دراسات الشخصية


نظريات الثقافة والشخصية
الطابع القومي للشخصية
الشخصية المنوالية
الشخصية المنوالية او التكرارية
      
الشخصية الأساسية (طراز، أو بناء):     E. Basic Personality (Type or Structure)
        F. personnalité fondamentale
        G. Grundpersönlickkeitstypus
                الشخصية الأساسية هي عناصر الشخصية المشتركة بين أعضاء المجتمع (أو الثقافة). وقد اشترك في تحديد هذا المصطلح عالم التحليل النفسي كاردينر Kardiner والأنثروبولوجي (الإثنولوجي) ر. لينتون R. Linton وقد سماه الأول «بناء الشخصية الاجتماعية» أو «الأساسية». (وذلك في عام 1939م) ويعرف كاردينر الشخصية الأساسية بأنها: «ذلك الشكل configuration من الشخصية المشترك بين السواد الأعظم من أبناء المجتمع نتيجة خبراتهم السابقة المشتركة». ويوضح لينتون قائلاً: «إن الشخصية الأساسية عبارة عن «شكل متكامل إلى حد كبير». وإن وجودها «يمد أعضاء المجتمع بفهم وقيم مشترك، ويجعل من الممكن توحيد الاستجابات العاطفية لأعضاء المجتمع بالنسبة للمواقف التي تتصل بقيم مشتركة بينهم». وقد عرف ديفيروالشخصية الأساسية المقابلة لنمط ثقافي إقليمي بأنها: «الشخصية الأساسية الإقليمية».
                وقد لعبت دراسة الشخصية الأساسية دورًا هاماً في البحوث الإثنولوجية الحديثة حول «الشخصية والثقافة» (علم النفس الثقافي).
قارن مواد: التنشئة الثقافية، روح المجتمع، الشخصية القومية.
مراجع:       Devereux 1951; Kardiner 1939 a, b; Linton 1945.

الشخصية القومية:  E. National Character
        F. caractére national
        G. Vokscharakter
        هو طراز الشخصية الشائع في أمة متحضرة. ومن التعريفات الأخرى: تعريف ردفيلد Redfield:«إن الشخصية القومية لشعب من الشعوب – أو طراز شخصيته – هو نوع الكائن البشري الموجود في هذا المجتمع بصفة عامة». ويقول ماندلباوم Mandelbaum إن الشخصية القومية هي «انتظامات العملية السيكولوجية... التي تميز مجموعات معينة من الرجال والنساء»  ويقول هيلبوك Helbok: «يمكن أن نقول بوجود أحد مظاهر الشخصية القومية إذا كانت مميزة ومحددة لجزء من الشعب في منطقة معينة».
        وقد اختلف مفهوم الشخصية القومية باختلاف البلاد. ففي الفكر الأنجلوساكسوني حول هذا الموضوع يقترب مفهوم الشخصية القومية اقترابًا وثيقًا من مفهوم روح المجتمع، أو روح الثقافة، ويعد نتيجة خالصة للقوى الثقافية والاجتماعية. ويقول ستيوارد Steward في حديثه عن تصنيفات الثقافات على أساس أنساق القيمة أو روح المجتمع إن «مثل هذه التصنيفات تفترض سلفًا وجود نواة عامة من العناصر الثقافية المشتركة، التي تؤدي إلى أن يكون لجميع أفراد المجتمع نفس النظرة والخصائص السيكولوجية». أما في القارة الأوروبية فهناك ميل قوى إلى تأكيد أهمية التفاعل بين الثقافة والعناصر البيولوجية الموروثة في تشكيل الشخصية القومية. فيؤكد كولندر B. Collinder – مثلاً – الفروق الولادية بين الأفراد في نفس الوقت الذي يلاحظ فيه الأهمية الحاسمة للمؤثرات البيئية، ويقول: «إنه يحق لنا القول إن شخصية شعب معين عادة ما تنبثق عن راق اجتماعي هو الذي يضع الموضة، وينشر مفاهيمها وقيمها، ويضع كذلك الأفكار الرائدة، وذلك دون إنكار منا لتأثير الصفات الجسمانية الاعتيادية الموروثة أو تأثير البيئة الطبيعية أو تأثير التجربة التاريخية على العادات الفكرية والعاطفية لشعب من الشعوب».
