نشأة منظمة التجارة العالمية
إن الأوضاع المزرية للعالم بعد الحرب العالمية الثانية و ما ألحقته باقتصاد معظم الدول من خسائر عمدت هذه الدول إلى أن تخطو الخطوة الأولى في سبيل تخفيض القيود الجمركية المفروضة على تجارتها الخارجية و إزالتها و التي تتمثل في التوقيع على الاتفاقية العامة للتعريفات و التجارة "الجات " عام 1947 . و في إطار نشاطات الاتفاقية تمت العديد من الجولات التفاوضية حول تحرير تجارة السلع و الخدمات وصولا إلى إنشاء المنضمة العالمية للتجارة OMC عام 1994 و التي باشرت نشاطها ابتداء من جانفي 1995 .
و في هذا الصدد و تماشيا مع التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم, فقد أولت الكثير من الدول اهتماما خاصا لتجارتها الخارجية و أصبحت تأمل في الانضمام و بصفة رسمية إلى المنظمة العلمية للتجارة , و هذا لتحقيق الانسجام الخاص باقتصاد السوق في ظل اتفاقياتها مع صندوق النقد الدولي. لقد خلقت هذه التطورات جدلا واسعا فيما يتعلق بالانطباعات و الطموحات الدول المتقدمة و الدول النامية و خاصة بالنسبة للاتفاقيات الجديدة المتعددة الأطراف مثل الخدمات و حقوق الملكية الفردية و غيرها. و أصبحت هناك ترقب لما ستكشف عنه الجوالات القادمة من أعضاء جدد للمنظمة و القرارات الرمية لتقليص الهوة بين مواقف الدول المتقدمة و الدول النامية.
و بهدف الإلمام بكل هذه المفاهيم تم تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين رئيسيين نتناول في المبحث الأول اتفاقية الجات كبديل مؤقت لقيام منظمة التجارة العالمية ,أما المبحث الثاني فخصص لإجراء دراسة تحليلية عن المنظمة العالمية للتجارةOMC .