تعريف
العهود والمواثيق
عريف
العهود والمواثيق
بحث
عن العهود والمواثيق
العهود
والمواثيق في الاسلام
معنى
العهد والميثاق
تعريف
المواثيق
الوفاء
بالعهود والعقود
العهود
والمواثيق في القرآن
العهد
والميثاق في القرآن الكريم
ايات
العهود والمواثيق
الوفاء بالعهد
الوفاء
بالعهود والمواثيق فرض واجب لازم في الشريعة
الإسلامية كأداء الفرائض الأخرى من العبادات وغيرها، فعلى المسلمين تنفيذ التزاماتهم
التي تعهدوها في معاهداتم دون تلكؤ ولا تباطؤ ولا تسويف، ولم يسمح الإسلام بالغدر والخيانة
أو نقض العهد والتحلل من الالتزامات أو بنود المعاهدة، لأن ذلك شيء مهين يخل بالثقة
والاحترام، ولأن المسلمين يمثلون سمو الرسالة الإلهية وشرف الكلمة النابعة من الدين.
لذا
لم تكن المعاهدات في الإسلام مجرد قصاصة ورق، كما هو الشأن المعروف عند الدول غير الإسلامية
في الماضي أو الحاضر، ولا وسيلة لخداع العدو ولا ستاراً لتنفيذ أغراض معينة، ولا شعاراً
لفرض القوي سلطانه على الضعيف أو المغلوب كما يفعل غير المسلمين عادة، حتى إذا قوي
الضعيف نبذها، وقاتل للتحلل من قيودها والتخلص من سلطة العدو الأقوى، وهي أيضاً كانت
عند غير المسلمين صورة أو مظلة لقوة الأقوياء لإملاء شروطهم غالباً وليست إجراء لتنظيم
السلم العادل، وإنما كانت المعاهدات في شريعة الإسلام وتاريخ المسلمين مصونة عن أي
غدر أو خداع أو قهر، أو لتحقيق مصلحة مادية رخيصة، أو من أجل فتح منافذ أسواق لتصريف
السلع والمنتجات الصناعية، وفائض الزراعة، أو المواد الاستهلاكية الزائدة عن الحاجة،
وبشرط عدم التأثير على أسعار السلعة محلياً، وإلا ألقي الفائض في البحار، ولم يصدَّر
لأحد، كما تفعل بعض الدول الغربية المعاصرة من إلقاء فائض البن مثلاً في البحر.
عهد
والميثاق في اللغة
أهم
المعاني التي وردت لمعنى العهد، ولم أتطرق إلى مشتقاته .
العهد:الجذر
اللغوى " عهد " يأتى كلمة العهد على عدة معانى...
والعَهْدُ:
الوصيّة..عَهِدَ إليّ فلان كذا .. أوصَاني،الوَفاءُ والحِفَاظُ، الأمان، المطر الذي
يكون بعد المطر، وقد عُهِدَتِ الأرض فهي مَعْهودةٌ أي: مَمْطورة، ويأتى بمعنى الزمان،
التّوحيد،الضّمان، ويأتى بمعنى الإلّ، والإلّ؛:
العهد والقرابة.
الميثاق:
الجذر اللغوى .. " وثق "
أهم
المعاني التي وردت لمعنى الميثاق..
كلمة
الميثاق تدلّ على عَقْد وإحْكام، وَوَثَّقْت الشيء: أحكَمْتَه، عَقْدٌ أو عهد يؤكد
بيمين ، وأخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف.
الميثاق::
العَهْد المحكم، قال الأزهري: الوَثاقَة: مصدر الشيء الوَثيق المُحكم، والفعل اللازم:
وَثُقَ وثاقة فهو وَثيق.
والوَثاق:
اسم الإيثاق، تقول: أوثقتُهُ إيثاقًا ووَثاقًا، والحبل أو الشيء يُوَثق به: وثاق.
والوثيقةُ في الأمر: إحكامُهُ والأخذ بالثقَة، جمعها وثائق.والمُواثَقة:
المُعاهدة.