                أما في أمريكا فتمثل دراسات الشخصية القومية بعض نتاج دراسات الشخصية في الأنثروبولوجيا. قارن في هذا الصدد بعض المفاهيم مثل: الشخصية الأساسية والشخصية المنوالية. ويساوي هوبل Hoebel بين مفهومي الشخصية القومية، و«طراز الشخصية المثالى الجماعي». وقد أخذنا في تعريفنا المتقدم برأي هوبل بقصر مصطلح الشخصية القومية على المجتمعات المتحضرة. أما المجتمعات القبلية فالأكثر مناسبة لها مصطلحه الشخصية المثالية. وأخيرًا يتفق تعريفنا مع التعريفات الأمريكية في تأكيده لأهمية طراز الشخصية في تكوين الشخصية القومية.
                وقد أبدى علماء الإثنولوجيا الأوروبية الإقليمية والفولكلوريون الأوروبيون – لفترة طويلة من الزمن – اهتمامًا بالدراسات الشخصية القومية. وهي الدراسات التي تمثل نتاجًا طبيعيًا للبحوث التي أجريت على بلادهم بصفة خاصة. ففي ألمانيا على سبيل المثال سبق مفهوم «الاستشعاب» Volkheit (أو التشعبن. أي: كون الشعب شعبًا) مفهوم الشخصية القومية الذي ظهر بعده. بل إن مضمون مفاهيم أخرى مثل «شعب» (أو حياة شعبية) يشابه مضمون مفهوم الشخصية القومية. ويعد باحث مثل باخ Bach الهدف النهائي والبالغ الأهمية للفولكسكنده (الفولكلور الألماني) هو تحديد «الطبيعة الروحية الخاصة لشعب من الشعوب».
قارن مواد: علم النفس السلالي، وعلم النفس الشعبي، دراسة النبوغ.
مراجع:       Bach 1937; Collinder 1956; Freudenthal 1955; Helbok 1954; Hoebel 1949; Mandelbaum 1953; Mead 1953; Redfield 1953 b; Sapir 1949; Steward 1953.

شخصية منوالية:    E. Model Parsonality
        F. personnalité modale
        G. Durchschnittsmensch
                قدمت ديبوا Du Bois مصطلح الشخصية المنوالية للدلالة على أكثر أنماط الشخصية شيوعًا في مجتمع معين أو ثقافة معينة. وعادة ما يوجد أكثر من شخصية منوالية في الأنساق الثقافية المتدرجة، حيث توجد شخصية منوالية في كل راق اجتماعي. ويقترب مفهوم الشخصية المنوالية اقترابًا وثيقًا من مفهوم الشخصية الأساسية.
قارن علاوة على هذا مادة الشخصية القومية.
مراجع:       Du Bois 1944.

شعب:
انظر مادة شعب = Folk
        G. Volk
الشعب( ):    F. Folk
        F. people
        G. Volke
        G. Volk( )
                يعني مصطلح «الشعب» في الإثنولوجيا عامة الناس الذين يشتركون في رصيد أساسي من التراث القديم.  وقد ظهرت كلمة شعب في علم الإثنولوجيا لأول مرة كمصدر لبعض الكلمات المركبة مثل الأغنية الشعبية Volkslied والمعتقد الشعبي Volksglaube ...إلخ. ولقد حدث هذا في ألمانيا في أواخر القرن الثامن عشر (انظر مادة  فولكسكنده). أما في الإنجليزية فقد ظهرت في أربعينيات القرن الماضي مع كلمة فولكلور Folklore. وحينما استعملت كلمة «شعب» Folk ككلمة مستقلة في المناقشات الإثنولوجية والفولكلورية كانت تعنى بصفة عامة الجماعة الصغيرة، أو الشعب المتخلف، أو الجماعة التي يرتبط أفرادها بمصالح مشتركة، أو عامة الشعب أو الفلاحين. وعندما صك تومز Thoms مصطلح فولكلور «Folk-lore» في عام 1846م، كان يقصد بكلمة الشعب ذلك الجزء من السكان الذي احتفظ بالعادات وآداب اللياقة manners القديمة، أي الفلاحين، أو أهل الريف. ويعد هذا التعريف من الأسباب الرئيسية التي دفعت إلى تعريف هذا الميدان فيما بعد بأنه دراسة الرواسب الثقافية (كما فعل أندرو لانج A. Lang) وربما كان هذا الفهم للشعب كجماعة محافظة ملتزمة بالقديم يجول بخواطر سمنر Sumner وردفيلد Redfield وغيرهما عندما اشتقوا مفاهيم جديدة من أصل الكلمة «شعب». أما فيما عدا ذلك فقد ارتبطت بكلمة شعب أكثر التركيبات تنوعًا. فنجد أحد علماء الفولكلور السويديين – وهو إريكسون( ) M. Eriksson – يشكو من أن «هذه الفكرة شديدة الغموض حقًا، تحدد بشكل تعسفي ميدان هذا العلم، وتربط ربطًا عاطفيًا بين أفكار: «بدائي»، و«أصلي»، و«ريفي»، و«قومي». ويطالب الدكتور إريكسون بتعريف أكثر تحديدًا.
