مادة التربية التشكيلية


1. تقديم :
الفنون الجميلة، الفنون التطبيقية، الفنون التشكيلية، التربية الفنية، التربية التشكيلية عناوين مختلفة لكنها تصب في نفس الاتجاه حسب التركيز على الجانب النظري أو الجانب التطبيقي أو التركيز عليهما معا.
ما يمكن أن نستخلصه هنا هو أن لهذه المادة :
1.     جانب نظري يتم التركيز فيه على العقل والمعرفة : العقل الذي يفكر، يخلق، يبدع، يبتكر وينتقد.
2.     جانب تطبيقي يقوم على العمل والصناعة والتقنية ويركز على العين واليد : اليد التي تصنع، اليد التي تشكل، اليد التي تلمس.

يدفعنا هذا إلى القول بأن لهذه المادة خصوصياتها، أي أشياء تنفرد بها لوحدها على سبيل المثال :
-       المصطلحات التي تستعملها ؛
-       المواد المختلفة التي تستعملها من حبر وصباغة زيتية وصباغة مائية وطين وجبس وحجر إلى آخره...
-       الأدوات المستعملة : قلم، ريشة، فرشاة، إلى آخره..
-       الأسندة "les supports" من ورق وخشب وقماش وجلد إلى آخره...

كما أن طبيعة المواد تتطلب لإنجازها مشاغل خاصة "les ateliers spécialisés"، وطبعا فإن لهذه المادة مسائل أخرى تتقاسمها مع امتدادات في مواد التدريس الأخرى. فعلى سبيل المثال نجد أن الرسم –le dessin- يوظف في مادة التربية الفنية، ونجده في كل العلوم الطبيعية منها والرياضية، كما نجده أيضا في مادة الفيزياء والهندسة المعمارية وفي مادة الجغرافية وغيرها. كذلك الشان بالنسبة للون فهي تتقاسمه مع الفيزياء وغيرها.
أما التاريخ، فهناك التاريخ العام وهناك تاريخ الفن وبالطبع هناك عدة نقط إلتقاء بينهما.

العناصر التي تقوم عليها الفنون التشكيلية
إن هذه المادة تعتمد على دراسة الخطوط والأشكال والمساحات والأحجام والفضاء واللون، وهنا يجب أن نشير إلى قضية هامة جدا، وهو أنه لا يوجد ميدان من الميادين أو مادة من مواد التدريس يمكنها الاستغناء عن بعض أو كل العناصر التي تقوم عليها الفنون التشكيلية.
فكما أننا نتكلم أيضا عن الأمية analphabétisme بصدد القراءة والكتابة، يمكننا أيضا الحديث عن الأمية البصرية أو الفنية، وكيفما كان نوع الأمية، يجب محاربته والقضاء عليه.
فنحن نعيش ونتحرك باستمرار داخل عالم أصبحت فيه الصورة باختلاف أنواعها سيدة الموقف فهي موجودة في كل مكان داخل وخارج البيوت والمنازل، ونحن جميعا نستهلك كما هاما منها من الصباح إلى المساء. وهذا الوضع يتطلب بالطبع منا الاستئناس والتعرف على لغة الصورة حيث أن لهذه الأخيرة لغتها الخاصة ويجب علينا الإلمام بها.
ونظرا لأهمية الصورة وتشعبها أصبحت في المناهج الجديدة تتقاسمها مادة الفنون التشكيلية مع مادة جديدة أطلق عليها الفنون البصرية "audio visuel".

