اختراعات الثورة الصناعية
الثورة الصناعية الأولى بدأت عام 1784 باختراع الآلة البخارية التي ميكـنت الانتاج وخلقت نوعا جديدا من وسائل المواصلات (القاطرة البخارية)..
والثورة الصناعية الثانية بدأت عام 1870 حيث انتقلت المصانع من استعمال طاقة البخار الى طاقة  الكهرباء - وظهرت خلال هذه الفترة أجهزة لا حصر لها تعمل بالطاقة الجديدة..

انتشار الثورة الصناعية
لم تتمكن بريطانيا من الاحتفاظ طويلا بأسرار تفوقها وثروتها فسرعان ما راحت العديد من الدول الأوروبية الأخرى تسعى إلى تحقيق ثورتها الصناعية وتطمح إلى الدخول في منافسة معها. ولم يوشك القرن التاسع عشر على نهايته إلا والثورة الصناعية قد امتدت إلى مناطق مختلفة من العالم خصوصا أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية وأيضا اليابان. وبدأت ألمانيا في تسيير أول خط سكك حديدية يعمل بالآلة البخارية.
مظاهر الثورة الصناعية
شمل التطور الصناعي العديد من الميادين فازدهرت صناعة الغزل والنسيج وظهرت المصانع والأفران عالية الحرارة لصهر الحديد. وأصبحت الآلات بحاجة إلى مصادر جديدة للطاقة فاستخدم الفحم الحجري ثم البخار في القرن التاسع عشر ، ثم الكهرباء في القرن العشرين التي انتشرت في تشغيل المحركات والآلات وفي تسيير البواخر والقاطرات.


ترسخت الثورة الصناعية أولا في بريطانيا، فازدهرت صناعة النسيج واستخراج الفحم الحجري وصناعة الصلب، وتوسعت شبكات المواصلات وظهرت الجسور الحديثة، وإن كانت السكك الحديدية لم تظهر إلا في أواسط القرن الموالي.
       في الميدان الفلاحي: شهد القطاع الفلاحي بإنجلترا تحولا كبيرا في أساليب الإنتاج، وذلك بفضل الابتكارات الجديدة، والتخلي عن نظام إراحة الأرض، الشيء الذي ساهم في ارتفاع المردود وأدى إلى تجميع الملكيات وتركزها في يد كبار الملاكين.
       في الميدان الديمغرافي: عرفت إنجلترا نتيجة تحسن التغذية وتقدم أساليب الوقاية والعلاج نموا ديمغرافيا هاما، إذ ارتفع عدد السكان من 7,4 مليون نسمة سنة 1750م إلى 15 مليون نسمة سنة 1800م، كما ارتفعت ساكنة المدن وتجاوزت بمانشستر 100000 نسمة سنة 1800م، فهيأ هذا النمو الديمغرافي يد عاملة للصناعة من جهة، وسوقا استهلاكية من جهة أخرى.
       في الميدان الصناعي: شهدت الصناعة بدورها تحولات كبيرة، وذلك بفضل تراكم الأموال وتوسع السوق الداخلي ووفرة اليد العاملة، إضافة إلى تنظيم العمل الصناعي بفضل خلق ما عُرِفَ “بـالمانيفاكتورة” ناهيك عن إدخال التقنيات والآلات الجديدة وتقوية شبكة المواصلات.
أهم الاختراعات في ميدان النسيج:
تجلت مظاهر الثورة الصناعية في ميدان النسيج في الاختراعات التقنية التي عرفها هذا المجال، ومنها: توصل جون كاي منذ سنة 1733م إلى صنع المكوك الطائر الذي ساعد على مضاعفة الإنتاج، وجيمس هاركرايفر الذي تمكن سنة 1765م من صنع جهاز جيني الذي مكن من إنتاج 120 مرة ما كان يُنتج من قبل في نفس الوقت، ثم توالت الاختراعات بعد ذلك بتوصل كارثرايت إلى صنع المنساج الآلي الذي ساهم في التخفيف من كلفة اليد العاملة، وتوصل سنودغراس إلى صنع آلة لتنظيف القطن وغيرها من الاختراعات.
 2 – أهم الاختراعات في مجال التعدين والنقل والطاقة:
       مجال التعدين: ساهمت الاختراعات التقنية في هذا المجال في تطوير الصناعة التعدينية والتخفيف من تكاليف الإنتاج، ففي سنة 1709م توصل أبراهام داربي إلى صهر الحديد بفحم الكوك مما جعله قليل الصلابة الأمر الذي دفع إلى تطوير هذا القطاع، حيث تمكن هونتمان سنة 1750م من إنتاج صلب نقي من الشوائب، وفي سنة 1784م استطاع هنري كورت أن يفصل بين الحديد والفحم أثناء عملية الصهر، كما تمكن من صنع قضبان حديدية أكثر صلابة.
       مجال النقل: كان لتطور صناعة التعدين والنسيج واستخدام الآلة البخارية وكذا تزايد الحاجة إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف المنتجات المصنعة وجلب المواد الأولية أثر كبير على تطور وسائل النقل والمواصلات، فحتى أوائل ق 19م كانت المجاري المائية توفر الوسيلة الزهيدة والفعالة الوحيدة لنقل الفحم الحجري والحديد والحمولات الثقيلة الأخرى، هكذا قام المهندسون البريطانيون بتوسعة العديد من الأنهار وتعميقها لتصبح صالحة للملاحة، كما قاموا ببناء القنوات لربط المدن، وربط حقول الفحم الحجري بالأنهار

أحدث أقدم