                ولما تنوعت تعريفات كلمة «شعب» كان من الجدير بنا هنا أن نورد أهم التعريفات السائدة:
1-     الشعب هو «الأمة» nation. ولا يستقيم هذا التعريف في اللغة الإنجليزية، في حين أنه يناسب تمامًا اللغات الثانوية (وهي: الفرنسية، والأسبانية، والألمانية، والسويدية)( ). إلا أننا نلاحظ بصفة عامة أن استخدامها ليس مستحبًا في الإثنولوجيا الإقليمية، إلا إذا استخدمت نفس الكلمة أو وجدت كلمة أخرى – في نفس الوقت – للدلالة على الشعب بمعناه المحدد.
فهناك – بعبارة أخرى – مفهومان، على الرغم من أن المصطلحات التي تغطيها قد تتطابق. ويجب الإشارة إلى أن بعض علماء الفولكسكنده الألمان – مثل باخ Bach  وهلبوك Helcock – يميلون إلى إدماج المفهومين، ولو أنهم يؤكدون بوضوح الاختلاف بين «شعب الثقافة» Kulturvolk وشعب الدولة Staatsvolk.
2-     الشعب هو «الراق الأدنى» Unterschicht = Lower Stratum. وكان من بين من قدموا هذا التفسير هابرلانت Haberlandt وهوفمان كراير Hoffmann Krayer وناومان Naumann.
وقد لعب هذا التفسير دورًا كبيرًا في الفولكسكندة الألمانية. كما ظهر هذا التفسير ضمنًا في التعريفات التي لم تكن فيها إشارة إلى «الراق الأدنى»، كما تدلنا على ذلك عبارة بيتش Petsch التالية:«لا يسعنا إلا أن نقول إننا نفهم تحت كلمة «شعب» Volk ذلك الحشد الكبير من أولئك الذين تتميز حياتهم الداخلية – بصفة عامة – بمشاعر عاطفية حادة وخيال حي على حين نجد في دنيا المتعلمين أن التفكير المنطقي هو المسيطر فعلاً أو ينبغي أن يكون كذلك». وفي الوقت نفسه تقريبًا كتب سمنر دراسته عن العادات الشعبية التي تعني (على حد تعبير كروبر): «العادات الخاصة بالشعب أو بالحشد البشري الذي يتصف بالبساطة وعدم التحليل». وقد تعرض هذا التمييز بين «الصفوة» و«الشعب» لنقد مرير في ألمانيا منذ عشرينيات هذا القرن (قارن في هذا الصدد مادة: الراق الأدنى). كما تعرض أخيرًا للمهاجمة في فرنسا (على يدي ماجيه Mager) وفي الولايات المتحدة (على يدي سميث M.W.Smith) وفي كندا (على يدي «ريو» Rioux). وعلى الرغم من كل هذا نجد اليوم من يدعو إلى مفهوم معدل لكلمة شعب في حدود هذا الخط الفكري، وذلك من بين الأمريكيين مثل ردفيلد»، وفوستر Foster وهيرتسوج Herzog. انظر النقطة التالية.
3-     الشعب هو قطاع من حضارة مركبة يتصف بالتمسك بالقديم. ويعد الراق الأدنى في أوروبا مطابقًا لمجتمع الفلاحين، الذي هو أشد أجزاء السكان محافظة. كما تستخدم كلمة شعب في أمريكا اللاتينية للدلالة على الجماعات الريفية. وقد كتب ردفيلد يقول: إن مصطلح شعب يشمل: «الفلاحين والأجلاف» rustic people الذين لا يعتمدون على المدينة اعتمادًا كاملاً. وواضح أن هذا التعريف يشير إلى مجتمع تابع، أو «شبه مجتمع» half society. ويؤكد فوستر Foster على هذا في تعريفه، إذ يقول: «إن المجتمع الشعبي ليس مجتمعًا كاملاً، وإنما هو معزول في ذاته. وهو شبه مجتمع، يكون جزءًا من وحدة اجتماعية أكبر (هي الأمة عادة) ذات بناء رأسي وأفقي». ولا يمكن بسبب هذا البناء أن نساوي بين مصطلح شعب، ومصطلح «بدائي» وذلك – كما يقول فوستر – لأن «الثقافات البدائية مستعبدة من فئة الشعب. فهي – نظريًا على الأقل – وحدات منعزلة، كاملة في حد ذاتها( ). قارن علاوة على هذا مواد:«المجتمع الشعبي» والمجتمع الريفي.