تعريـف عام لمادة التربية التشكيلية :
هي مادة متعددة الجوانب والأنشطة بسبب تقاطعها وتفاعلها مع مختلف المجالات وخاصة ما يتعلق منها بكل ما هو مرئي، تشكيلي وإبداعي ومع جل التخصصات المتعلقة بابتكار الأشكال والنماذج والصور.
فهذه الخاصية تجعل لمادة التربية التشكيلية ضمن منظومتنا التعليمية موقع ودور تربوي وتكويني كامل ومتميز في مطلع القرن 21 الذي يشهد انتشار كاسح لثقافة الصور (على حساب الثقافة المكتوبة)، هذه الصور بأنواعها وتقنياتها ووسائطها ووظائفها أصبحت المادة الأكثر جاذبية والأكثر استهلاكا على الصعيد العالمي والوطني سواء كان ذلك  على المستوى الثقافي أو الإبداعي أو الصناعي أو التكنولوجي أو الإعلامي.
في إطار إصلاح منظومتنا التعليمية وتمشيا مع هذه التطورات والمستجدات وما تثيره من رغبات وتطلعات لدى المتعلم والمجتمع على حد سواء، تعمل مادة التربية التشكيلية كذلك؛ وإضافة إلى أهدافها وأنشطتها التشكيلية التعبيرية والإبداعية والثقافية على اعتماد الديداكتيكيا الوظيفية المرتكزة على الحاجيات، وذلك بتوسيع الآفاق والطاقات التعليمية والتكوينية للمادة عبر أنشطة تشكيلية تتناول مختلف مجالات التصنيع والإنتاج والمعمار والاتصالات المرئية، كابتكار النماذج والتصاميم والمجسمات والرسوم البيانية والتقنية ومعالجة وإنتاج الصور...
وبما تتميز به مادة التربية التشكيلية من تقاطع وتكامل بين الجوانب الفنية التشكيلية الإبداعية والثقافية ومختلف التخصصات الحرفية والإنتاجية، وأنشطة مفتوحة تكسب المتعلم الذاتية في التفكير من خلال التفاعل والتمفصل المستمرين بين الممارسة التطبيقية وما هو نظري ومعرفي، فإنها تمكن هذا المتعلم من الكفايات المستعرضة والمستديمة الضرورية لمواجهة واقع ومتطلبات الحياة، مثل البحث والتحليل والتركيب والتجريب والاستثمار والابتكار والمبادرة والتواصل...
ولقد أصبحت الحاجة ملحة لهذا النوع من التعليم والتي تعتبر مادة التربية التشكيلية في طليعة المواد المؤِهلة للمساهمة الفعالة فيه.

2. المفاهيم والعناصر الأساسية المكونة للبرنامج (الإطار العام)

القيم والكفايات
•       القيم
-       أن يكون متشبعا بقيم الحضارة المغربية بكل مكوناتها ومتفتحا على قيم الحضارات الأخرى ؛
-       أن يكون متشبعا بقيم المشاركة الإيجابية وقادرا على تحمل المسؤولية ؛
-       أن يكتسب الذوق الجمالي ومتذوقا للفنون ؛
-       أن يكون قادرا على التواصل بخطاب حامل للمصطلحات الفنون التشكيلية ؛
-       أن يكون متمكنا من منهجية  التفكير والعمل داخل الفصل وخارجه ؛
-       أن يكون متفتحا ومتفاعلا مع التكوين المهني والقطاعات الحرفية والإنتاجية.

•       الكفايات
-       القدرة، من خلال التجريب والبحث التطبيقي على الاستغلال التشكيلي للمواد والأدوات والأسندة ؛
-       التمكن من التقنيات الأساسية والقدرة على ابتكار تقنيات جديدة ؛
-       التمكن من ابتكار لغة تشكيلية ذاتية ؛
-       القدرة على ابتكار وإنجاز أعمال تعبيرية تشكيلية مسطحة ومجسمة ؛
-       التمكن وعن طريق المحاكاة من بعض التقنيات والأساليب التشكيلية الخاصة بحرف الصناعة التقليدية مع القدرة على ابتكار أعمال تشكيلية جديدة باستثمار هذه التقنيات والأساليب ؛
-       التمكن من الترجمة المسطحة والمجسمة المباشرة للواقع مع القدرة على استغلال نتائج هذه الترجمة لابتكار وإنجاز أعمال تشكيلية جديدة ؛
-       التمكن من بعض الصيغ والأساليب المقننة في ترجمة الواقع ؛
-       القدرة على ابتكار وإنجاز تصاميم مسطحة ومجسمة لنماذج المنتوجات الصناعية العصرية منها والتقليدية ؛
-       التمكن من قراءة صورة التواصل الثابتة (العناصر والمدلولات) والقدرة على اتخاذ مواقف واعية إزاءها ؛
-       القدرة على معالجة وابتكار وإنجاز نماذج من الصور الثابتة
-       التمكن من التفاعل ومعالجة الصورة الفرضية والقدرة على إنتاج تشكلات ومشاهد باستغلال برامج التخطيط الإعلاميائي.
-       اكتساب المضامين التشكيلية ومضامين صورة التواصل والقدرة على تداول المصطلحات المتعلقة بها.
-       القدرة على استرداد وشرح وتعليل المقاربات والأعمال الشخصية.
-       القدرة على تنقيل (أو تحويل) القدرات المكتسبة من مجال إلى آخر.
-       اكتساب الثقافة التشكيلية المميزة لمقومات حضارة وثقافة الانتماء ( التراث الفني التشكيلي المغربي والفن التشكيلي المغربي المعاصر).
-       التفتح والتفاعل مع التجارب التشكيلية للحضارات الأخرى ؛
-       تثبيت الانتماء الحضاري بترسيخ قيم ومقومات ثقافة المجتمع ومميزات أصالته :
-       اكتساب الذوق والإحساس الجمالي عبر التفاعل والمشاهدة المتذوقة للأعمال الفنية ؛



