المكروه تكليفا  وهل المكروه فيه تكليف ؟
الحقيقة الخلاف الذي مر معنا في المندوب. هل المندوب فيه تكليف أيضاً يأتي نظيره هنا في المكروه هل هو تكليف أو ليس فيه تكليف . وهنا أيضاً خلاف كالخلاف الوارد هناك .
ç فالجمهور يرون أن المكروه ليس فيه تكليف لأن التكليف إنما يكون فيه لما فيه كلفة ومشقة والمكروه ليس فيه كلفة ولا مشقة اتضح هذا من كلامنا السابق عن المكروه . وحيث كان كذلك أن المكلف إذا ترك الفعل المكروه فله أجر وثواب وإن لم يتركه فلا إثم ولا عقاب عليه . فهذا لا مشقة فيه ولا كلفة بخلاف الواجب والمحرم وهناك فيها كلفة ومشقة ولذلك المكروه لا تكليف فيه .
ç فالمذهب الثاني هنا يقول أن المكروه من التكليف . وعلى هذا يحمل قول الأستاذ أبي إسحاق الاسفراييني وبعض الشافعية والحنابلة واستدل بهذا القول بأن المكروه لا يخلو من كلفة ومشقة فيشمله معنى التكليف . إذن منشأ الخلاف بين القولين هل في المكروه كلفة ومشقة أو ليس فيه كلفة ومشقة؟.
ويعود هذا إلى تعريف التكليف فإن عرفنا التكليف بأنه إلزام بما فيه كلفة فإن هذا يخرج المندوب والمكروه عن هذا الأمر . ومن عرف التكليف بأنه طلب ما فيه كلفة . فإنه يدخل فيه المكروه المندوب كما سبق لأن في هذه العبارة كلفة وأنه لا يخلو فعلهما من كلفة ومشقة .  والخلاف هنا خلاف لفظي .
أحدث أقدم