المجال الفني بأروبا خلال القرن 19  التاسع عشر
  
الرومانسية : Romanticism

الرومانسية لفظة فرنسية مشتقة من لفظة رومان       (Roman) وتعني القصة أو الحكاية

وقد ظهرت الرومانسية في الربع الأول من القرن التاسع عشر كرد فعل على أصول ، وقواعد فنون الكلاسيكية الجديدة بكل أساليبها والتي لا تولي للعاطفة ،والشعور اهتماماً كبيراً .
       

يعتمد هذا الاتجاه على إطلاق الحرية الكاملة في التعبير الإحساس الذاتي ، وعن العواطف الجياشة ، والمتأججة ،والمشاعر الفياضة الرقيقة والكامنة في داخلهم ، وعلى المبالغة ، والمغالاة ، والخيال، في تصوير والتعبير للمشاهد الدرامية في قصص الأبطال والكوارث ، والأحداث ، والمآسي التي حدثت في القرون الوسطى، و إبراز الحركات العنيفة ، والحيوية ، والقسوة من خلال انفعال الألوان الزاهية ، والنابضة بالحياة، والأضواء القوية، والليونة في الخطوط المنحية والرشيقة، وذلك لتأثير على عين المشاهد ، وإثارة مشاعره النفسية والانفعالات البشرية الداخلية .
       
الواقعية : Realism

الواقعية أحد المدارس الفنية التي ظهرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي ، وكان الدافع وراء ظهورها هو معارضة المدارس التقليدية التي قامت على المثالية الجمالية القديمة كمدرسة الكلاسيكية الجديدة، وعلى المدارس الفنية التي قامت على الإفراط في العواطف والأحاسيس كالمدرسة الرومانسية
       

اقتصرت الواقعية على تصوير الحقيقة ، والأشياء الواقعية الموجودة في الحياة بكل تناقضاتها. فهم يرون أن الواقع هو أسمى أهداف العمل التشكيلي ، ولذا قامت الواقعية على الابتعاد عن الابتكار ، والخيال في موضوعاتها، وأيضاً عن الموضوعات المقتبسة من التاريخ ، والاعتماد على انتقاء كل ما هو مثير للاكتئاب في المجتمع أو كل ما هو مثير في الحياة اليومية الواقعية المحيطة بهم . أوكل ما هو حقير، ووضيع . من مظاهر الفقر المدقع ، والعوز الشديد، والبؤس ، والحرمان ، والغنى الفاحش ، والثراء ، والحزن، و الواقع المؤلم لجميع الطبقات الكادحة كالعمال ، والفلاحين ، والمظلومين غيرهم .
       
التأثيرية (الانطباعية): Impressionism

هي حركة فنية حديثة نشأت في فرنسا في مجال الفن ، والأدب ، وقامت على مبدأ أن المهمة الحقيقية للفنان أو الأديب تقوم على نقل انطباعات بصره أو عقله إلى الجمهور المتلقي. وتعد التأثيرية أو الانطباعية  نقطة التحول المهمة في مسيرة الفن من الفنون الكلاسيكية إلى الفنون الحديثة  . و سبب تسمية التأثرية أو الانطباعية  بهذا الاسم يرجع للنقد الساخر الذي أطلقه الناقد الفني لويس ليروي على مجموعة من الأعمال الفنية التي عرضت في اليوم الخامس عشر من شهر أبريل في إحدى صالونات باريس عام 1874م . كونها خالفت القواعد ، والتقاليد الأكاديمية المتعارف عليها في مجال التصوير الواقعي أو الموضوعي ، والتي كانت سائدة في ذلك الوقت . وقد انصب نقده الخاص على اللوحة الخاصة بالفنان كلود مونيه (1840-1926م) المسماة " تأثير(انطباع) شروق الشمس " . فبعد ذلك أطلق مصطلح " المدرسة التأثيرية" .
       

أسلوب المدرسة التأثيرية يقوم على تسجيل التأثير أو الانطباع الذي تسجله العين من ناحية تغير ، وتبدل مظاهر الطبيعة في أشكالها الواقعية ، وفق لتغير الضوء ، والمناخ ، والوقت ، والفصل ونقل هذا الانطباع إلى الجمهور. وكذلك يقوم أسلوبها على عدم اتصال مساحة الألوان الزيتية أو دمجها مع بعضها البعض على سطح اللوحة بواسطة الفرشاة،  وإنما يتم التقاط المنظر بلمسات لونية سريعة بالفرشاة أو نقاط لونية صغيرة منفصلة بدلا من خلطها. واهتمت المدرسة التأثيرية بالظلال ، وعمدت على توضيح انعكاس الألوان التي تتم فيها ،  وكذلك لم تعتمد التخطيط التحضيري (الرسم التحضيري) لأعمالهم الفنية .
التنقيطية : Pointillism

التنيقطية مفرد كلمة نقطة ، وسبب التسمية أتى من خلال اعتماد فناني هذا الاتجاه على النقاط اللونية النقية المتجاورة في أعمالهم الفنية . فعلى الرغم من ذلك فإنهم يكرهون تسميتهم بالتنقيطية ويفضلون بأن يطلق عليهم فنانو التقسيمية كونه المسمى أقرب وصف لطريقتهم الفنية. وقد سميت هذه المدرسة أيضاً بعدة مسميات منها : المدرسة اللونية ، والمدرسة الضوئية ، والمدرسة التقسيمية ، التأثيرية الجديدة ( New Impressionism).
       