4-     الشعب هو الراق الاجتماعي الذي يحمل الثقافة بصفة أساسية. وكان عالم الاجتماع الأمريكي أودوم Odum بصفة خاصة قد ركز على هذا الرأي (ونذكر من بين علماء الاجتماع الآخرين الذين اهتموا بمفهوم «الشعب» بيكر Becker وجيديز Geddes وممفورد Mumford، وسبان Spann، ووسترمارك Westermark). فيقول أودوم: - «نصف الشعب بأنه العنصر العام الثابت في المجتمع في عالم من المتغيرات، إذ أن الشعب – كحامل للثقافة – يمثل مصطلحًا عامًا، ينطبق على طريقة الناس في مكان وزمان معينين، التي تحدد ثقافة هؤلاء الناس في ذلك الوقت». ومن الممكن أيضًا ملاحظة المجتمعات الشعبية المختلفة داخل وحدة يطلق عليها خطأ – عادة – اسم «سلالة».
5-     الشعب يعني جماعة اجتماعية يرتبط أفرادها بتراث مشترك وشعور خاص بالتعاطف قائم على خلفية تاريخية مشتركة.
ويفهم شبامر Spamer مصطلح «شعب» - أو كما يفضل تسميته Vulgus تمييزًا له عن «الأمة» على أنه «تعاطف فكري وعاطفي» موجود في جميع أفراد «الشعب»، ويجعل كلا منهم «فردًا شعبيًا». وبالمثل يرى كوبه Kopper أن «الشعب عبارة عن وحدة حية من أفراد متقاربين جسمانيًا وروحيًا»، ويرى فيلار Wéhler أن «الشعب» يتصف «باتجاه أساسي عقلي وروحي أصيل وسلوك طبيعي مرتبط بالمجتمع ودرجة معينة من وحدة الفكر والإحساس». ويرى إريكسون أن مصطلح شعب يمكن أن يدل على الشيء الشائع أو الطرازي بين الناس، وهو الذي يميز غالبيتهم. ويشير فايس Weiss إلى أن «الشعب» يجب ألا تعد تجميعًا اجتماعيًا وإنما هو: «نوع من السلوك الذي يساهم كل فرد فيه بنصيب قل أو كثر»، وأنه عبارة عن «موقف عقلي وروحي يحدده التراث والمجتمع» ويعارض كورين Koren تخفيف مفهوم الشعب، فهو – على حد تعبيره – ليس حالة أو اتجاهًا عقليًا، وإنما مفهوم اجتماعي، وتشكيل اجتماعي.
        «والشعب» مفهوم هام في الإثنولوجيا والفولكلور، ويحتل أهمية خاصة في الفولكسكنده السويسرية والنمساوية والألمانية. بينما تركز الإثنولوجيا بحثها على المواد الثقافية بحيث أصبحت الثقافة هي الكلمة الأساسية هنا (قارن أيضًا مصطلحي: الأنثروبولوجيا الثقافية، وعلم الثقافة)، فقد جعلت الفولكسكنده (الفولكلور الألماني) من الشعب موضوع بحثها الخاص. وسنكتفي هنا بالإشارة إلى القول المأثور عن مايزن Meisen  من أن الفولكسكنده هي: - «معرفة الشعب والمعرفة بالشعب»، والجملة التي قالها فيلار: - «ن الشعب هو هدف البحث الواضح للفولكسكنده».
وقد أراد فيلار أن يخلق فرعًا مستقلاً لدراسة ثقافة الشعب، أطلق عليه اسم «دراسة الثقافة الشعبية» أو Volkskulturkunde.
قارن مادة: الثقافة الشعبية.
مراجع:       Bach 1937; Eriksson 1956; Erixon 1949, 1951 a, b; Foster 1953; Haberladt 1895; Hautala 1957; Hoffmann – Krayer 1930; Koren 1952; Kroeber 1948; Lewis 1935; Maget 1948; Meisen 1954; Moller 1956; Naumann 1922; Odum 1944k 1947; Petsch 1903; Redfield 1947; Rioux 1950; Spamer 1934; Standard Dictionary of Folklore, Mythology and Legend 1949; Sumner 1906; Thomas 1846; Wähler 1947; Weiss 1954 .


Previous Post Next Post