مفهوم الرشوة
الرشوة هي كل ما يعطى لإبطال حق أو إحقاق باطل، سواء كان مالا أو أي شيء آخر له منفعة يطلب من أجلها . وقد حرمت الرشوة في الإسلام لما لها
إضرار الرشوة
1-هلاك الأمم وزوال الدول: وذلك أن الرشوة من الظلم، والظلم عاقبته معجلة في الدنيا، قالe:«إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته»، ثم تلا النبي eقوله تعالى: (وَكَذَلًكَ أَخْذُ رَبًّكَ إًذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهًيَ ظَالًمَة إًنَّ أَخْذَهُ أَلًيم شَدًيد) (متفق عليه) ومن أقبح آثار الرشوة وغيرها من المعاصي في المجتمعات ظهور الرذائل وانتشارها، واختفاء الفضائل، وظلم بعض أفراد المجتمع فيما بينهم للبعض الآخر بسبب التعدي على الحقوق بالرشوة والسرقة والخيانة والغش في المعاملات وشهادة الزور ونحو ذلك من أنواع الظلم والعدوان.
2-تضييع الأمانة وتوسيد الأمر إلى غير أهله، حيث أن انتشار الرشوة سيخل بمعايير انتقاء المسؤولين ويؤدي إلى تبديد طاقات الأمة، وتغييب الاعتماد على الكفاءة في توزيع المناصب والوظائف، الأمر الذي سيورث حتما فقدان الثقة في المؤسسات، وتعميق الهوة بين الحكام وعموم الأمة.
3-تدمير الأخلاق في المجتمع حيث تتسبب الرشوة في انتشار روح الأنانية وتغييب مبدأ التعاون على البر والتقوى، بل تؤدي إلى فقدان الحماسة والجدية في العمل والإحسان فيه، وانتشار الملل واللامبالاة والإهمال والشعور بالإحباط، الأمر الذي سيؤدي حتما تدني الإنتاج كمًا ونوعًا.
5-تحويل مقدرات الأمة إلى قبضة الراشين والمرتشين، يسخرونها لمصالحهم الخاصة، وفتح باب التلاعب بالمشاريع الاقتصادية الكبرى للأمة والانحراف بسياستها، وأكثر من ذلك فهي تعرض الأمن القومي للبلاد للخطر.
طرق محاربة الرشوة
-لا بد أن يجتمع الناس على مقاطعة هؤلاء المرتشين، بمعنى الامتناع عن دفع الرشوة مهما كانت الظروف والأسباب مع الصبر والاحتساب، لأن أهم أسباب وجود الآخذين للرشوة والقابلين لها وجود الدافعين لها.
2-ومن واجب كل من ابتلي بهم أن يقوم بواجب تغيير المنكر بحسب الإمكان، والتعاون مع الهيئات المؤهلة لذلك من شرطة ودرك وهيئات التفتيش ومكافحة الفساد، كما يجب أيضا على الموظفين النزهاء أن ينصحوا زملائهم، وأن يكرروا النصح لهم، ثم التبليغ عنهم إن تمادوا في غيهم وضلالهم.
3-أن ننبذ حب الذات "الأنانية"، ونستشعر الأخوة الإيمانية، فمن رأى نفسه مضطرا فليعلم أن له إخوانا كثيرين في مثل حاله أو أسوأ، وإذا كان هو قادرا على دفع الرشاوي، فغيره سيبقى محروما لأنه غير قادر عليها، أو لا يستجيز دفعها. وقد قال النبي e :« لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» (متفق عليه)

حكم الرشوة
إذاً الرشوة محرمة شرعاً وملعون فيها الراشي والمرتشي والرائش بينهما وهذا نص شرعي لا يحتمل نقاشاً.
ولكن
 حين يكون لك حق متيقن أو ضرر متيقن لا تستطيع الوصول إلى الحق أبداً أو دفع الضرر بتاتاً إلا بدفع مبلغ مالي أو هدية وكان ذلك لا يضر بغيرك فالمرجو أن يكون الإثم على المرتشي لا على الراشي لأنه اضطر إلى الدفع.

أحدث أقدم