يقوم فنانو التنقيطية على التحليل ، والتجزئة لأشكال الفنية في اللوحة ، وتحويلها إلى نقاط أو بقع لونية متجاورة مع بعضها البعض تبعاً لقانون التضاد اللوني ، والتدرج ، والإشعاع فكل نقطة من اللون الفاتح يقابلها تقريباً نقطة من اللون القاتم أو بطريقة أخرى يتم وضع نقاط أو نقطتين من لونين أساسين مختلفين للحصول على لون ثانوي  ، ويختلف حجم النقاط على حسب حجم اللوحة أو الموضوع ، وهذا الأمر يتطلب من الفنان دراسة معقدة والتركيز الدقيق قبل التنفيذ.
       
الوحشية (الفوفية) : Fauvism

الوحشية مصطلح أطلقه النقاد الفنيين سخرية على مجموعة من الفنانين الذين تبنوا هذا الاتجاه في أحد المعارض الفنية بباريس سنة 1905م  نظراً لغرابة أسلوبهم الفني الذي يخالف الفنون التقليدية في ذلك الوقت. والوحشية مدرسة فنية ظهرت في مطلع القرن العشرين
       

تقوم على التحرر من الأشكال التقليدية ، وعلى معالجة الألوان الصارخة الصافية أو الألوان الفاقعة الغير مخلوطة بصورة تلقائية سواء كانت ألوان بارة أو ألوان حارة ، والعمل على تشويه الأشكال البصرية وتغييرها على اعتبار أن عنصر الشكل عنصر عفوي ، مع حرص الفنان على تحديد هذه الأشكال بخطوط سوداء في أغلب الأعمال الفنية ، فالألوان في نظر هذه المدرسة يعتبر وسيلة أساسية للتعبير كونها تترجم المشاعر ، والانفعالات ، والأحاسيس والتوتر في داخل الفنان نفسه. وقد ركز فنان الوحشية على الموضوعات المستمدة من الطبيعة ، والمناظر الخارجية .
       

التكعيبية : Cubism

التكعيبية أتت من كلمة  تكعيب ، وهي مفرد مكعب الشكل الهندسي الذي يحمل ستة أوجه ، وستة مربعات ، والتكعيبية اسم أطلقه النقاد الفنيين سخرية على فناني التكعيبية في إحدى المعارض الفنية رغم المعارضة الشديدة فناني هذا الاتجاه لهذا الاسم ،  فالتكعيبية هدفت إلى طرح فكر جديد في الفن بعد سآمة الفنانين من الأساليب السابقة كالتأثيرية التي تقوم على تصوير ما تراه العين فقط من الأشياء في قيمها الظاهرية، دون التأكيد على القيم الكامنة فيها .
       

فكر التكعيبية يقوم في أساسه على اختزال العناصر المختلفة في العمل الفني ، إلى أشكال وأحجام هندسية وخطوط مستقيمة مع تحطيم المنظور الخاص بها ولذا يرتكز مبدأ التكعيبية على الشكل أولا ، ومن ثم اللون ثانياً. وكذلك تقوم على الرؤية التي تجمع بين الأزمنة والأمكنة المختلفة في منظر أو لوحة واحدة . وسبب هذه الفكرة يرجع إلى تأثير الآراء التي طرحها الفنان بول سيزان (1839-1906م) حول أساس الأشكال ومكونات الأشياء الطبيعية  إلى أنها ترجع إلى أساس هندسي من الحجم الكروي ، والمخروطي ، والكرة ، والأسطوانة ، والمكعب
       
الدادية : Dada

(الدادية ) مصطلح فرنسي ، ومعناه الحصان الخشبي ، وهذا المصطلح لا يحمل أي صلة أو ترابط بينه وبين مسمى الحركة واتجاهها الفني الذي تبنته . فالدادية أحد الحركات الفنية التي ظهرت في ثنايا الحرب العالمية الأولى عام 1915م في مدينة زيوريخ بألمانيا كرد فعل على الحرب نفسها واستمرت إلى عام 1924م ، وهي تعتبر حركة ثورية تمردية على القيم والقواعد والقوانين الفنية القديمة ، والقواعد السائدة آنذاك .
       

