عصر الدول المتتابعة
الادب في عصر الدول المتتابعة
ادب الدول المتتابعة
كتاب ادب الدول المتتابعة
تاريخ الدول المتتابعة
الحياة السياسية  في عصر الدول المتتابعة
ملخص الادب في عصر الدول المتتابعه
خصائص الشعر في عصر الدول المتتابعة
كتاب عصر الدول والامارات لشوقي ضيف



. عصر الدول المتتابعة / وهو ذلك العصر الذي حكم فيه المماليك والأتراك وانتهى سنة 1213هـو، من أشهر الشعراء في ذلك العصر (شريف الدين الأنصاري – الشاب الظريف...إلخ) ومن أشهر الأبيات في ذلك العصر أبيات الشاعر الشاب الظريف يقول :
يا قطر عم دمشق واخصص ** منزلا في قاسيون وحله ببنات
وتريخي يا ورق فيه ويا صبا   **      مري عليه بأطيب النفحات
    الخصائص العامة لشعر العصر: ضعفت ثقافة الشعراء في ذلك العصر، وضحلت محفوظاتهم ومعلوماتهم، وانصرف الشاعر عن امتهان الشعر، واتخذه هواية وتسلية: فقد يكون قاضياً أو معلماً أو كحّالاً أو ورّاقاً أو جزّاراً، فهو ينصرف إلى مزاولة مهنته أولاً، ثم يعاني نظم الشعر، وقد انفصل الشاعر عن مجتمعه وحكّام زمانه، وكان هذا الانفصال نتيجة وليس سبباً، فقد كان ينظم بلغة، ويتحدث هو وأبناء عصره بلغة أخرى. وكان بين لغته ولغة الناس بون شاسع، حتى لتوشك لغة النظم أن تصبح لغة أجنبية لدى الناس، كذلك طغت الركاكة والتعبيرات العامية على الشعر. والركاكة غير العامية، فهي تنشأ عن عدم تمكن الشاعر من اللغة التي يكتب بها لافتقاره إلى معرفة أصولها وأسرارها ودقائق الفروق بين مفرداتها: إنها - أي الركاكة - العجز عن استعمال اللغة بدقة ومهارة، والاستعاضة عنها بالعامية والعبارات السوقية.
    وقد ارتبط شاعر العصر بالتراث والماضي، وكان يضع نصب عينيه مقولة: «ما ترك الأوائل للآخر شيئاً». ولذلك كان ينهج نهج السلف تفكيراً وتعبيراً. وافتقد العصر النقاد الفنيين الذين يقومون لكل شاعر إنتاجه. وكان علماء البلاغة أقدر من سواهم على أداء هذه المهمة، لكنهم انصرفوا إلى المنطق، وإلى جزئيات لا تسمن ولا تغني، فأضاعوا الغاية من البلاغة، كما أضاعوا البلاغة ذاتها. واستعاض شاعر العصر عن الابتكار والتجديد بالمبالغات الكبيرة التي تصل إلى حد الإغراق والغلو الذي يرفضه العقل وتأباه العادة، وينكره الذوق.
صائص النثر وأعلامه: كان من أشهر العلماء والكتاب الذين عاشوا في العصر الأيوبي والمملوكي القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني (ت596هـ) والعماد الأصبهاني (ت597هـ) وكلاهما كتب للأيوبيين، وإن كان القاضي الفاضل قبل ذلك قد كتب للفاطميين بمصر في ديوان الإنشاء. وقد تآلف هذان الرجلان في حياتهما وعقدت الصداقة بينهما أواصر المحبة، وقد تآلفا كذلك في أسلوبهما الأدبي، حتى لكأن هذا ذاك، وكتابة ذاك هي كتابة هذا. وربما جاز القول: إن القاضي والعماد طبعا العصر الأيوبي والمملوكي بطابعيهما، وكانا المثل الأعلى لكل كتّاب العصر الذي تلا. لقد ورثا من العصور السابقة، ولاسيما العصر العباسي، ما تواضع عليه أكابر الكتّاب كابن العميد والصاحب والحريري والمعري (ت449هـ) والتبريزي (ت502هـ) والحصكفي من تكلف وتصنع وتعقيد واصطياد للسجع أو الجناس أو غير ذلك من هذه الألوان البديعية، ثم زادا على ما ورثا ما أبدعته قريحة كل منهما: فبلغ الجناس المعكوس،على أيديهما، ذروته، ومالا يستحيل بالانعكاس يكثر ويتعاظم، والتلاعب اللفظي يعم ويطغى. إلى جانب ذلك كله كانت ترى بعض التعابير الرشيقة، والصور اللطيفة، وبعض الكتابات الخفيفة الظل، مما يشهد لهما بحسن الذوق ودقة الصناعة والقدرة على اجتذاب القارئ. وظلت مدرسة الرجلين في الأسلوب قائمة في عصر المماليك، وكان ديوان الإنشاء أكبر حافز لشداة الجاه والرزق والشهرة والوزارة والقرب من السلطان، وكان القلقشندي المعين الأكبر لهؤلاء الطلبة على معرفة ما يوجبه الانتساب إلى ديوان الإنشاء من علوم ومعارف وأساليب. وكان كتابه «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» خير دليل على هذه المواصفات.


