قصة إسلام ابو بكر الصديق :
 كان  في فترة حياته في الجاهلية لا يقبل عقائد قومه، هذا ما دل على أنه كان يبحث عن دين يروي ظمأه،    كان يبحث عن الدين الحق الذي يجد فيه ضالته،وينسجم مع فطرته السليمة التى أبت السجود لغير الله سبحانه و تعالى، وبحكم عمله في التجارة وتنقله في الجزيرة العربية واتصاله "اتصالا وثيقا، بأصحاب الديانات المختلفة وخاصة النصرانية"[1].
ولما جاء الإسلام كان من السابقين إليه، فقد وجد فيه ضالته، لذلك كان "جديرا بأن يتلقى الإسلام بملء الفؤاد، ويكون أول مؤمن بهادي العباد، مبادرا بإسلامه لإرغام أنوف أهل الكبر والعناد، ممهد سبيل الإهتداء بدين الله القويم، الذي يجتث أصول الرذائل من نفوس المهتدين بهديه، المستمسكين بمتين سببه"[2].
فقد كان إسلام الصديق بعد بحث وتنقيب، وكانت معرفته العميقة بالنبي صلى الله عليه وسلم وصلته القوية به سببا في تلبيته لدعوة الإسلام، "فعندما فاتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الله وقال له: "... إني رسول الله ونبيه، بعثني (أدعوك) إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته"، فأسلم الصديق ولم يتلعثم وتقدم ولم يتأخر، وعاهد رسول الله على نصرته فقام بما تعهد ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حقه: 'إن الله بعثني إليكم، وقلتم: كذبت، فقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟' مرتين"[3].
ولما أسلم جعل يدعو الناس إلى الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عتم عنه حين ذكرته وما ترردد فيه".[4]
وبإسلامه رضي الله عنه عم السرور في قلب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد أسلم على يده جماعة لمحبتهم له وميلهم إليه، حتى أنه أسلم على يده خمسة من  المبشرين بالجنة.
ولو بسطنا القول في ترجمته رضي الله عنه لما اتسع الوقت لذلك، ولكن نكتفي بما ذكر.

[1] - الإنشراح ورفع الضيق، لعلي محمد محمد الصلابي، ص:28.
[2] - المرجع السابق، ص:27.
[3] - نفس المرجع السابق، ص:30.
[4] - تاريخ الخلفاء، للسيوطي، ص: 22.

Post a Comment

Previous Post Next Post