الطفل و علاقته في الحي و القرية
الحي السكني قد يكون سبباً في ... انحراف الأبناء
قد يظهر في العنوان بعض الغرابة، إذ كيف يكون هناك علاقة بين الحي السكني وانحراف الشباب،
ولكن ستزول الغرابة بقراءة المقال بإذن الله وبداية، نقصد بالحي السكني هنا المنطقة الجغرافية التي تقطنها أسرة الطفل إن كانت بجوار العديد من الأسر وتتشابك بينهم العلاقات الاجتماعية تأثراً وتأثيراً، ومن هنا فالحي يسهم في تزويد الفرد ببعض القيم، والمواقف، والاتجاهات، والعادات، والمعايير السلوكية، التي يتضمنها الإطار الحضاري العام الذي يميز المنطقة السكنية أو الحي.
ويمكن القول أن للحي دوراً قد يكون مكملاً لدور الأسرة في توجيه الطفل، ويؤثر كل واحد في الآخر، فقد يكون داعماً لما تقدمه الأسرة من سلوكيات بغض النظر عن ماهية هذا السلوك، وقد يكون هداماً وذلك يتأتى من طبيعة الحي ومستواه الاقتصادي والاجتماعي، فلقد ربطت العديد من الدراسات بين طبيعة الحي وتأثيره على سلوك قاطنيه، وأبرز تلك الدراسات الدراسة التي قام بها الأمريكي "كليفورد شو" على خمسة من الأشقاء عرفوا بتاريخهم الإجرامي الطويل وأثبت أن للحي أثراً بيناً في تكوين العنف عندهم.
* بطل الانحراف
والحي الذي يساعد على الانحراف نجده يعطي شيئاً من الشرعية على أعمال المجرمين ويصورها بالصورة البطولية، مما يكون لدى الطفل في الحي مثالا وقدوة سيئة يحتذى بها وتتشكل شخصيته على هذا الأساس . ومن هنا فالحدث يرى أنه لا يمكن أن يكون له منزلة في الحي إلا بتبني إحدى صور البطولة والرجولة التي ارتسمت في ذهنه كصورة المجرم في حيه.