التفاعل الحواري المجرد
يؤكد جان إيف تادييه أن الروائي الحديث،يريد أن يصنع من القارئ شريكا،ورفيق طريق وهو ما راهنت عليه رواية رجال وكلاب لمصطفى لغتيري،حيث يظهر جليا انفتاح السارد داخل المحكي على المسرود له،ومن خلاله على القارئ الضمني،وكأن أي اختلال في العلاقة بينهما سيؤدي إلى انهيار المتخيل،ومنه انهيار الذات الساردة المريضة،ويتخذ المتلقي الضمني في سياق تفاعله مع الكاتب الضمني،داخل متخيل الرواية وضعين:
       الأول يكون في مقام التفاعل مع السارد وهو يحكي تاريخ أسرته، ويعرض الأسباب الكامنة وراء أزمته النفسية والنتائج المرتبة عنها:"أصدقك القول قارئي المفترض ص 12، أيها القارئ المفترض أورطك ص14، عزيزي القارئ المفترض،  أجدني مضطرا لمخاطبتك مباشرة ص 23."
ويبدو القارئ الضمني في هذه الوضعية شخصا سويا يمكنه المساعدة

       أما الوضع الثاني فيصير في مقام التفاعل مع السارد وهو يرشده:"فما عليك سوى تتبع ما سأخطه ص14، بادر إلى الوقوف أمام نفسك وخذ قلما وورقا وأبدأ في سرد تفاصيل حياتك تق بي إن ذلك لا يخلو من فائدة ص 87،

إن هذه الوضعية تعبر عن مفارقة حوارية،لأن الذات الساردة التي لا تتورع في الإعلان عن مرضها، تبدو متموقعة في محور الذات التي تقدم الوصفات العلاجية وتقترح الحلول الممكنة لكل قارئ ضمني يجد نفسه محاصرا بمرض    


Post a Comment

أحدث أقدم