غايات الامتهان والإسقاط والتعالي على الآخر .
وأولويات الحوار الإنساني توجبنا أن ندفع بالحوار إلى ساحة الحوار مع الآخر بالفكر والمنطق واللسان ليس بالقوة والظفر والسنان ، والبعد عن دفع الحوار إلى صراع مادي تفجره المصالح المادية لنصل بالأمر بدلا من الوفاق إلى الفراق .
ولتحقيق هذا كله على المتحاورين تحديد أهداف الحوار لتعزيز التعارف ودعم التعايش الإنساني الذي يحدد موقعنا في الوسط العالمي ، مع الأخذ بعين الإعتبار أن الهدف الأهم هو الوصول إلى القصد من التحاور هذا القصد الذي تشترك به جميع الملل والنحل لإشتراكها جميعا بوحدة النوع البشري المستند إلى التمايز بين الأقاليم والألسنة والعادات والأخلاق والدين ، هذا الحوار يجنبنا الجنوح إلى الظلام واللجوء إلى التعصب الديني والقومي لأنه سيكون حوارا بين العقلاء من الأمة .
هذا الحوار الموصوف بالعقلانية والبعد عن التعصب هو الذي يجعلنا نكتشف في غيرنا مواطن التقدم أو التأخر وأسباب النهوض والخمول ، وهو الذي سيأخذ بأيدينا لنرسم حضارة إنسانية تقوم على المبادئ القويمة
في جميع المجلات ، لنرقى بالأمة ونحقق لها نظرة مستقبلية بعيدة عن الإتصاف بالتخلف والتقوقع حول الذات .
وإذا تحققت هذه الأهداف كان حقا على الأمة أفرادا وجماعات أن تصل إلى ما تريد فعلا مطبقا على أرض الواقع ، لا كلاما يصفق له في المحافل والإجتماعات ، حوارا نصل به إلى مواطن صنع القرار وتوجيهها الوجهة التي يجب أن تكون عليها بالإيمان بالأهداف المشتركة ووجود مساحات مشتركة بين الأطراف لتحقيق الإحترام المتبادل ، بأن يكون للأمة مكانتها التي تبث المهابة في وجه أعدائها والثقة والوفاق مع المتحاورين من إخوانها الشعوب .