التفكير الابداعي  
الابتكار هو الأمل الأكبر للجنس البشري لحل المشكلات التي تهدد الإنسان والتي تعددت كما ونوعا وفي الوقت الذي تركز فيه جهود السيكولوجيين نحو اكتشاف الأفراد الأكثر ذكاء . تبين بجلاء أن الذكاء ليس وحده هو المطلوب المرجو لدفع الحضارة نحو مزيد من التقدم بل أصبح الابتكار هو هذا المطلب الذي يمكن أن يؤدي الدور الرئيسي في هذا المجال
(أبو دنيا وإبراهيم وآخرون , 2003,ص4 )
ويعد الاهتمام بالتفكير من أبرز أوليات العصر الحديث كونه الأداة التي تعمل على حل المشكلات وتذليل العقبات ولقد أدى ( تويني ) أهمية تنمية قدرات التفكير الابتكاري لأي مجتمع بقوله " ان عطاء الفرص المناسبة لنمو الطاقات الإبداعية هي مسألة حياة أو موت بالنسبة لأي مجتمع من المجتمعات " 
وفي المقابل لايخفى على متأمل أن تأخر أمتنا يعود إلى إهمال القدرات الإبداعية والتفكير الإبداعي
وقد أشار كل من جيلفورد وتور انس إلى انه لايوجد شيء يمكن ان يرفع في مستوى رفاهية الشعوب والأمم ويحقق الرضا والصحة النفسية أكثر من رفع مستوى الأداء الابتكاري لدى الشعوب ولعل هذا ينطبق أكثر على مجتمعنا العربي الذي هو بأمس الحاجة الى أفراد مبتكرين قادرين على تقديم الحلول الجديدة لمشكلاتنا   المتراكمة فعلى عاتق المبتكرين في عالم اليوم يقع عبء تطوير المجتمع والخروج به من المشكلات المستعصية التي تقف حجر عثرة في سبيل نموه فالاهتمام بالابتكار والدراسات الابتكارية لم يكن وليد الصدفة بل كان نتيجة حتمية لطبيعة الحياة التي يحياها الفرد اليوم
(نادي الزقاي ,2001,ص36 )
وبذلك أصبح الاهتمام بالتفكير الإبداعي حاجة ملحة في كل المجتمعات وأصبحت المؤسسات التربوية تضع الاهتمام بالتفكير الإبداعي وتنميته على رأس أولوياتها التربوية ذلك لما لمجتمعنا من حاجة إلى ايلاء فئة المبدعين والمبتكرين عظيم الاهتمام واستكشاف قدراتهم وتنميتها والعناية بالسمات الخاصة التي يتسمون بها عن باقي الفئات ومن هذه السمات مستوى الطموح التواق لديهم
ويعد مستوى الطموح من أهم السمات التي أدت إلى التطور السريع فهو الدافع الذي يقوم بشحذ الهمم وترتيب الأفكار للارتقاء بمستوى الإنسان من مرحلة إلى أخرى متقدمة ومادام الطموح موجودا عند الإنسان فلا يوجد سقف للتطور العلمي والحضاري لأنه من العوامل المهمة المؤثرة بما يصدر عن الإنسان من نشاطات وأفكار كما أن تقدم الأمم يرجع إلى توفر القدر المناسب من مستوى الطموح
ويعتبر مستوى الطموح سمة من سمات الشخصية الإنسانية بمعنى أنها صفة موجودة لدى الكافة تقريبا

Post a Comment

Previous Post Next Post