اثر القران في اللغة والادب
أسهم الحديث بجانب القرآن الكريم في نشر اللغة العربية وتعلميها للمسلمين من غير العرب
لأم أصبحوا يحفظون الأحاديث . ثم نشأت الدراسات المعتمدة على الحديث، من شرح له
وتوضيح غريبه والبحث في رجال سنده، وتلك الدراسات وسعت دائرة اللغة في الاشتقاق وشرح
الغريب بلفظ مرادف وتوضيح المعاني بتفتيقها إِلى معان جزئية ليسهل فهمها.
منها : وقد شاعت ألفاظ وتعبيرات في اللغة العربية بعد أن تناقل الناس أحاديث الرسول
" هدنٌة على دخن وجماعة على أقذاء "( ١). "الآن حمي الوطيس "( ٢). "لا يلسع المؤمن من جحر
مرتين". وإِذا كانت الألفاظ التي يستعملها الأد يب المسلم في أدبه هي من خيار ما يحفظ من
النصوص فإِن ألفاظ الأحاديث الشريفة وتراكيبه وتعبيراته برزت في الأدب الإِسلامي لأا من
محفوظات الأدباء سواء كانوا خطباء أو شعراء أو كتاباً، فقد رقَّت ألفاظهم وع ُ ذبت أساليبهم.
والأدب إِنما هو ألفاظ مختارة، وتراكيب متقنة، وأساليب مجودة، ومعان مؤثرة، فإِذا بحث
الأديب عما يعينه في صنع أدبه فلا شك أن الحديث الشريف يعد مصدره الثاني بعد القرآن الكريم،
فالشعراء وسعوا معارفهم عن طريق حفظ الحديث وروايته والاستفادة من ألفاظه وتعبيراته
ومعانيه، فهو مص در إِلهام لهم يستمدون منه معانيهم ويعتمدون عليه في ثقافتهم الإِسلامية،
والخطباء استفادوا من معاني الحديث وأساليبه فاستقامت ألسنتهم وقويت حججهم . والكاتب
يستمد كثيراً من موضوعاته من الحديث، فهو يدعم رسالته بمعانيه وبعباراته أحياناً . وبناء على ما
تقدم يظهر لنا أن أثر الحديث في اللغة والأدب ملحوظ في لغة الأديب، وفي أسلوبه ومعانيه.
إرسال تعليق