العهد
والميثاق فى الحياة العامة
فى حياتنا
اليومية وتعاملاتنا مع بعض، يأتى أحيانا طرفين إتفقا فيما بينهما إتفاق شراكة أو دين
أو حتى زواج، فنجد ان هذان الطرفان عقدا إتفاق وتمت كتابته وقاما بالتوقيع على هذا
الإتفاق بينهما. هذه الورقة الموضحة للإتفاق وتوقيعهما عليها ليس كافيا ليأخذ صفته
الرسمية فيما لو حدث أى خلاف بين الطرفين إلا إذا ذهبا سويا إلى من له سلطة قانونية
ليعتمد هذا الإتفاق المكتوب فيوقع المسئول ويحضر شاهدين لتوقيع وبعدها يتم وضع خاتم
الجهة المسؤولة على هذه الورقة وبذلك يصبح الإتفاق قانونيا وبذلك تتحول هذه الورقة
من إتفاق أو عقد إلى وثيقة قانونية يؤخذ بها لدى السلطات القضائية
العهد
والميثاق فى القرءآن الكريم
أثار
انتباهي كثرة الآيات التي وردت في قضية العهد والميثاق، وشمولها لجميع العصور والأزمنة
حتى قيام الساعة، منذ أن خلق اللـــه آدم - عليه السلام - وأخرج الذرية من ظهره فأخذ
عليهم العهد والميثاق. في حديث القرءآن عن العهد والميثاق، عدم اقتصاره على جانب معين،
بل إنّه يتحدث عن العهد والميثاق في جوانب التوحيد والعبادة، ويتحدث عنه في جانب العلاقات
الدولية وهكذا، إلى أخصّ أمور الناس كحديثه عن الميثاق في العلاقات الزوجية، وعلاقة
الابن بأبيه كقصة يعقوب وبنيه
http://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif.العهود والمواثيق:
احترام
العهود: أن احترام العهود والمواثيق واجب إسلامي، لما له من أثر طيب، ودور كبير في
المحافظة على السلام، وأهمية كبرى في فض المشكلات وحل المنازعات وتسوية العلاقات.
وجاء
في كلام العرب: من عامل الناس فلم يظلمهم، وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو
ممن كملت مروءته.
وظهرت
عدالته، ووجبت أخوته.
وهذا
حق، فإن حسن معاملة الناس، والوفاء لهم، والصدق معهم دليل كمال المروءة، ومظهر من مظاهر
العدالة، وذلك يستوجب الاخوة والصداقة.
والله
سبحانه يأمر بالوفاء بجميع العهود والالتزامات، سواء أكانت عهودا مع الله، أم مع الناس،
فيقول:
{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود}. وأي
تقصير في الوفاء بهذا الأمر يعتبر إثما كبيرا، يستوجب المقت والغضب: {يا أيها الذين
آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون}.
وكل
ما يقطعه الإنسان على نفسه من عهد، فهو مسئول عنه ومحاسب عليه: {وأوفوا بالعهد إن العهد
كان مسئولا}.
وحق
العهد مقدم على حق الدين:
{والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من ولايتهم
من شيء حتى يهاجروا وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم
ميثاق} والوفاء جزء من الايمان، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن حسن العهد من
الايمان وليس للوفاء جزاء إلا الجنة» {والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون والذين هم
على صلواتهم يحافظون أولئك هم الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون} ولقد كان
الوفاء خلق الانبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام:{واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان
صادق الوعد وكان رسولا نبيا}.
وكان
رسولنا صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في هذا الخلق: قال عبد الله بن أبي الحمساء:
بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ببيع قبل أن يبعث، وبقيت له بقية فوعدته أن آتيه
بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال صلى الله عليه
وسلم: «يا فتى لقد شققت علي، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك» وقد عاهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعد الهجرة اليهود عهدا، أقرهم فيه على دينهم، وأمنهم على أموالهم، بشرط
ألا يعينوا عليه المشركين، فنقضوا العهد، ثم اعتذروا، ثم رجعوا فنقضوه مرة أخرى، فأنزل
الله عزوجل: {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم
ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون} وعاهد ثعلبة ربه على أن يعطي كل ذي حق حقه إذا
وسع الله عليه في الرزق، وأغناه من فضله.
فلما
بسط الله له من رزقه، وأكثر له من المال والثروة، نقض العهد وبخل على عباد الله، فأنزل
الله في حقه: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما
آتاهم من فضله بخلوا من وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه
بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} ولما حضرت الوفاة عبد الله بن عمر، قال:
إنه خطب إلي ابنتي رجل من قريش. وقد كان مني إليه شبه الوعد. فوالله لا ألقى الله بثلث
النفاق، أشهدكم أني قد زوجته ابنتي.
