الإيمــــان بالملائكـــة
والملائكة عالم غيبي كريم خلقهم الله عز وجل من نور، وحباهم بالعديد من القوى والصفات الحميدة، وجعلهم مجبولين على طاعته والتذلل له وعدم عصيان أوامره، ولكل منهم وظائف خصه الله بها.
والإيمان بالملائكة هو الأصل الثاني من أصول الإيمان،  ولا يصح إيمان المكلف بدونه ومن الواجب على كل مسلم أن يصدق تصديقا جازما بوجود الملائكة، وأنهم مخلوقون من نور، وأنهم كما وصفهم الله عباد مكرمون، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها.
وقد تضافرت آيات القرآن الكريم وأحاديث السنة الصحيحة في الدلالة على وجوب الإيمان بالملائكة، وإدراج ذلك ضمن أصول الاعتقاد الكبرى وقال رسول الله (ص): «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر»([95]).
وكما يرد الإيمان بالملائكة مقترنا بالإيمان بالله وسائر أصول الاعتقاد فكذلك الحال في التحذير من الكفر بهم أو معاداتهم، فمنكر وجود الملائكة كافر وضال
وقبل أن نسترسل في الكلام عن هذا الركن تفصيلا نود أن نشير إلى أن كل ما يتعلق بالملائكة من حيث وجودهم وطبيعتهم وخصائصهم وأسماؤهم ووظائفهم وأعدادهم، من أمور الغيب التي لا يعول فيها إلا على النص الصحيح من القرآن والسنة.
والقاعدة العامة التي سوف نستصحبها في هذا الباب هي أنه طالما ثبت النص وفهم على وجهه الصحيح، فالواجب على المكلف التصديق الجازم بكل ما تضمنه،  حتى لو كان خارج مجال إدراك الحواس أو تصور العقل، مع التيقن التام أنه لا يوجد في ذلك مطلقا ما يتناقض مع العقل أو يتعارض معه، والنصوص الشرعية وإن تضمنت بعض محارات العقول – أي ما يفوق إدراكها - فإنها لا تأتي مطلقا بشيء من محالات العقول([96]) أي ما يتناقض مع العقول ويستحيل تصديقه.
Previous Post Next Post