فرار عليسة ديدون إلى المغرب وبناء مدينة قرطاجنة
شخصية عليسة
كانت عليسة امرأة شاة فينيقية الأصل يجري في عروقها دماء الملوك. وكان أبوها
)مطو( ملك صور عاصمة فينيقيا. وكان داهية قوي الشخصية فورثت عليسة منه
دهائه وقوة شخصيته.
وكانت عليسة إلى ذكائها وقوة شخصيتها جميلة بارعة الجمال، فرغب فيها عمها
الكاهن، وكان أعظم شخصية في الدولة بعد الملك، فتزوجها. وكان هذا لكاهن غنيا
كثير الأموال والكنوز، وكان وجيها يحبه الناس ويجلونه لماله ولوظيفته الدينية. قال
الدكتور توفيق الطويل: «فمات )مطو( ملك صور فعين ابنه بيغماليون خلفا له في الملك.
وكان فتى يافعا. وكانت لبنته غاية في الحسن والجمال، فبني بها خالها )وقيل عمها(
عاشرباص وهو كاهن )هيرقليس(. وكان مهيب الجانب، موفور الحظ، لا يعلوه بين الشعب
إلا الملك وحده. وكان إلى هذا ثريا عري الثراء. وقد خاف على أمواله الطائلة من غائلة
الملك وحشمه، ومن الحاسدين له، فخبأها في الأرض بعيدا عن مسكنه 31.»
وكان بيغماليون يعرف كنوز عمه )عاشرباص( فبلغ خبر دفنها في الأرض، فعزم على
الحصول عليها، فاستشاط غضبا على عمه عاشرباص ورآه عقبة في سبيل هذه لكنوز،
كما حسده لما يتمتع به في الشعب من حب واحترام. من يدري لعل الشعب يسأمه
لسوء سياسته فيتجه إلى عمه فيتوجه بدلا منه، فيصبح هو الملك على صور. لابد
من إزالة هذا الرجل الذي يمنعه من الوصول إلى كنوزه المخبأة، ويشاركه في حب الشعب
وتقديره. فاخترط بيغماليون المالك لطاغية سيفه فقتل عمه عاشرباص !!
وكانت عليسة ذكية حازمة. وكان لها أعوان وحاشية من الشباب المثقف الشجاع
في صور، وكان معها أيضا كثير من خاصة صور وذوي الغيرة والذكاء والشجاعة فيه.
فأعانوها وشدوا أزرها، فحملت كنوز زوجها المخبأة فهربت هي وحاشيتها من الشباب
والخاصة إلى المغرب، وكان طريقها على البحر. فأقلعت سفنها في جنح الظلام متجهة
إلى قبرص لتحتمي بها ريثما ينقطع الطلب، ثم سارت إلى المغرب الأمين فحلت فيه،
وجعلته وطنها الدائم.
قال الأستاذ احمد صفر: »فرست عليسة هي ومن معها بجزيرة قبرص، فتلقاهم
كاهن تلك لجزيرة بكل حفاوة وأهدت إليه عليسة من أموالها.
وكانت العادة بقبرص ان يرسوا بناتهم في أوقات معينة إلى الشاطئ ليضحين
ببتولتهن للإلهة فانوس، ويقوم ذلك عندهن مقام المهر. وهذه العادة تسمى بالبغاء
المقدس. فاختارت عليسة من أولئك الفتيات الخارجات إلى الشاطئ ثمانين فتاة لا زلن
عذارى طاهرات، وأخذتهم معها إلى المغرب ليكن زوجات للشبان الكثيرين الذين انتقلوا
معها إلى المغرب 32.»
ووصلت عليسة إلى المغرب فقصدت افريقية وكانت قد سمعت بجمالها وحسن
موقعها. وكان الملاحون والخاصة الذين معها يهدونها إلى أحسن موقع يعصمها ويليق
بها في المغرب. فنزلت في شمال افريقية 33 فأسرع إليها فرحبوا بها وبمن معها، وسمع
بها ملك البربر يوباس في شمال افريقية قرطاجنة ونواحيها، ففرح بمقدم عليسة
ففسح لهم في بلاده. فجالت عليسة هي وخاصتها في شمال افريقية يرتادون مكانا
يبتون فيه المدينة التي يكون عاصمتهم وقاعدة دولتهم، فرأوا مكان قرطاجنة )في
الشمال الشرقي لمدينة تونس اليوم( فأعجبوا به لخصائصه الكثيرة الحسنة فاختاروه
لبناء المدينة.
