ان استخدام رفوف من خشب لحفظ الوثائق الملكية لمدينة إبلا التي تبعد 55 كلم عن حلب، أحد أهم المراكز المدنية في العصور القديمة.
كذلك، إن الأبنية التي شُيدت في القصور المينوشية (كنوسوس، فيستوس، ماليا وزاكرون) تصوِّر بوضوح سوابق الهندسة اليونانية. وهنا يلعب الخشب دوراً في العناصر العمودية والأفقية. ففي الرواق، كان يُستخدم كعنصر دعم أفقي، على شكل مخروط ناقص. أما في الداخل، فكانت الأعمدة وروافد الأسقف والركائز مصنوعة من خشب متعدد الألوان. فيما يتعلق بالفن الروماني، قام بعض المؤلفين، على غرار فيتروف، بكتابة مقالات يصفون فيها النماذج التي كانت متبعة عامة في بناء المعاهد والمسارح والحمامات العمومية والقصور في الإمبراطورية. في بومبيي وهركولانوم، وهما مدينتان تحولتا إلى صخر بسبب حمم بركان الإتنا، لا نجد الكثير من الأبنية الخشبية التي لم تصل إليها الحمم، حيث يمكننا ذكر العرش الخشبي لفيلا مخطوطات هركولانوم البرجي والذي تم اكتشافه مؤخراً. من ناحية أخرى
تم الاحتفاظ بآثار لبعض الانجازات الخشبية كالروافد المستخدمة في الصروح التي تشكل، إلى جانب الرسوم الجدارية، مصدراً لبعض المعطيات الأساسية التي تتيح دراسة الهندسة والآثاث لدى الرومان.
لذا، ليس من المدهش أن الأمويين الذين وصلوا إلى الغرب، كانوا يدركون مزايا الخشب واستعمالاته المختلفة. على عكس ما يمكن أن نتصوره، إن المسلمين الذين وصلوا إلى إسبانيا، كانوا قد عرفوا خشب الصنوبر، إضافة إلى معرفتهم باستعمالات الهياكل الخاصة بفن الإمبراطورية الرومانية، على الرغم من قدومهم من مناطق شبه صحراوية تعتبر عامة قليلة الشجر. ففي حين أظهروا قدرتهم على الاستيعاب والتكيف، تركت سيطرة الرومان التي شعر بها الشرق والأراضي التي استقر فيها المسلمون في حينها، أثراً واضحاً في أغلبية الانجازات التي تم تحقيقها في إسبانيا، مثالاً على ذلك جامع قرطبة. على الرغم من صعوبة الحفظ، لا يجدر أن ننسى أنه أعيد استخدام مواد هندسية تنتمي إلى الأبنية القديمة التي تم إنجازها طيلة القرون الوسطى، في المناطق المسيحية كما في المناطق الإسلامية. ففي هذه الحقبة كما في غيرها من الحقبات التاريخية السابقة، لم يشكل تموين الخشب الصادر من بلدان بعيدة، أية مشكلة، بل كان يندرج ضمن موجة كبيرة من التبادلات الاقتصادية، أكثر مما يمكن تصوره. وقد استطعنا استنتاج ذلك، بالنسبة لسلالة بنو نصر وفقاً للدراسات الأخيرة في هذا المجال، ونذكر بهذا الصدد إنجازات فريق البروفسور ألماغرو غوربيا في كوارتا ريل دي سانتو دومينغو، غرناطة (بين القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر).
كذلك، إن الأبنية التي شُيدت في القصور المينوشية (كنوسوس، فيستوس، ماليا وزاكرون) تصوِّر بوضوح سوابق الهندسة اليونانية. وهنا يلعب الخشب دوراً في العناصر العمودية والأفقية. ففي الرواق، كان يُستخدم كعنصر دعم أفقي، على شكل مخروط ناقص. أما في الداخل، فكانت الأعمدة وروافد الأسقف والركائز مصنوعة من خشب متعدد الألوان. فيما يتعلق بالفن الروماني، قام بعض المؤلفين، على غرار فيتروف، بكتابة مقالات يصفون فيها النماذج التي كانت متبعة عامة في بناء المعاهد والمسارح والحمامات العمومية والقصور في الإمبراطورية. في بومبيي وهركولانوم، وهما مدينتان تحولتا إلى صخر بسبب حمم بركان الإتنا، لا نجد الكثير من الأبنية الخشبية التي لم تصل إليها الحمم، حيث يمكننا ذكر العرش الخشبي لفيلا مخطوطات هركولانوم البرجي والذي تم اكتشافه مؤخراً. من ناحية أخرى
تم الاحتفاظ بآثار لبعض الانجازات الخشبية كالروافد المستخدمة في الصروح التي تشكل، إلى جانب الرسوم الجدارية، مصدراً لبعض المعطيات الأساسية التي تتيح دراسة الهندسة والآثاث لدى الرومان.
لذا، ليس من المدهش أن الأمويين الذين وصلوا إلى الغرب، كانوا يدركون مزايا الخشب واستعمالاته المختلفة. على عكس ما يمكن أن نتصوره، إن المسلمين الذين وصلوا إلى إسبانيا، كانوا قد عرفوا خشب الصنوبر، إضافة إلى معرفتهم باستعمالات الهياكل الخاصة بفن الإمبراطورية الرومانية، على الرغم من قدومهم من مناطق شبه صحراوية تعتبر عامة قليلة الشجر. ففي حين أظهروا قدرتهم على الاستيعاب والتكيف، تركت سيطرة الرومان التي شعر بها الشرق والأراضي التي استقر فيها المسلمون في حينها، أثراً واضحاً في أغلبية الانجازات التي تم تحقيقها في إسبانيا، مثالاً على ذلك جامع قرطبة. على الرغم من صعوبة الحفظ، لا يجدر أن ننسى أنه أعيد استخدام مواد هندسية تنتمي إلى الأبنية القديمة التي تم إنجازها طيلة القرون الوسطى، في المناطق المسيحية كما في المناطق الإسلامية. ففي هذه الحقبة كما في غيرها من الحقبات التاريخية السابقة، لم يشكل تموين الخشب الصادر من بلدان بعيدة، أية مشكلة، بل كان يندرج ضمن موجة كبيرة من التبادلات الاقتصادية، أكثر مما يمكن تصوره. وقد استطعنا استنتاج ذلك، بالنسبة لسلالة بنو نصر وفقاً للدراسات الأخيرة في هذا المجال، ونذكر بهذا الصدد إنجازات فريق البروفسور ألماغرو غوربيا في كوارتا ريل دي سانتو دومينغو، غرناطة (بين القرن الثالث عشر والقرن الرابع عشر).
إرسال تعليق