العابد والفلاح
قصد شيخ فندقا ليستريح ، فبسط حصيرته وجلس عليها وبعد قليل دخل الفندق فلاح فقير متذمرا يقول ; ما أتعسني ! ما أتعسني !
أجابه الشيخ يبدو من هيأتك انك في أثم الصحة والعافية ، فلماذا تشكو سوء حالك ؟
قال الفلاح و أية سعادة أجد في حياتي و أنا أعمل كل يوم من طلوع الشمس إلى غروبها ؟ أتمنى لو كنت ثريا ، أنعم بالطعام اللذيذ ، وأستمتع بالموسيقى الجميلة أولو كنت قاضيا مشهورا أحضر مجلس الإمبراطور وأضمن لأسرتي العيش الكريم ، إن هذه الحياة السعيدة ، ولكن كما تراني فلاح أجير مسكين ، أحس بتعب شديد والنوم يغالبني ناول الشيخ الفلاح وسادة وقال له : ضع رأسك عليها وستتحقق كل أحلامك ، وما كاد الفلاح يضع رأسه على الوسادة ، حتى داعب النوم أجفانه وبدت له ألوان من النعمة لم يكن يتخيلها .....
أصبح من الأثرياء ، تزوج امرأة جميلة ، وصار له قصر به غرفة مطالعة خاصة ، ويقضي فيها ساعات طويلة ، يدرس ويحصل مختلف العلوم ، ثم اجتاز الفلاح الامتحان وصار قاضيا ثم رئيسا للوزراء ، و أصبح موضع ثقة الإمبراطور أعواما طويلة ، نظرا لطمعه المفرط أخذ الفلاح يسرق من خزينة الدولة ، فوجهت إليه تهمة الأمانة وحكم عليها بالإعدام وأخذ لتنفيذ الحكم رأى الجلاد يقترب منه وهو يحمل السيف شهق شهقة طويلة وفتح عينيه ، ثم بسرعة حمل أدواته وخرج قاصدا الحقل وهو يردد ألان عرفت قيمة السعادة