أبرز النثار في هذا العصر:

اشتهر في هذا العصر مجموعة كبيرة من الذين اهتموا بالنثر وتنافسوا في تجويده للوصول إلى المناصب العليا في الدولة وقد كان هؤلاء الأعلام يجمعون بين صناعتين : صناعة الشعر وصناعة النثر على اعتبار أن البلاغة لا تنهل إلا بهما ، ومن هؤلاء النثّار:

1- محي الدين بن عبد الله بن عبد الظاهر:

المولد عام(620هـ) والمتوفى عام(672هـ) وتولى رئاسة ديوان الإنشاء في عصر الظاهر بيبرس وكتابة سر المنصور قلوون ، وابنه الأشرف خليل ، وقد كان كاتباً وشاعراً اهتم بالمحسنات البديعية ، وبرع في

وألف كتاباً في سيرة الملك المنصور ، وكتاباً آخر سماه ( النجوم الدرية في الشعراء المصرية) وله ديوان شعر معظمه في المناسبات والأخوانيات.

2- شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب:

المولود سنة (677هـ) والمتوفى عام(733) وقد كان بحاثة غزيرة الإطلاع ، اتصل بالملك الناصر ووكل في بعض أموره وتولى نظر الجيش في طرابلس الشام،

ومن أشهر كتبه ( نهاية الأدب في معرفة فنون العرب) ويقع في ثلاثين مجلداً قسمه في أربعة فنون تتعلق بالسماء والإنسان والحيوان والنبات والتاريخ.

وأسلوب كتابه يحرص على الجمال الفني والصنعة من جهة وعلى الإبانة عن المعنى دون تكلف من جهة ثانية.

3- أحمد بن علي القلقشندي:

المولود عام(756هـ) والمتوفى(821) وقد ولد في قرية قلقشندة قرب القاهرة ، وطلب العلم في الاسكندرية ثم توفي في القاهرة ، وأهم مؤلفات هذا المؤرخ الأديب:

( صبح الأعشى في صناعة الإنشا)

وقد كتب في الإنسان والفقه ، وقد رتب المؤلف كتابه الذي يقع في أربعة عشر جزءاً على مقدمة وخاتمة وتناول فيه كل ما يتعلق بالكتابه وفضلها وأدواتها مبتعداً عن التكلف وإن لم يسلم من الصنعة البديعية.

4- عبد الرحمن بن محمد بن خلدون:

المولود عام( 732هـ) والمتوفى عام(808هـ) ولد في تونس بعد هجرة أسرته إلى اشبيلية، وتتلمذ على يد أبيه ، وتوفي في القاهرة ويعد المؤسس الأول لعلم الاجتماع إضافة إلى كونه فيلسوفاً مؤرخاً بحاثة ، تميز بسموا أخلاقه ، وقوة شخصيته ، وأهم كتبه ( كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) وهو في سبعة مجلدات وأهم ما فيه المقدمة وقد تميز أسلوبه بالسهولة وعدم التكلف والصنعة.

5- أبناء الأثير:

أسرة تميزت بالكتابة مؤسسها شمس الدين سعيد بن محمد الكاتب أحد أعيان دمشق ، انتقل إلى القاهرة وأنجب أبناءً عملوا في ديوان الإنشاء منهم شرف الدين محمد بن سعيد ، وتاج الدين أحمد بن سعيد، وعلاء الدين كاتب سر السلطان محمد الناصر.

6- أسرة آل فضل الله العمري:


مؤسسها محي الدين بن فضل الله العمري كاتب السلطان الناصر في القاهرة ، وقد أنجب علاء الدين كاتب السر وشهاب الدين الكاتب الفقيه ، وبدر الدين كاتب السر بعد علاء الدين . وقد كانت هذه الأسرة تنافس أسرة أبناء الأثير في الوصول إلى أعلى مناصب الدولة
أحدث أقدم