الطريقة القصصية

      
يميل الطالب صغيراً كان أو كبيراً إلى سماع القصص، وهو شغوف بتتبع حوادثها وتخيل شخصياتها، ومعرفة ما يصدر عن كل شخصية، والنهاية التي تؤول إليها القصة .
       وهذه الطريقة من الطرائق الفاعلة في تدريس معظم المواد الدراسية عامة، وفي تدريس فروع التربية الإسلامية خاصة، كالأخلاق والتهذيب، والسيرة النبوية، وغيرها … كما يمكن استخدامها في التمهيد لدروس الوحدات الأخرى بعامة عند البدء بقصة شائقة تنتمي إلى موضوع الدرس . وكثيرا ما يعتمد مدرس التربية الإسلامية على القصة القرآنية أو النبوية الواردة في السنة الشريفة .

الأهداف التربوية للقصة :
      
من الأهداف التربوية التي تتحقق باستخدام طريقة القصة ما يلي:
Ø   تنمي القصة خيال الطالب وتهذب وجدانه وترهف حسه.
Ø   تعود الطالب حسن الانتباه والتركيز في الموقف التعليمي التعلمي، وقوة الانطباع الوجداني نتيجة تتبع أحداث القصة، وتسلسل أفكارها وترابط أجزائها.
Ø   تكسب القصة الطالب كثيرا من الأخلاق والآداب وأساليب التصرف اللائقة في المواقف المختلفة.
Ø   تنمي حب القراءة والمطالعة .
Ø   تعود حسن الاستماع والانتباه الإرادي الذي يعين على حسن الفهم .
Ø   من العوامل المساعدة على تقوية الحافظة عند الطالب، وشحذ ذاكرته.
Ø   تنمي قدرات الطالب على دقة التعبير وحسن الإلقاء بما توفره لهم من معلومات وأفكار ومعان ومواقف تشجعه على التعبير عن مشاهداته وقراءاته وما يسمعه من قصص بلغته الخاصة.
Ø   تزيد الخبرات وتنمي المعارف .
Ø   زيادة الثروة اللغوية .
Ø   تستثير الدافعية نحو التعلم .
Ø   الشعور بالمتعة والانسجام وزيادة النشاط .
Ø   التدريب على التحليل واستخلاص العبر والدروس .

ميزات القصة القرآنية والنبوية:
      
مما تمتاز به القصة القرآنية والنبوية ما يلي:
ا ـ تشد القارئ وتوقظ انتباهه، فتجعله دائم التأمل في معانيها والمتتبع لمواقفها، والتأثر بشخصياتها  .
2 ـ تتعامل مع النفس الإنسانية في واقعيتها الكاملة، متمثلة في أهم النماذج التي يريد القرآن أن يبرزها في الكائن الحي .
3 ـ تتضمن أحداثا حقيقية بلا تزييف، تشعر القارئ بأنها قريبة للحس والوجدان والعقل.
4 ـ تربي العواطف البشرية بوسائل متعددة : عن طريق إثارة الانفعالات، وتوجيهها إلى الهدف من القصة، وعن طريق المشاركة الوجدانية التي تؤدي إلى الاندماج في جو القصة العاطفي، كما تمتاز بالإقناع الفكري بموضوعها .
5 ـ تتميز بالجدية فليست للإمتاع أو التسلية، فهي مجسمة للعبر والدروس، مشوقة في أسلوبها، يؤدي تخيلها إلى التدبر والإدراك، ويتنقل متدبرها ما بين الخوف والرجاء.
6 ـ تتميز القصة القرآنية بالإيجاز غالبا.
7 ـ تتميز بعدم الملل منها ولو تكررت، فلا تفقد بالتكرار سحر بيانها وقوتها على التأثير، ويرجع ذلك إلى تنوع أحداثها وموضوعاتها.
8 ـ تتميز بعدم ذكر أسماء الشخصيات إلا إذا دعت الحاجة. قال تعالى: " فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما " (الكهف : 65).
9 ـ تتميز بارتباطها بالعنصر الزمني. قال تعالى: " سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " (الإسراء : 1).
10 ـ تتميز بأنواع من الإعجاز، من إعجاز بياني، وإخبار بالغيب من أخبار الأمم الغابرة، والتبشير بالنصر ...

أنواع القصص في التربية الإسلامية
      
اعتنى القرآن الكريم بالأسلوب القصصي، فتناول سير الأنبياء عليهم السلام، قال تعالى : "نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن" (يوسف : 3). ومن الأمثلة على ذلك قصص الأنبياء : آدم، نوح، يونس، إبراهيم، إسماعيل، اسحق، يعقوب، شعيب، هود، صالح، موسى، عيسى، محمد عليهم الصلاة والسلام .

        كما أورد القرآن الكريم قصصا تدور حول نماذج بشرية من المؤمنين والكفار والصالحين والطغاة، فيها كثير من الدروس والعبر، كقصة أهل الكهف (سورة الكهف : 17ـ21)، وقصة أصحاب الأخدود (سورة البروج : 4ـ8)، وقصة قارون (سورة القصص : 76ـ83) ، وغيرها .

       وهناك قصص السيرة النبوية التي أثبتتها الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، كالقصص الواردة بشأن الغزوات : بدر وأحد والخندق وفتح مكة وحنين وتبوك .

       ومنها ما ورد في أسباب نزول الآيات الكريمة، والقصص الواردة في بعض المناسبات ، كقوله تعالى : " إلا تنصروه فقد نصره الله … " الآية (التوبة :40)، فقد عرضت موقفا من مواقف الهجرة النبوية .

       وقد تكون القصة في حديث شريف ، كحديث الإسراء والمعراج .

       ومنها ما ورد في كتب السيرة والتاريخ الإسلامي وتراجم الأعلام من الصحابة والتابعين والعلماء والقادة المسلمين ، وما تحمله هذه القصص من العبر والدروس وصور التضحية ، كعدل عمر رضي الله عنه، واستبسال أم عمارة رضي الله عنها في غزوة أحد، واستبسال عز الدين القسّام أمام الإنجليز في فلسطين في معركة جنين، وغير ذلك من المواقف العديدة في التاريخ الإسلامي .

أحدث أقدم