يعرف المغرب في الأونة الأخيرة ورشا كبيرا في  مجال إعداد التراب الوطني شمل حد السواء المجال الحضري والمجال القروي. وقد جاء التصميم الوطني لأعداد التراب بمجموعة من التصورات الجديدة في تناول الإشكالية الترابية تجاوزات المنظور التقليدي  للتخطيط كوثائق التعمير وغيرها ومن جملة هاته التحولات نذكر المشروع الترابي وهو عبارة عن مشروع منبثق من الأسفل ويتم إنجازه بمشاركة الفاعلين المحليين ومساهمتهم الفعلية في كل مراحل إعداد المشروع الترابي التنموي بدءا من التشخيص التشاركي إلى مرحلة البرمجة والتنفيذ والتتبع والتقييم مرورا بمرحلة رصد أهم محاور التنمية.
       و ترتكز المقاربة الترابية للتنمية على التشخيص الترابي، تشخيص يقوم على الملاحظة و الجرد الشامل لمكونات المجال المراد تنميته، بهدف تحديد الموارد المتاحة و إبراز طرق تثمينها، و رصد الإختلالات والمعيقات التي تكبح إستغلال هذه الموارد، و كذا تقييم قدرة الجماعات المحلية على المساهمة بفعالية في التنمية. و إجمالا فالتشخيص الترابي ليس بدراسة منوغرافية، بل هو دراسة تحليلية و استشرافية، تسمح بتقديم فرضيات للتنمية تهدف إلى بناء الكيان الترابي المحلي على أساس دينامية الفاعلين المنتمين إليه، وبناءا على نقط القوة و الضعف المميزة له.
أحدث أقدم