ملاحظات :
-       توزيع وترتيب الكفايات والمضامين على المستويات الثلاث للتعليم الإعدادي مع مراعاة تدرجها وتمفصلها.
-       لتحقيق الفعالية والمردودية المرجوة من تدريس مادة التربية التشكيلية يجب أخذ بعين الاعتبار الاقتراحات التالية :

•       العمل بنظام الوحدات الصغيرة وعلى الشكل التالي : جمع ما بين كل ساعتين من الغلاف الزمني للحصول على حصة من ساعتين متتاليتين في كل أسبوع لتكوين مجزوءات مدة كل مجزوءة منها 4 ساعات (2س في الأسبوع الأول + 2س في الأسبوع الثاني). وذلك على أساس أن تتناول كل وحدة محورا أو مجالا معينا.

•       اقتراحات للتوزيع الزمني :
مثال 1 بالنسبة للدورة الواحدة :
- (2+2) المجزوءة 1       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 2       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 3       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 4       المحور : .................
(1)    تقييم إجمالي مشترك
مثال 2
- (2+2) المجزوءة 1       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 2       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 3       المحور : .................
- (2+2) المجزوءة 4       المحور : .................
(1)    تقييم مشترك ودعم
(2)    مشروع ذاتي ضمن مجموعات (تحضير مشترك)

•       تصميم وإنجاز كتيب مرافق ومعزز للمقرر يتضمن كل المعلومات والتعليمات اللازمة حول عناصر واستراتيجية المقرر وأساليب أجرأته.
•       وضع وإنجاز برنامج للتكوين المستمر لفائدة مدرسي المادة بالسلك الإعدادي (مفهوم التدريس بالكفايات-الطرق وأساليب التدريس الحديثة-الوسائل-التقييم-استعمال الحاسوب في ديداكتيك وأنشطة المادة-التواصل الخارجي والشراكة مع مؤسسات الإنتاج وجمعيات وحرف ذات علاقة بمجال الفنون التشكيلية.

3. المجالات والمواضيع
عند استخلاص تساؤل أو إشكالية من موضوع أو مجال.. علينا الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات وميولات المتعلمين، ومستوى التحدي والتحفيز الذي سيثيره النشاط المبرمج.
الاهتمام كذلك عند برمجة الأنشطة التشكيلية التعبيرية بتوظيف الجوانب النفسية والحسية للمتعلمين : (السعادة-الحزن-الغضب-الشجاعة-الخوف-الحب..ألخ) مع إثارة احساساتهم ومواقفهم نحو ظواهر وحالات (سلبية أو إيجابية) سواء كانت إنسانية أو اجتماعية أو طبيعية..
لائحة المواضيع والمجالات التي يمكن استثمارها :
-       الجسم-النظافة-الصحة.
-       الحقوق-الحرية-الواجبات.
-       التغذية.
-       الملبس.
-       الأسرة (الوحدة) والمرجعية الأخلاقية والاجتماعية.
-       القيم الاجتماعية (الزواج-التعاون-التكافل).
-       التقاليد والعادات الاجتماعية.
-       المناسبات، الأعياد، الحفلات.
-       الرموز الثقافية.
-       الموسيقى والآلات الموسيقية.
-       السلوكات والظواهر السلبية (المخدرات-المسكرات-التدخين-العنف-التشرد-السرقة-الرشوة-الاستغلال-اللامبالاة-الفقر-الاستهلاك - التبذير).
-       الفئات الاجتماعية.
-       البيئة الطبيعية.
-       المجال الفلاحي.
-       الماء-السقي.
-       الموارد الطبيعية
-       المناطق الخضراء
-       النسيج العمراني
-       التنسيق وجمالية العمران-السكن-الفضاءات في المجال العمراني-مجالات الترفيه.
-       الطرق، المواصلات، إشارات المرور-حوادث السير-وسائل النقل-الإشهار الطرقي-مجالات الاتصالات الحديثة.
-       الأشرطة المرسومة-الرسوم المتحركة-"الكاريكاتور"-الخيال العلمي-المسرح-السينما-القصة.
-       الآثار.
-       المعالم العمرانية
-       الخط العربي
-       المعارك الكبرى في تاريخ المغرب.
-       الصناعة التقليدية.
-       الحرف الصغيرة والمتوسطة.
-       مجال الصناعة ومؤسسات الإنتاج : (الصناعة الغذائية-النسيج-الزليج-إنتاج السيارات-إنتاج الأواني ألخ..)
-       الصيد البحري-الموانئ-قطاع الخدمات.. ألخ.
-       التراث الفني التشكيلي العربي الإسلامي ومقوماته.
-       الفن التشكيلي المغربي المعاصر.
-       الحركات والمدارس التشكيلية العالمية الأساسية.
-       المصطلحات التشكيلية.مصطلحات مجال ترجمة الواقع-مصطلحات مجال صورة التواصل-مصطلحات المجال الثقافي التشكيلي.
-       مبادئ وتقنيات البحث الوثائقي.

