ضوابط الانفتاح

 أهمها:

- أن  يكون الخوض فيه بعد المعرفة التامة بالإسلام وخصائصه، لأن الانفتاح قبل العلم مزلق خطير يجعل صـاحبه يتخبط في الأفـكار والمناهج والفلسفات، ويقع فيما يخالف ويناقض أصول دينه، وله آثار سلبية من أقلها الشك في صحة دينه والشعور بالنقص نحوه. ولعل هذا أحد الدروس المستفادة من نهي النبي صلى الله عليه وسلم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما رأى في يده صحائف من التوراة فقال له: ( أ متهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقيّة، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حياً ما وسعه إلا أن يتبعني ) [ رواه أحمد بسند صحيح]. ومعنى ( متهوكون أي: متحيرون ).

- وأن يكون الانفتاح دون الانبهار بثقافة غير المسلمين وآدابهم وأفكارهم ومناهجهم لأن ذلك دليل على عدم العلم بالإسلام والاعتزاز به والثقة المطلقة بصدقه ودلالته على الفلاح والهداية في الدنيا والآخرة. وهو من جهة أخرى يدل على ضعف شخصيّة المنبهر، وهزيمة نفسه، وقصور فكره. ومن كانت هذه حاله فلن يتجاوز التقليد المجرد. أما التجديد والتطوير والإبداع والابتكار فلا يمكن أن يحصلها المنبهر حتى يفوق من سكر انبهاره بالغير، ويقوم بنقده نقداً واعياً ليأخذ ما يفيده ويرد ما عداه.

- أن يكون الانفتاح مقتصراً على العلوم الكونية، أما العلوم الدينية فمصدرها الوحي الإلهي الذي لا ينطق عن الهوى، ولا مجال للانفتاح فيها على الآخر إلا في إطار الدعوة وبيان الحق كما تقدم ولا بد في هذا من أن أشير إلى أن الأمور القطعية في الإسلام لا يمكن بحال أن تتعارض مع نواميس الكون، وعليه فكل حقيقة علمية لا يمكن أن تتعارض معه، وهذا ما قرره العلماء حين قالوا: يستحيل ورود العقل الصريح مناقض للنقل الصحيح، فإما أن تكون دلالة العقل غير صحيحة فهي غير مقبولة أصلاً، وإما أن يكون النص غير صحيح أو غير صريح في دلالته، وحينئذٍ فالدين موافق للعقل لأن الجميع من عند الله تعالى كما ولا بد أن أنبه أيضاً إلى حقيقة  يتبينها كل من دقق النظر في تاريخ الصراع بين هذه الأمة والأمم الطامعة في دينها وخيراتها بأنه بقدر ما نتنازل عن ثوابتنا من هذا الدين بمقدار ما يسلط الله علينا أعداءنا. ولهذا فلا يجوز لنا بحال أن نغير حقائق ديننا وثوابت شريعتنا بهدف خطب ود الآخر كائناً من كان، وهذا ما نبهنا إليه القرآن الكريم حين قال: "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير"
Previous Post Next Post