شخصية عليسة
كانت عليسة امرأة شاة فينيقية الأصل يجري في عروقها دماء الملوك. وكان أبوها
)مطو( ملك صور عاصمة فينيقيا. وكان داهية قوي الشخصية فورثت عليسة منه
دهائه وقوة شخصيته.
وكانت عليسة إلى ذكائها وقوة شخصيتها جميلة بارعة الجمال، فرغب فيها عمها
الكاهن، وكان أعظم شخصية في الدولة بعد الملك، فتزوجها. وكان هذا لكاهن غنيا
كثير الأموال والكنوز، وكان وجيها يحبه الناس ويجلونه لماله ولوظيفته الدينية. قال
الدكتور توفيق الطويل: «فمات )مطو( ملك صور فعين ابنه بيغماليون خلفا له في الملك.
وكان فتى يافعا. وكانت لبنته غاية في الحسن والجمال، فبني بها خالها )وقيل عمها(
عاشرباص وهو كاهن )هيرقليس(. وكان مهيب الجانب، موفور الحظ، لا يعلوه بين الشعب
إلا الملك وحده. وكان إلى هذا ثريا عري الثراء. وقد خاف على أمواله الطائلة من غائلة
الملك وحشمه، ومن الحاسدين له، فخبأها في الأرض بعيدا عن مسكنه 31.»
وكان بيغماليون يعرف كنوز عمه )عاشرباص( فبلغ خبر دفنها في الأرض، فعزم على
الحصول عليها، فاستشاط غضبا على عمه عاشرباص ورآه عقبة في سبيل هذه لكنوز،
كما حسده لما يتمتع به في الشعب من حب واحترام. من يدري لعل الشعب يسأمه
لسوء سياسته فيتجه إلى عمه فيتوجه بدلا منه، فيصبح هو الملك على صور. لابد
من إزالة هذا الرجل الذي يمنعه من الوصول إلى كنوزه المخبأة، ويشاركه في حب الشعب
وتقديره. فاخترط بيغماليون المالك لطاغية سيفه فقتل عمه عاشرباص !!
وكانت عليسة ذكية حازمة. وكان لها أعوان وحاشية من الشباب المثقف الشجاع
في صور، وكان معها أيضا كثير من خاصة صور وذوي الغيرة والذكاء والشجاعة فيه.
فأعانوها وشدوا أزرها، فحملت كنوز زوجها المخبأة فهربت هي وحاشيتها من الشباب
والخاصة إلى المغرب، وكان طريقها على البحر. فأقلعت سفنها في جنح الظلام متجهة
إلى قبرص لتحتمي بها ريثما ينقطع الطلب، ثم سارت إلى المغرب الأمين فحلت فيه،
وجعلته وطنها الدائم.
قال الأستاذ احمد صفر: »فرست عليسة هي ومن معها بجزيرة قبرص، فتلقاهم
كاهن تلك لجزيرة بكل حفاوة وأهدت إليه عليسة من أموالها.
وكانت العادة بقبرص ان يرسوا بناتهم في أوقات معينة إلى الشاطئ ليضحين
ببتولتهن للإلهة فانوس، ويقوم ذلك عندهن مقام المهر. وهذه العادة تسمى بالبغاء
المقدس. فاختارت عليسة من أولئك الفتيات الخارجات إلى الشاطئ ثمانين فتاة لا زلن
عذارى طاهرات، وأخذتهم معها إلى المغرب ليكن زوجات للشبان الكثيرين الذين انتقلوا
معها إلى المغرب 32.»
ووصلت عليسة إلى المغرب فقصدت افريقية وكانت قد سمعت بجمالها وحسن
موقعها. وكان الملاحون والخاصة الذين معها يهدونها إلى أحسن موقع يعصمها ويليق
بها في المغرب. فنزلت في شمال افريقية 33 فأسرع إليها فرحبوا بها وبمن معها، وسمع
بها ملك البربر يوباس في شمال افريقية قرطاجنة ونواحيها، ففرح بمقدم عليسة
ففسح لهم في بلاده. فجالت عليسة هي وخاصتها في شمال افريقية يرتادون مكانا
يبتون فيه المدينة التي يكون عاصمتهم وقاعدة دولتهم، فرأوا مكان قرطاجنة )في
الشمال الشرقي لمدينة تونس اليوم( فأعجبوا به لخصائصه الكثيرة الحسنة فاختاروه
لبناء المدينة.
Post a Comment