4. المقاربات والمعالجات
-       العمل على إلغاء ما يسمى بفروع المادة التي تجزئ أنشطتها إلى ما هو رسم الملاحظة، تعبير، زخرفة، صورة.. لأن أسلوب التدريس بالوضعيات التعليمية المفتوحة (حل الإشكاليات-الإلزاميات...) يكسر ويتجاوز الفصل بين هذه الفروع لكون الوضعية التعليمية الواحدة غالبا ما تثير أو تستلزم وبنسب متفاوتة أنشطة تنتمي إلى أكثر من فرع أو مجال.
-       تكوين.مدخر من وسائل الإنجاز متعددة المصادر ومختلف الأنواع باستغلال أولا المواد التي يتيحها المحيط والبيئة المحلية (أدوات ومواد وخامات وبقايا...).
-       لضمان وضعيات تعليمية تثير التساؤلات لدى المتعلم وتساعده على البحث والتجريب والاكتشاف على المدرس أن يولي أهمية بالغة لصياغة إشكاليات وإلزاميات وتساؤلات متميزة وملائمة، ولذا يجب عدم الخلط ما بين ما هو موضوع (أو مجال) وما هو إشكالية أو تساؤل لانه لا يتم استخلاص الإشكالية من الموضوع مباشرة ولكن علينا ابتكارها لكل مشروع ولكل حالة ويمكن الذكر في هذا الصدد أن تقاطعات مفاهيم مادة التربية التشكيلية تفرز إشكاليات متعددة.
-       ربط المشاريع المبرمجة والأنشطة التشكيلية بواقع المحيط (الطبيعي-الاجتماعي-الثقافي-المعماري-مجال التواصل-مجالات الإنتاج والتصنيع...).
-       ربط المشاريع المبرمجة والأنشطة بمجالات الثقافة التشكيلية (ثقافة الانتماء مع إبراز مقوماتها والثقافات العالمية) والعمل من خلالها على ترسيخ هوية وقيم المجتمع.
-       العمل وباعتماد مقاربات ابتكارية على برمجة أنشطة تشكيلية تهدف إلى تحقيق التفاعل والتلاقح الإيجابي بين مقومات الهوية والأبعاد التحديثية.
-       التركيز على الاستراتيجيات الديداكتيكية التي تمكن المتعلم من القدرات المستعرضة : (البحث-التحليل والتركيب-التجريب-الاستقراء-الاستنباط-التنظيم-الاستثمار-التحويل-الابتكار-المبادرة-التواصل-النقد والمواقف الإيجابية).
-       اعتماد خلال هذه الوضعيات التعليمية أسلوب التدريس بالتقييم عبر تنشيط مستمر وفعال عند إنجاز التقييم الذاتي والتقييم المشترك والعمل على تنمية اليقضة وتشجيع الاهتمام مع التركيز على التحليل المقارن.
-       بالنسبة للمستويين الثاني والثالث : الاهتمام أكثر بالأعمال التشكيلية المجسمة مع ربطها بالمعمار والحرف وبمجال تصميم النماذج للمنتوجات الصناعية وغيرها.
-       كلما سمحت الظروف بذلك : العمل على تنظيم زيارات للمتاحف وللمعارض، وقصد الإطلاع المباشر على أوراش الحرف التقليدية وعلى مؤسسات الإنتاج...
-       تنظيم لقاءات مع فنانين وحرفيين ومتخصصين في مجال الهندسة المعمارية، المطابع، تقنيين في مجال تصميم الأشكال وتقنيين في مجال الإعلاميات إلى آخره.

