العرض أو البناء : 
      وهي المرحلة التي يبدأ فيها المدرس بتناول مكونات (مركبات) الكفاءة المرتبطة بالوحدة الدراسية واحدة تلو الأخرى بحيث يجعل المتعلمين يسهمون في بناء معارفهم و إدخال تعديلات على مستوى بنيتهم المعرفية ، و قد تأخذ هذه المرحلة إشكالا عدة منها:
أ‌-      فهم و استيعاب المعطيات العامة المتعلقة بالمركبة بحيث يعمد المدرس إلى تقديمها بصورة واضحة و مركزة حتى يتمكن المتعلم من استيعابها و فهمها ثم يعمد إلى تحليل تلك المعطيات العامة المتعلقة بالمركبة و الكفاءة القاعدية للوحدة و ذلك بمعية المتعلم للوصول إلى تفكيكها إلى معارف جزئية و رصد العلاقة القائمة فيما بينها ثم بعد ذلك إعادة بنائها و إدماجها في قلب جديد (نظرية ، قانون ، قاعدة ، مفهوم ، مبدأ،...) و ينسجم هذا الشكل مع ما كان يعرف بالدرس الاستنباطي حيث يتم الانطلاق من المعارف عامة للوصول من خلال تحليلها إلى النتائج الضرورية المترتبة عنها.
ب‌-    جمع المعلومات و المعطيات حول موضوع له صلة وثيقة بنوعية المحتويات المواد تدريسها ، ثم يعمد المدرس غلى الابتعاد شيئا فشيئا عن الوقائع الجزئية و المنفصلة بواسطة تنظيمها بشكل تصاعدي و بوسائل مختلفة للوصول في النهاية إلى الصيغة العامة التي تنظم المعلومات و الأفكار التي نجمت عن الخطوات السابقة ، ينسجم هذا الشكل مع ما يعرف بالدرس الاستقرائي حيث ينطلق المتعلم من ملاحظة الجزيئات و ترتيبها ة تصنيفها للوصول إلى استخلاص فكرة أو معلومة عامة قد تأتي على شكل مفهوم أو قاعدة أو قانون أو صيغة أو تفسير.....الخ.
ج‌-السيرورة البنائية : و تعني أن تنظم الوضعية التعليمية : التعليمية بشكل يسمح للمتعلم بممارسة التفكير كفعالية نظرية و عملية في آن واحد حيث يعمد المدرس إلى تقديم المعرفة على أنها عملية بناء واكتشاف و أن تبنى كجواب على مشكلة محددة أو وضعية إشكالية تستدعي حل معين و انه ليست هناك سيرورة نمطية توصل إلى بناء هذا الجواب ، بل لابد أن تمر عملية البناء في سيرورة دينامية أساسها الشعور و الوعي بالمشكلة و فحوها القيام بنشاط يعمل فيه العقل ببنياته المختلفة ، يتبع المتعلم في هذه السيرورة و بمساعدة المدرس خطوات المنهج العلمي من طرح و تحديد المشكلة ثم صياغة الفرضيات و فحصها للوصول إلى الاستنتاج و المناقشة التفسير.

Post a Comment

أحدث أقدم