دور المتعلم : المتعلم مكتشف لما يتعلمه من خلال ممارسته للتفكير العلمي، وهو باحث عن المعنى لخبراته مع مهام التعلم ، إضافة إلى أنه لمعرفته ومشارك في مسؤولية إدارة التعليم وتقويمه .
وتذكر عفت الطناوي ( 2002م : 17-18 ) ، و( اللزام ، 2002 م : 50)، و(زيتون ، 2003 م : 24 ). أن المتعلم في النموذج البنائي أكثر نشاطاً ، ويؤدي دور العالم في البحث والتنقيب لاكتشاف الحلول المناسبة للمشكلات التي تواجهه، فهو يُعد محور هذا النموذج ومركز اهتمامه . وبناء على ذلك فالمتعلم ويؤدي دوراً نشطاً في عملية تعلمه، ويمتد نشاطه حتى بعد التعلم لمرحلة تقويم تعلمه ذاتياً ؛ وتأكيداً على ذلك يقول جان بياجيه : " حتى تفهم لابد لك أن تكتشف ، وتعيد بناء ما تعلمت .. ويصبح ذلك متاحاً عندما تؤهل المتعلم للإبداع والإنتاج ؛ وليس التكرار"ص24 . وفي ضوء هذه الكلمات نجد أن البنائية تنظر للمعرفة على أنها تبنى داخل العقل وترتكز على المعرفة القبلية ، وهي بذلك ترفض أن يكون المتعلم سلبياً وتسكب في عقله المعلومات ويأتي دوره هو ليكرر ما حفظ .
دور المعلم : المعلم وفقاً للنظرية البنائية يمارس عدة أدوار تتمثل في التالي كما أودرها فون جلاسرسفيلد (Von Glasserfeld,1990,102-116) :
- منظم لبيئة التعلم، بحيث يشيع فيها جو الانفتاح العقلي وديمقراطية التعبير عن الرأي وقبول الرأي الآخر .
- مصدر احتياطي للمعلومات إذا لزم الأمر .
- نموذج يكتسب منه الطلاب الخبرة .
- موفر لأدوات التعلم .
- مشارك لعملية إدراك التعلم وتقويمه .
ومعلم العلوم يؤدي دور المرشد أو الموجه ، أو الميسر وإذا كان التعلم قائماً على معرفة سابقة لدى المتعلم ؛ حيث يذكر زيتون (2003م : 24) أنه يقع على عاتق المعلم أن يوفر بيئة تعليمية تبرز الاختلاف بين الخبرات الحالية للطلاب والخبرات الجديدة التي يتعرضون ، أو يمرون بها ؛ وتمثل هذه البيئة تحدياً للمتعلم تدفعه للتعلم وتحثه عليه ،ويراعي تخصيص وقت كافٍ للتعلم، وتعد هذه النقطة من عيوب التعلم البنائي ؛ لأن طول الوقت يسمح للطلاب بالتفكير في الخبرات الجديدة بشكل أكثر عمقاً ، وتأملاً ووضعها في نسق واحد مع الخبرات السابقة .
والمعلم عندما يخطط لتنفيذ أحد الدروس باستخدام نموذج التعلم البنائي عليه أن يراعي المبادئ التالية التي ذكرها همام وسليمان (2001م : 115) :
1- يحدد المعلم المفهوم المراد للتلاميذ .
2- يقوم المعلم بصياغة بعض المشكلات والصعوبات التي قد يقابلها التلاميذ في كل مرحلة من مرحل نموذج التعلم البنائي .
3- كتابة قائمة بكل ما يمكن توفيره من الخبرات الحسية وثيقة الصلة بالمفهوم المراد تعلمه .
4- التخطيط لمرحلة الدعوة بتحديد الأسئلة أو الأشياء التي تعرض على التلاميذ والتي تؤدي إلى شعورهم بالحاجة إلى البحث والتنقيب للوصول للحل .
5- يشجع تلاميذه على التعاون والعمل الجماعي من خلال تقسيم التلاميذ إلى مجموعات صغيرة تحوي كل مجموعة مستويات دراسية مختلفة .
6- التخطيط لمرحلة الاستكشاف والابتكار باختيار عدد من الخبرات الحسية المتباينة من حيث الشكل والوثيقة بالمحتوى الدراسي ، وإعطاء التلاميذ الوقت المناسب للقيام بأنشطة هذه المرحلة وتحقيق الأهداف منها .
7- التخطيط لمرحلة اقتراح التفسيرات والحلول من خلال عمل جلسات الحوار بين المعلم وتلاميذه وإحلال المفاهيم الصحيحة محل المفاهيم الخاطئة .
8- التخطيط لمرحلة اتخاذ الإجراء بتوجيه تلاميذه إلى تطبيق ما تعلموه من خبرات في حياتهم العملية .
9- يتقبل أخطاء تلاميذه ولا يعنفهم عليها ، ويقوم بتوجيه التلاميذ إلى تصحيح الأخطاء بأنفسهم تحت توجيه وإرشاد منه لطريقة لتوصل إلى الإجابة الصحيحة.
وتقدم أمة الكريم أبو زيد (2003م: 36) ، ومنى عبد الهادي وآخرون ( 2005م : 403-404) ، بعض الأدوار التي يمكن أن يقوم بها المعلم من المنظور البنائي إضافة إلى الوظيفة الأساسية لـه وهي تسهيل المعرفة وتشجيع التلاميذ على بنائها وهذه الأدوار هي :
مقدم : ليس محاضراً ولكن شخصاً يوضح ، يعطي نماذج ، يقدم مجموعة من المناشط والبدائل للتلاميذ، وبذلك يتم تشجيع الخبرات المباشرة للتلاميذ .
ملاحظ : شخص يعمل بطريقة شكلية وغير شكلية ليوضح أفكار التلاميذ لكي يتفاعلوا بطريقة مناسبة ؛ ولكي يعطي بدائل التعليم .
مقدم أسئلة ومعطى مشكلات : شخص يثير تكوين الأفكار واختبارها وبناء المفاهيم عن طريق الأسئلة وإثارة المشكلات التي تنتج من الملاحظة .
منظم بيئي : شخص ينظم بعناية فائقة ودقة ما يفعله التلاميذ ، بينما يسمح بحرية كافية لاكتشاف حقيقي .
مساعد على حدوث علاقات عامة : شخص يشجع التعاون على نمو العلاقات الإنسانية ويتصف بالصبر مع التنوع الموجود داخل الفصل .
مرجع للتعليم : شخص ذو خبرة .
باني للنظريات : شخص يساعد التلاميذ على عمل روابط بين أفكارهم ويبنون أنماطاً معرفية تمثل معلوماتهم البيئية .
وهكذا نجد أن أدوار المعلم متعددة كما تذكر أمة الكريم أبو زيد ( 2003م : 37) حيث أنه وفقاً للنموذج البنائي تجعل المتعلم بانٍ لمعرفته ومشارك في مسئولية إدارة التعلم وتقويمه ، فهو الذي يتوصل بنفسه إلى بناء المفاهيم التي تتعلق بموضوع التعلم .
وهو الذي يقوم بممارسة التجربة بنفسه ، فيحاول التعامل مع الرموز وطرح الأسئلة ، والبحث عن الأجوبة ، ويقارن بين ما يجده بنفسه مع ما يجده غيره .
وعلى المعلم أن يطور قدراته العقلية من حيث تزويده بمجموعة من المناشط التعليمية التي تتيح لـه الفرصة كي يقرأ ، ويبتكر ويشارك في مجموعات صغيرة .