5. المضامين والمفاهيم :
لا تكون المضامين والمفاهيم ومنذ البداية جاهزة للتمرير والتلقين من لذن المدرس وكأنها هي المستهدفة بالأساس من الوضعية التعليمية.
المسألة لا تنحصر في تعليمات تنفذ على شكل ترجمة تطبيقية لهذه المضامين والمفاهيم عبر مجموعة من المراحل المرتبطة والأنشطة المرتبة سلفا.
بالنسبة للتربية التشكيلية وعند مرحلة البرمجة يجب العمل على التخمين وتوقع العمليات والممارسات التي ستثيرها الأنشطة لوضعية التعليمية مفتوحة ولذا، وفي إطار الطرق الحديثة، يجب اعتماد الاستراتيجية الديداكتيكية التي تجعل طبيعة المشروع وأنشطة الوضعية التعليمية هي التي تفرز وتبلور تلك المضامين والمفاهيم وذلك بإثارة التساؤلات عبر وقفات لمعاينة التجريب والإنجازات.
كما يمكن للوضعية التعليمية الواحدة أن تفرز مضامين ومفاهيم متعددة مع سيطرة أو بروز بعضها على البعض الآخر. فإن الوضعية التعليمية إذن وأنشطتها الميدانية هي التي ستستدعي وستثير نوعية المضامين والمفاهيم من ضمن ما هو مدرج على سبيل البيان في اللائحة التالية :
-       الخط – الشكل – اللون – المادة – الحياكة – الحجم – الضوء والظل – الفضاء – البنية – التركيب.
-       المفاهيم المتعددة التي يمكن أن يثيرها عنصر من هذه العناصر التشكيلية أو تفرزها تقاطعاتها وتفاعلاتها المختلفة.
-       التقنيات التشكيلية المسطحة والمجسمة.
-       تقنيات الصناعة التقليدية.
-       مبادئ وأساليب الترجمة المباشرة للواقع (المحيط الطبيعي والحضاري).
-       الأساليب المقننة لترجمة الواقع المسطحة والمجسمة (المنظور-الرسم الصناعي-المجسمات-الرسيمات التقنية-المقاطع-التصاميم...)
-       الرسم الوثائقي.
-       الرسيمات العلمية
-       مفهوم الابتكارية : (مجالات الخيال والإبداع-الخيال العلمي-التأويل التشكيلي-اللغة التشكيلية...)
-       مفهوم تصميم وابتكار النماذج والأشكال : المنتوجات الصناعية-المعمار-الأثاث-الملابس-الحلي-تصاميم التزيين.
-       مفهوم الذوق والذوق الجمالي.
-       أنواع الصور : (الفنية-التشكيلية-صور التواصل الثابتة-الشريط المرسوم-الرموز والعلامات...)
-       الصور المعلوماتية : (الصورة الفرضية-التخطيط الإعلاميائي)
-       العناصر الأيقونية لصورة التواصل : (الخصائص والوظائف)
-       مدلول الصورة – مفهوم الشفرة.
-       اكتساب الذوق الجمالي في الملبس والمسكن والوسط ؛
-       القدرة على إنجاز البحث الوثائقي واستثمار نتائجه ؛
-       القدرة على المبادرة من خلال برمجة وإنجاز أنشطة ومشاريع شخصية ؛
-       القدرة على التقييم الذاتي والتقييم المشترك مع تنمية الفكر النقدي والمواقف الإيجابية ؛
-       القدرة على ربط العلاقات بين المادة والمواد الدراسية الأخرى (المفاهيم المشتركة والتقاطعات على مستوى المضامين).

