برنامج إعداد معلمي


خلفية المشكلة :
       تعد قضية إعداد المعلم إحدى القضايا المهمة التي شغلت - ومازالت تشغل - أذهان معظم الناس في دول العالم بوجه عام ، والمهتمين بشئون التربية والتعليم بوجه خاص، حيث يعتبر المعلم أحد العوامل الحاسمة في تحقيق أهداف السياسات التعليمية المختلفة .  وقد يدور نقاش حول أفضل أساليب ونظم إعداد المعلم ، إلا أن الأمر الذي لم يعد محل جدل هو أن التعليم مهنة لها مقوماتها ، وأمراً له أهميته ، حتى تصل إلى مرحلة لا يسمح فيها بالاشتغال بهذه المهنة إلا لمن أعد لها إعداداً خاصاً (6) (24) (38) .
       ويؤكد قضية إعداد المعلم وأهميتها ما أوصت به المؤتمرات الدولية والعربية والمحلية، فقد أوصت حلقة دراسة متطلبات استراتيجية إعداد المعلم العربي - مسقط 1979 ؛ بتطوير مناهج وبرامج إعداد المعلم (3) . كما أوصت ندوة إعداد المعلم بدول الخليج العربي - الدوحة 1984م ؛ بأن تحرص مؤسسات إعداد المعلم على تبنى أساليب فعالة لإجتذاب وإنتقاء أفضل العناصر لمهنة التعليم كلما أمكن ذلك ، وأن يكون توجه المقررات التخصصية في مؤسسات إعداد المعلم على نحو يجعل محتواها وطرائق تدريسها منسجماً مع متطلبات إعداد المعلم وتحدث نفسها بإستمرار ، وأن تتابع خريجها في الميدان لتطوير برامجها المهنية والتدريبية في ضوء تجاربهم الميدانية وممارساتهم المهنية(32) .
       كذلك أوصى المؤتمر الثاني لإعداد المعلم المنعقد بالمملكة العربية السعودية - مكة المكرمة 1993م ، بضرورة قيام مؤسسات إعداد المعلم بإجراء دراسات تقييمية لواقع برامج إعداد المعلم والأساليب المناسبة لتطويرها ، وألا تقل مدة إعداد المعلم عن خمس سنوات لجميع مراحل التعليم وفقاً للنظام التكاملي للحصول على درجة البكالوريوس؛ على أن تخصص السنة الخامسة للتدريب العملى في الواقع الميداني ، كما أوصى المؤتمر بتدريس الكفايات التعليمية والتدريب على تطبيقها وإستخدامها(34) .
       ومن ناحية أخرى فقد اهتمت أيضاً العديد من البحوث السابقة عالمياً ومحلياً بقضية إعداد المعلم ، وأوصى بعضها بالاهتمام ببرامج إعداد المعلم(21)(29) ؛ وربط هذه البرامج بالمهام التعليمية التي سيقوم بها المعلم عند مزاولته لمهنة التدريس (8) ؛ وحسن اختيار المقبولين في هذه البرامج؛ والتركيز فيها على المفاهيم والمهارات التطبيقية والعملية ؛ وربطها بمتغيرات العصر؛ وتقنين تقويم أداء المعلم ؛ واشتراط التدريب أثناء الخدمة كل خمس سنوات للاستمرار في المهنة؛ وإشراك المعلم في بناء المناهج(16). كما قدم البعض الآخر من هذه البحوث نماذج ومقترحات للمدخلات التي يمكن على أساسها أن تبنى برامج إعداد المعلمين(28)(31)(35)(36)(38) .
       وعلى الرغم من الاهتمام بقضية إعداد المعلم ، إلا أنه يلاحظ أن نظم وسياسات إعداد المعلم مازالت عاجزة عن تكوين المعلم وإعداده بشكل يتناسب ودوره في مدارس اليوم ، فالكوادر البشرية القائمة على التعليم غير قادرة على عطاء تربوي ينسجم والدور الرئيسي الذي ينهض به المعلم(10)(27)(30) .
       وترتب على هذا العجز لنظم إعداد المعلم ؛ إنخفاض مستوى المعلمين ويظهر هذا واضحاً من خلال مظاهر عديدة منها : الاتجاهات السلبية للمعلمين نحو مهنة التدريس ونحو التلاميذ والمدرسة ؛ وعدم تمكنهم من مهارات التدريس وأساليبه ؛وعجزهم عن مواكبة مستجدات العصر سواء في مجال تخصصهم أو في مجال العلوم التربوية (10)(27) .
       ولهذا فإن نظم وبرامج إعداد المعلم مازالت في حاجة إلى مزيد من الفحص والدراسة من أجل التوصل إلى أنماط أكثر قدرة على تلبية احتياجات المجتمع من المعلمين ذوي الكفاءة والقادرين على تحقيق الأهداف التربوية المنشودة (19) .
