1الاعتداء الجسدي:
يشير الاعتداء أو سوء المعاملة الجسدية عامة إلى الأذى الجسدي الذي يلحق بالطفل على يد أحد والديه أو ذويه. وهو لا ينجم بالضرورة عن رغبة متعمدة في إلحاق الأذى بالطفل، بل إنه في معظم الحالات ناتج عن أساليب تربوية قاسية أو عقوبة بدنية صارمة أدت إلى إلحاق ضرر مادي بالطفل أو كادت. وكثيراً ما يرافق الاعتداء الجسدي على الطفل أشكال أخرى من سوء المعاملة ومن الأمثلة المؤسفة والشائعة على ذلك ضرب أحد الوالدين لطفله بقبضة اليد أو بأداة ما في الوقت الذي ينهال عليه بسيل من الإهانات والشتائم، وفي هذه الحالة يعتبر الطفل ضحية اعتداء جسدي وعاطفي في آن واحد.
ويشمل الاعتداء البدني على الطفل الرضوض والكسور والجروح والخدوش والقطع والعض وأية إصابة بدنية أخرى. ويعتبر اعتداءً كذلك كل عنف يمارسه أحد والدي الطفل أو ذويه إذا تسبب فيه أذى جسدي بالطفل ويشمل ذلك ضربة بأداة أو بقبضة اليد واللطم والحرق والصفع والتسمم والخنق والإغراق والرفسّ والخض.فكل هذه الممارسات وإن لم تسفر عن جروح أو كسور بدنية ظاهرة ولكنها تعتبر اعتداءً بحدّ ذاتها. (سوسن, 2006م, ص 69)
حالة (1) (5/2006)
الطفلة عصوان البالغة من العمر 10 سنوات، يقوم والدها بتعذيبها داخل فيلة مع زوجته (زوجة أبيها) بطرق بشعة، حيث كان يستخدم عصا غليظة في ضربها غير الرفس والركل منه ومن زوجته، كما كان يحرقها بمادة الكلوركس.
العنف الأسري وانعكاساته على الأبناء:
يختلف تأثير العنف الأسري من شخصية إلى أخرى وحسب نوعية العنف الممارس والشخص الذي يقوم به إضافة إلى جنس الطفل إذ كان ولداً أم بنتاً وتشكل علاقة الضحية بالمعتدي وعلاقته بمن حوله فالأطفال الذين يتعرضون للعنف غالباً ما يكون لديهم استعداد لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم وضد الآخرين إضافة إلى حدوث حالات الاكتئاب والانتحار والإجرام.
(AL – alaf@ hot mail . com)
وكلها مؤشرات إلى:
· عدم القدرة على التعامل الايجابي مع المجتمع والاستثمار الأمثل للطاقات الذاتية والبيئية للحصول على إنتاج جيد.
· عدم الشعر بالرضا والإشباع من الحياة الأسرية والدراسية والعمل والعلاقات الاجتماعية.
· لا يستطيع الفرد أن يكون اتجاهات سوية نحو ذاته بحيث يكون متقبلاً لنفسه.
· عدم القدرة على مواجهة التوتر والضغوط بطريقة ايجابية.
· عدم القدرة على المشكلات التي تواجهه بدون تردد أو اكتئاب.
· لا يتحقق للفرد الاستقلالية في تسيير أمور حياته. (
1ـ5ـ العلاقة بين العنف الأسري والسلوك العدواني لدى الأبناء:
تشير الدراسات إلى وجود علاقة بين تعرض الأطفال للعنف الأسري وبين حدوث اضطرابات السلوك لديهم وخاصة السلوك العدواني فالتربية القاسية التي تقهر الطفل
وتعاقبه بدنياً وتؤلمه نفسياً تنمي العدوان لديه وتجعله يفشل في تنمية التحكم في الغضب والعدوان.
ووجد «نيوبيرجر» /1977/ أن الطفل المتعرض للعنف لديه عدوان في خياله بدرجة كبيرة ومميزة كما أن لديه سلوك عدواني شديد خارج وداخل الفصل مقارنة بالعينة الضابطة.
وفي دراسته على 59 طفل تعرضوا للعنف و29 طفل تعرضوا للإهمال مقارنة ﺒ 35 طفل كعينة وجد «جرين» /1978/ أن العض والحرق وجرح الجسد ومحاولات الانتحار بالشنق تنتشر بنسبة 45% بين المتعرضين للعنف. )
1ـ6ـ حقائق وأرقام حول ظاهرة العنف:
شهدت الأردن عام 1998 حوالي 270 حالة إساءة جسمية وجنسية وفي عام 1999م حوالي 522 حالة وفي عام 2000م 613 حالة وفي اليمن تم تقدير حجم هذه الظاهرة بحوالي 20% من حجم جرائم الآداب العامة التي تخص قضايا الأسرة وذلك في عام 1999م وفي الكويت شهد علم 2002 نمواً ملحوظاً في نمو معدل جرائم العنف الأسري.
وفي مصر فإن 65% من الجرائم التي ترتكب ضد الطفل أسرية وتبلغ نسبة جرائم قتل الأطفال 44% من الجرائم السنوي ضد الطفل, وحوادث الاعتداء المنسي 18% والاختطاف 21% والتعذيب 8% والضرب 7%
وفي بريطانيا وفقاً لتقارير وزارة داخليتها يتم قتل 4 أطفال أسبوعياً بأيدي أولياء أمورهم ويموت 200 طفل سنوياً بسبب جرائم الآباء ضدهم.
وفي أمريكا يتعرض ما بين مليونين إلى أربع مليون طفل للاعتداء ويقتل آلاف منهم بأيدي آبائهم ويُبعد عشرات الآلاف من الأطفال عن أسرهم إلى دور الرعاية سنوياً.
وفي المملكة فما زالت النسبة غير معروفة تماماً على المستوى العام ولكن قام مستشفى التخصيص بعمل دراسة للحالات التي راجعت المستشفى وتبين منها أنه في عام 194م تم تسجيل 33 حالة بين ضرب زوجات وانتحار وإيذاء أطفال.
وفي عام 1995 تم تسجيل 45 حالة ولكن في دراسة حديثة 2002 تم تسجيل 300 حالة تعرضت فيها النساء للإيذاء.
ونشير هنا على الرغم من أن هذه الظاهرة منتشرة ومعروفة في كل المجتمعات المتقدمة منها والنامية إلا أن الإحصائيات الدقيقة لحجم انتشارها في الوطن العربي غير الدقيقة وغير معروفة تماماً لما ينتابها من تستر ورغبة في عدم الإفشاء أو على أن الاختلافات الأسرية وخباياها لا ينبغي في نظر البعض أن تفشى أو مخافة التعرض لمزيد من العنف بعد التشهير وإعلانه.