وهو
يشير بذلك إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه فهو منافق، وإن صام
وصلى وزعم أنه مسلم: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان».
وفي
التشنيع على الناقضين للعهود، يقول الله عزوجل: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا
الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون ولا تكونوا
كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى
من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}.
http://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif.شروط العهود:
ويشترط
في العهود التي يجب احترامها والوفاء بها، الشروط الاتية:
1-
ألا تخالف حكما من
الاحكام الشرعية المتفق عليها:
يقول
الرسول صلى الله عليه وسلم: «كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط».
2-
أن تكون عن رضا واختيار،
فإن الاكراء يسلب الارادة، ولا احترام لعقد لم تتوفر فيه حريتها.
3-
أن تكون بينة واضحة،
لا لبس فيها ولا غموض حتى لا تؤول تأويلا يكون مثارا للاختلاف عند التطبيق.
http://www.al-eman.com/images/book/arrow_top.gif.نقض العهود:
ولا
تنقض العهود إلا في إحدي الحالات الاتية:
1-
إذا كانت مؤقتة بوقت،
أو محددة بظرف معين، وانتهت مدتها، وانتهى ظرفها.
روى
أبو داود والترمذي عن عمر بن عبسة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يجلن عهدا، ولا يشدنه، حتى يمضي أمده، أو ينبذ إليهم
على سواء».
ويقول
القرآن الكريم: {إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم
أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين}.
2-
إذا أخل العدو بالعهد:
{فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم إن الله يحب المتقين} {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم
وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ألا تقاتلون قوما
نكثوا أيمانهم وهموا بإخراج الرسول وهم بدأوكم أول مرة أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه
إن كنتم مؤمنين}.
3-
إذا ظهرت بوادر الغدر
ودلائل الخيانة.
{وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على
سواء إن الله لا يحب الخائنين} الاعلام بالنقض تحرزا عن الغدر إذا علم الحاكم الخيانة
ممن كان بينهم وبين المسلمين عهد فإنه لا تحل محاربتهم إلا بعد إعلامهم بنبذ العهد،
وبلوغ خبره إلى القريب والبعيد حتى لا يؤخذوا على غرة.
يقول
الله سبحانه في سورة الانفال: {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله
لا يحب الخائنين}.
وقاعدة
الإسلام: «وفاء بغدر خير من غدر بغدر».
قال
محمد بن الحسن في كتاب السير الكبير: لو بعث أمير المسلمين إلى ملك الاعداء من يخبره
بنبذ العهد عند تحقق سببه، فلا ينبغي للمسلمين أن يغيروا عليهم وعلى أطراف مملكتهم،
إلا بعد مضي الوقت الكافي لأن يبعث الملك إلى تلك الاطراف خبر النبذ حتى لا نأخذهم
على غرة، ومع ذلك إذا علم المسلمون يقينا أن القوم لم يأتهم خبر من قبل ملكهم فالمستحب
لهم أن لا يغيروا عليهم حتى يعلموهم بالنبذ، لأن هذا شبيه الخديعة..وكما على المسلمين
أن يتحرزوا من الخديعة، عليهم أن يتحرزوا من شبه الخديعة.
وحدث
أن أهل قبرص أحدثوا حدثا عظيما في ولاية عبد الملك بن مروان فأراد نبذ عهدهم ونقض صلحهم،
فاستشار الفقهاء في عصره، منهم: الليث بن سعد ومالك وأنس، فكتب الليث بن سعد: إن أهل
قبرص لا يزالون متهمين بغش أهل الإسلام ومناصحة أهل الاعداء الروم وقد قال الله تعالى:
{وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء}. وإني أرى أن تنبذ إليهم وإن تنظر
هم سنة.
أما
مالك بن أنس فكتب في الفتيا يقول: إن أمان أهل قبرص وعهدهم كان قديما متظاهرا من الولاة
لهم، ولم أجد أحدا من الولاة نقض صحلهم، ولا أخرجهم من ديارهم، وأنا أرى أن لا تعجل
بمنابذتهم حتى تتجه الحجة عليهم فإن الله يقول: {فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}.
فإن
لم يستقيموا بعد ذلك ويدعوا غشهم ورأيت الغدر ثابتا فيهم، أوقعت بهم بعد النبذ والاعذار
فرزقت النصر.