تعريف مفهوم معنى  الخلافة والخليفة
الخلافة: هي الإمارة، والخليفة: هو الذي يُستخلف ممن قبله[1]، وهو كذلك السلطان الأعظم[2].
ف"الخلافة هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة، فهي في الحقيقة (نيابة) عن صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا به"[3] ، و "... الخلافة، هي الإمامة الكبرى وسميت خلافة لأن الذي يتولاها ويكون الحاكم الأعظم للمسلمين، يخلف النبي صلى الله عليه وسلم في إدارة شؤون المسلمين، وتسمى الإمامة، لأن الخليفة كان يسمى إماما، ولأن طاعته واجبة ، ولأن الناس يسيرون وراءه كما يصلون وراء من يؤمهم للصلاة"[4] ، "والخلافة نظام إسلامي محض، بمعنى أنه نظام وقع ابتكاره في الإسلام طبقا لمقتضيات أحوال الإسلام والمسلمين آنذاك...."[5]، "الخلافة الإسلامية هي المنهج الذي اختارته الأمة الإسلامية وأجمعت عليه طريقة وأسلوبا للحكم تنظم من خلاله أمورها وترعى مصالحها"[6]، فهي بذلك " نيابة عن صاحب الشريعة في حفظ الدين،... والقائم به خليفة وإماما، فأما تسميته إماما فتشبيها بإمام الصلاة في إتباعه والإقتداء به،.... وأما تسميته خليفة فلكونه يخلف النبي في أمته"[7]، " وظيفة الإمام، وظيفة شاملة لأمور الدين والدنيا، فهي رئاسة تامة للدولة وشؤونها، ليس في المجال الديني فحسب بل في المجال الدنيوي أيضا"[8]، " ولما كانت الخلافة هي نظام حكم المسلمين فقد استمدت أصولها من دستور المسلمين، من القرآن الكريم ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم... (و) يطلق عليه لفظ الإمامة أو الإمارة"[9].
بهذه التعاريف المقتبسة من ذوي الاختصاص والخبرة نستشف أن الخلافة الإسلامية نظام حكم فريد من نوعه، فهو وليدُ حَدَثِ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد غير هذا الحدث مجرى التاريخ الإسلامي بشكل خاص، إذ أنه أول ثمار للإسلام بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
فالخلافة بذلك نظام حكم يعمل على تسيير شؤون العباد بمختلف نواحيها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية...  متمثلة في شخص يمثل هذا النظام ويسمى الخليفة، وهذا الأخير يتم اختياره  اعتمادا على مبدأ الشورى.
وقد ورد هذا المصطلح في عدة من أحاديثه صلى الله عليه وسلم، نذكر على سبيل المثال قول جابر بن سَمُرَة : "دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول:'إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة'، قال: ثم تكلم بكلام خَفِيَ عَلَيَّ، فقلت لأبي ما قال؟ قال: 'كلهم من قريش'. "[10]، وفي حديث آخر عن جابر بن سمرة قال: "انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أبي فسمعته يقول:'لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة'، فقال كلمة صَمَّنِيها الناس، فقلت لأبي ما قال؟ قال: 'كلهم من قريش'. " [11].

[1] - لسان العرب لابن منظور ، ص: 83.
[2] - ترتيب القاموس المحيط على طريقة المصباح المنير وأساس البلاغة للطاهر أحمد الزاوي، ص: 97.
[3] - مقدمة ابن خلدون، ص: 244.
[4] -تاريخ المذاهب الإسلامية لمحمد أبو زهرة، ص: 20.
[5] -نظم الإسلام وتراتيبه الإدارية بالمشرق والمغرب للدكتور محمد التازي سعود، ص: 19.
[6] -الانشراح ورفع الضيق، علي محمد محمد الصلابي، ص: 141.
[7] - مقدمة  ابن خلدون لعبد الرحمن بن خلدون، ص: 244.
[8] - نظم الإسلام وتراتيبه الإدارية بالمشرق والمغرب للدكتور محمد التازي سعود، ص: 20.
[9] - الانشراح ورفع الضيق، علي محمد محمد الصلابي، ص: 142.
[10] -صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، رقم: 1821، ص: 929.
[11] - صحيح مسلم، كتاب الإمارة، باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش، ص: 930.

Post a Comment

أحدث أقدم