أعمال فنانو الدادية تنتهج المواضيع التي تعبر عن الصراع ، والضيم ،  وقسوة الإنسان ضد الفن ، والحضارة ، والقيم الإنسانية الثابتة والأخلاقية من جراء ويلات الحرب وأهوالها، والسخرية ، والاستهزاء بالإنجازات الحضارية، والتنديد بالحياة السائدة في ذلك العصر ، وكان العبث سمة بارزة في إنتاج الداديين حيث أنهم عمدوا إلى بقايا الأشياء الغير تقليدية وعرضها في المعارض الفنية باعتبارها فناً مما أحدث صدمة لدى عامة الجمهور . وكانوا أيضاً يختارون أسماء غريبة للوحاتهم
       

من أبرز فناني هذا الاتجاه مارسيل دوتشامب (أمريكا ، نيويورك) (1887-1968م)  ، شيركووأمبرتو بوتشيوني (إيطاليا ، روما) (1882-1916م)،  وفرانسيس بيكابيا(فرنسا، باريس) (1878-1953م) ، ماكس أرنست (1891-1976م) ، وهانز آرب(1887-1966م)، وهوجوباو ، وترستان تزارا (ألمانيا ، زيوريخ)       .


       
السريالية (فوق الواقعية) :Surrealism (Super Realism)

يرجع سبب تسمية هذه الحركة الفنية بهذا الاسم نسبة إلى كلمة سريالية (Surrealism) التي استعملها مؤسسها الأديب ، والناقد الفرنسي  أندريه بريتون (1896-1966م) والتي تعني البحث عن أصدق المظاهر الحقيقية للأشياء وفهم الأسرار الكامنة فيها عن طريق التصوير ما فوق الواقع، وقد هدف بريتون من هذه الحركة الفنية أن تجعل الناس أكثر حرية في التعبير عن خواطرهم النفسية، وأن يكتشف الناس أعمال أفكارهم الباطنية ، والمكبوتة دون رقابة من العقل الواعي، بعد أن رأى المجتمع الحديث يكبت قوى التعبير الداخلية ، ويهدم قوى الإبداع الحقيقية لهم، وقد كان الظهور الأول للسريالية بشكلها الحقيقي في سنة 1924م (الربع الأول من القرن العشرين) في مدينة باريس ،
       

تقوم على الاهتمام بكل ما يتجاوز الحقيقة العادية ،  والاهتمام بعالم الباطن ، وتحرير اللاوعي، والخواطر، والحرية الغير مقيدة في عمليتي الخيال ، والتفكير، وإدخال علاقات جديدة مستمدة من الأحلام في تعبيراتهم الفنية . متأثرين بذلك بنظريات ، وأبحاث العالم سيجموند فرويد (1856-1939م) الرائد في علم النفس التحليلي ، ولذا اتسمت أعمالهم الفنية بالغموض والتعقيد ، وظهرت التركيبات الغريبة لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض ، وبرزت التشكيلات الرمزية للمضامين الفكرية ، والانفعالية على نحو غريب ومتناقض، ولا شعوري ، وكذلك ظهرت التصورات الخيال التي يسيطر عليها عالم الأحلام
       

المستقبلية : Futurism

وسبب تسمية المستقبلية بهذا الاسم لأنها تهدف إلى مقاومة الماضي ، والأشياء التقليدية ونبذ الفنون السابقة لها. والبحث عن الأشياء الغير مألوفة التي تتحرك ، وتتغير ، وتجري بسرعة . والمستقبلية هي حركة أدبية ثقافية فنية ظهرت في إيطاليا عام 1909م  . ولكن سرعان ما انتقلت إلى فرنسا ، وذلك عن طريق البيان الذي أصدره مجموعة من الفنانين التشكيليين المستقبليين الذي دعوا فيه المثقفين ، والفنانين الفرنسيين الانخراط في هذه الحركة ، وبعد ذلك انتقلت لتشمل أوروبا ، وأمريكا.
       

تقوم المستقبلية في أساسها على التغيير المستمر بفاعلية في ذلك القرن ، وعلى السرعة الخارقة والاستمرارية ، والحركة الدائبة، ومظاهر العنف، والقوة، ومظاهر العصر الصناعي الحديث ، والتقدم التقني الذي تعشه أوروبا في ذلك الوقت ، وإيجاد أشكال فنية جديدة تناسب ذلك العصر . ولذا عمدوا للتعبير عن الحركة الديناميكية السريعة المتغيرة بواسطة الإيقاعات الحركية المستمرة، والألوان ، والخطوط المتعاقبة ، والمتموجة التي تملأ أرجاء اللوحة بصورة إشعاعية .

التعبيرية التجريدية : Abstract Expressionism

وهي أحد الاتجاهات الحديثة التي برزت أعقاب الحرب العالمية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية ، في مدينة  نيويورك ، وفي هذه المرحلة شهد تاريخ الفن نقطة تحول تاريخية من سيادته في القارة الأوروبية إلى القارة الأمريكية ، وقد ظهر هذا الاتجاه في بدايته تحت مسمى " مدرسة نيويورك" . وسرعان ما تحول إلى مسمى " التعبيرية التجريدية "
       

يقوم هذا الاتجاه الفني على عدم الاهتمام بالنواحي الموضوعية في العمل الفني ، بل يترك كامل الحرية للمشاعر والعواطف  والأحاسيس لتعلب دوروها في العملية التعبيرية على سطح العمل . يهتم بالعلاقات الجمالية التي تبرزها تلك الأشياء من الخطوط والألوان ، والمساحات ، والملامس وغيرها.
       
Previous Post Next Post