       ونظرة إلى واقع برنامجي إعداد معلمي العلوم والرياضيات بكلية التربية الأساسية بالكويت ؛ توضح أن هذين البرنامجين بدأ تطبيقهما ميدانياً عام 1986 . وبالرغم من التطورات المتلاحقة في المعرفة العلمية والتربوية ؛ والتغيرات الاجتماعية السريعة في المجتمع الكويتي؛ والمستجدات التقنية سريعة التطور؛ والتحديات التي تواجه مستقبل عالمنا العربي في بدايات القرن الحادي والعشرين ؛ فإن هذين البرنامجين الحاليين لإعداد معلمي العلوم والرياضيات بكلية التربية الأساسية بدولة الكويت ما يزال يتم تطبيقهما منذ أكثر من خمسة عشر سنة دون أن يلحق بهما تطويراً علمياً حقيقياً اللهـم إلا بعض الإضافات أو الحذف التي لحقت ببعض مقرراتهما  مع وجود مؤشرات وحاجة ملحة للتطوير القائـم على أسس علمية       صحيحة من قبل المسئوليين وأعضاء هيئة التدريس بل والطلاب بالكلية .
1 - ما مدى أهمية مقررات برنامج إعداد معلم العلوم بكلية التربية الأساسية بالكويت من وجهة نظر الخريجين - تخصص العلوم - في تلبية احتياجاتهم لتدريس العلوم بالمرحلة الابتدائية ؟ 
2 - ما مدى استفادة هؤلاء الخريجين من هذه المقررات في تدريسهم العلوم بالمرحلة الابتدائية خلال فترة تدريبهم الميداني بالمدارس ؟
3 - ما مستوى التحصيل الدراسي لهؤلاء الخريجين- تخصص علوم - في هذه المقررات ؟
4 - ما مدى أهمية مقررات برنامج إعـداد معلم الرياضيات بكلية التربية الأساسية بالكويت من وجهة نظر الخريجين - تخصص الرياضيات - في تلبية احتياجاتهم لتدريس الرياضيات بالمرحلة الإبتدائية ؟
5 -        ما مدى استفـادة هؤلاء الخريجين من هذه المقررات في تدريسهم الرياضيات بالمرحلة الإبتدائية خلال فترة تدريبهم الميداني بالمدارس ؟
6 - ما مستوى التحصيل الدراسي لهؤلاء الخريجين - تخصص الرياضيات - في هذه المقررات ؟

أهداف البحث :
       يهدف هذا البحث إلى : 
1 - تحديد مدى أهمية مقررات برنامجى إعداد معلمي العلوم والرياضيات بكلية التربية الأساسية بالكويت من وجهة نظر الخريجين - تخصصى العلوم والرياضيات - في تلبية احتياجاتهم لتدريس العلوم والرياضيات بالمرحلة الإبتدائية .
2 - تحديد مدى إستفادة هؤلاء الخريجين من هذه المقررات في تدريسهم العلوم والرياضيات بالمرحلة الإبتدائية خلال فترة تدريبهم الميداني بالمدارس .
3 - الوقوف على مستوى تحصيل هؤلاء الخريجين في هذه المقررات .
حدود البحث :
       يقتصر تطبيق البحث على الحدود التالية :
1 - مقررات برنامجى إعداد معلمي العلوم والرياضيات بكلية التربية الأساسية التابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بدولة الكويت (المقررات الإلزامية فقط) .
2 - طلاب كلية التربية الأساسية بدولة الكويت في تخصصى :
     - العلوم ( تخصص مساند : رياضيات )  .
     - الرياضيات ( تخصص مساند : علوم ) .
3 - الطلاب المقيدين في الفصل الدراسي الأول من العامين الدراسيين 1999/2000م ، 2000/2001م .
4 - تحديد مستوى تحصيل الطلاب من خلال حصر درجاتهم في الاختبارات التحصيلية التي تعقد في نهاية الفصل الدراسي لكل مقرر .
مسلمات البحث :
1 - البرامج الحالية لإعداد المعلم - أياً كان تخصصه - في العالم العربي في حاجة إلى متابعة مستمرة للوقوف على مدى فاعليتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها .
2 - يمكن الوقوف على مـدى فاعلية هذه البرامج في تحقيق أهدافها من خلال التعرف على وجهة نظر الخريجين في المقررات المقدمة من خلالها ومستوى تحصيلهم فيها .
أهمية البحث :
      يساهم هذا البحث في إلقاء الضوء على مدى أهمية مقررات برنامجى إعداد معلمي العلوم والرياضيات بكلية التربية الأساسية بالكويت من وجهة نظر الخريجين في تلبية احتياجاتهم لتدريس العلوم أو الرياضيات بالمرحلة الإبتدائية ، ومدى استفادتهم منها في تدريسهم العلوم أو الرياضيات بالمرحلة الإبتدائية خلال فترة تدريبهم الميداني بالمدارس ، وهو بذلك يعد أحد الخطوات التي يمكن الإفادة منها في توجيه نظر المسئولين عن إعداد هذين البرنامجين إلى مدى أهمية ما يقدمونه من مقررات من خلالهما وما تحققه من فائدة عملية للدارسين في الواقع الميداني ، وما يمكن اتخاذه من إجراءات عند تطويرها .
Previous Post Next Post