6. الطرق والاستراتيجية الديداكتيكية :
المعطيات التربوية والمادية للمشروع المبرمج إضافة إلى خصوصيات الوضعية التعليمية تكون المرجعية الأساسية لاختيار وتفضيل استراتيجية ديداكتيكية (أو طريقة) على غيرها. ومن الطرق التي تمكن اعتمادها في إدارة وتنشيط الوضعيات التعليمية بالسلك الإعدادي ما يلي :

•       طريقة حل الإشكاليات : (وضعية تعليمية مفتوحة تحتمل عدة مقاربات وحلول)
وهي عبارة عن وضعية يطلب فيها من المتعلم القيام بعمل لا يستطيع إنجازه حتى نهايته دون تمكنه وعلى مراحل من مكتسبات معرفية وتطبيقية معينة والتي ستجعله يتخطى الصعوبات والعوائق) التي تحول بينه وبين تحقيق الإنجاز المستهدف وتعتبر هذه المكتسبات هي الهدف الحقيقي للإشكالية المطروحة.

•       طريقة الإلزاميات :
(تكون الإلزامية عائق يجب على المتعلم أن يتخطاه وفي هذه الحالة ليس المدرس هو الذي يطرح سؤالا معينا لكون السؤال سينبثق من الإلزامية نفسها والتساؤلات التي سيطرحها المتعلم خلال مواجهة الإلزامية ستفرض عليه التعامل مع جوانب تقنية وتشكيلية ومعرفية وفنية.

•       طريقة المعالجة التطبيقية المباشرة
لا تتضمن هذه الوضعية التعليمية عرضا أو تمهيدا بل هي عبارة عن مواجهة مباشرة للمتعلم مع مواد وخامات أو أشياء ملموسة أو أعمال تشكيلية إلى آخره..، والمواجهة والمعالجة المباشرة للمواد والأشياء تثير لدى المتعلم أنشطة البحث والتجريب وملاحظة النتائج وطرح الأسئلة واستخلاص المعارف.

•       الطريقة الابتكارية (الاكتشاف المتفرع) :
تعتبر هذه الطريقة من الطرق النشيطة بامتياز وهي تجعل من أولويتها تنمية و الذكاء والتفكير المتفرع والمبدع لدى المتعلم والطريقة تعتمد أسلوب البحث عن أكثر عدد ممكن من الحلول سواء كانت فردية أو ضمن مجموعات ذلك مع تقبل وتشجيع الاختلاف وتعدد الأجوبة لدى المتعلمين.
وتمكن هذه الطريقة المتعلم عبر "الليونة" و"السيولة" في التفكير والبحث عن الحلول المتميزة من إدراك طبيعة المقاربة الابتكارية وإمكانيات استثمار مجال الخيال ولقد أصبح الخيال أكثر من أي وقت مفتاح التنمية والنجاح.

•       طريقة المشروع الذاتي
هي عبارة عن وضعية تعليمية يكون فيها المتعلمون أحرارا في تحديد موضوع مشروعهم الشخصي ويتكلفون بإدارته وإنجازه حتى نهايته، وتسعى هذه الطريقة إلى تحقيق هدفها الأساسي ألا وهو التربية والإعداد التدريجي للمتعلم للتكوين الذاتي أي القدرة على المبادرة واستثمار الوسائل واتخاذ المسؤولية والمشاركة الكاملة.
طريقة المشروع الذاتي تتطلب من المدرس مجهودات لا بأس بها لإدارة وتتبع ودعم ما يفرزه هذا النوع من الوضعية التعليمية من مشاريع شخصية بتعدد مجالاتها وتنوع أنشطتها كما تتطلب منه كذلك تخصيص فترة زمنية لمعاينة المكتسبات والنتائج لإنجاز التقييم الذاتي والتقييم المشترك مع التركيز على تمكين المتعلمين من استرداد وتعليل مقارباتهم الشخصية.



مادة التربية التشكيلية
ﺒﺭﻨﺎﻤﺞ ﻟﻠﺘﺭﺒﻴﺔ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﺸﻜﻴﻠﻴﺔ
منهجية تدريس مادة التربية التشكيلية.
دريس مادة التربية التشكيلية
التربية التشكيلية للسنة الاولى اعدادي
التربية التشكيلية للسنة الرابعة متوسط
تربية تشكيلية للاطفال
التربية التشكيلية للسنة الثانية اعدادي
طرق تدريس التربية الفنية للمرحلة الابتدائية
طرق تدريس التربية الفنية


Previous Post Next Post