تعريف سيرة ابي بكر الصديق
أبو بكر الصديق هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القريشي التيمي. ولد بمكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وأشهر، أمه سلمى بنت صخر بن عامر وتكنى بأم الخير، وهي ابنة عم أبيه، ووالده هو عثمان بن عامر والمعروف بأبي قحافة الذي أسلم يوم فتح مكة.
وقد نشأ نشأة طيبة في حضن أبوين لهما الكرامة والعز في قومهما، مما جعله ينشأ كريم النفس عزيز المكانة عند قومه، عاش في طفولته وصباه عيش أمثاله بمكة فلما تخطى الصبا إلى الشباب عمل في التجارة.
وقد لقب رضي الله عنه ألقابا عدة تدل عى سمو مكانته وعلو منزلته وشرفه، ومن بينها: الصديق لأنه صدَّق النبي صلى الله عليه وسلم في خبر الإسراء والمعراج، ولأنه كان يُصدق النبي صلى الله عليه وسلم في كل خبر كان يأتيه من السماء، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم عندما صعد أحدا وأبو بكر وعمر وعثمان، فوجف بهم فقال:"أثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان"[1]. ولقب كذلك بالعتيق، وقد اختلف العلماء في سبب تسميته بهذا اللقب، فقال بعضهم لعَتَاقَةِ وجهه؛ أي لحسن جماله، وقيل لقدمه في الخير، ولعتاقة نسبه لأنه رضي الله عنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. ومن الأسباب الأخرى التى ذكرت في هذا الصدد أن الله تعالى بشره على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم بالعتق من النار، ودليله فيما روته عائشة رضي الله عنها قالت: دخل أبو بكر الصديق على رسول الله فقال له رسول الله: "أبشر فأنت عتيق الله من النار". ومن الأسباب الأخرى التى يمكن إضافتها إلى هذه النقطة أن بعضهم قالوا ان أم أبي بكر كان لا يعيش لها ولد، فلما ولدته استقبلت به الكعبة وقالت اللهم إن هذا عتيق من الموت فهبه لي. ولقب كذلك بالصاحب في كتاب الله تعالى: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا"[2]. ولقب كذلك بالأواه كلقب دال على الخوف والخشية من الله تعالى. ولقب بالأتقى، لقب به في كتاب الله تعالى في قوله جل جلاله: "وسيجنبها الأتقى"[3].
ورغم هذا الإختلاف، فلا مانع للجمع بينها، لأن أبا بكر كان يتمثل هذه الألقاب قلبا وقالبا.
أما فيما يتعلق بصفاته الخَلقية، فقد كان رضي الله عنه يوصف بالبياض في اللون والنحافة في البدن، وحسن القامة، خفيف العارضين، معروق الوجه، غائر العينين، ناتئ الجبهة، ويخضب لحيته وشيبه بالحناء والكتم.
أما من الناحية الخُلقية فقد وصفته أمنا عائشة رضي الله عنها أنه كان رجلا رضي الخلق، رقيق الطبع، رزينا، لا يغلبه الهوى ولا تملقه الشهوة، حسن الرأي.
[1] - صحيح البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي، باب فضل أبي بكر، ج/5، ص/11.
[2] - سورة التوبة، الأية:40.
[3] - سورة الليل، الأية: 17.
Post a Comment