الإنسان الفوري

يدعي البعض أن  كنولوجيا الاتصال الحديث، والتي تعتبر السرعة من ابرز خصائصها، مسؤولية عن ظهور إنسان من نوع جديد . تميز نايستروم بين الكتاب والتلفزيون وتدعي بان" التلفزيون يزودنا بسلسلة لا نهائية من الانفعالات العاطفية البصرية المذهلة وهكذا يصبح الإنسان الجديد نتاج هذه التكنولوجيات ،أنسانا فوريا ،عديم الصبر ، حاد المزاج غير متسامح ، سوقيا وطفو ليا . " التلفزيون بوصفه وسيلة إعلام سطحية تجعلنا مخلوقات سطحيين، ضّيقي الأفق وانفعاليين ". هذا هو الإنسان الفوري .
. تكنولوجيات الاتصال الحديثة والتي تعتبر السرعة إحدى ابرز خصائصها، مسؤولة عن ظهور إنسان من نوع جديد- "الإنسان الفوري".
تعتمد فكرة " الإنسان الفوري" على تحليل بنيوي لوسائل الإعلام، كما هو الحال في نظرية الحتمية التكنولوجية. تفرق الباحثة نايستروم بين الكتاب والتلفزيون: للكتاب رسالة ذات مبنى صوتي، مقطع، ذات طابع يعتمد على المنطق.
بالمقابل التلفزيون مرتب ضمن قوالب، يبث في ذات الوقت، وموجه للعاطفة وليس للمنطق. ولذلك فان الانتقال من الكتاب للتلفزيون هو انتقال من ثقافة تعتمد على تأجيل الغرائز لثقافة فورية تسيطر عليها تكنولوجيا تفرض اشباعات فورية على مستهلكيها: " يبعث التلفزيون في رؤوسنا تسلسلا لا نهائيا من الاثارات الصورية القفازة" ،1997). حصيلة تلك التكنولوجيا هي الإنسان الفوري. وهو الفرد الذي لا يتحلى بالصبر، عصبي، غير متسامح وطفو لي.
تكنولوجيا الإعلام :-  السرعة هي المميز المركزي لها ، مسئولة عن خلق إنسان من نوع جديد. الانتقال من عصر الكتاب لعصر التلفزيون هو انتقال من ثقافة أساسها التربية على تأجيل الاشباعات ، لثقافة أساسها الفوريّة التي تسيطر عليها التكنولوجيا التي تفرض اشباعات فورية على مستهلكيها. التلفزيون " يحقن " تسلسل لا نهائي من الاثارات الصورية القفّازة. الإنسان،الناتج من هذه التكنولوجيا ، هو الإنسان الفوري : إنسان عصبي ، غير صبور ، متسرع ، غير متسامح وطفولي. يمكن رؤية انعكاسات ظاهرة " الإنسان الفوري " بتعطش الفرد للحلول السريعة لمواضيع شخصية وخصوصية . وكذلك فان ظاهرة " الإنسان الفوري " تؤثر عليه.
بمعنى معين ، الانترنت يشبه التلفزيون حتى أنه يكبّر المشكلة ويزيدها . فائض المعلومات وفكرة المجموعات مصطلح السياسة وعلى التمثيل السريع والفوري للقيادة للدبلوماسية . الفرضية-الوهمية هي بديل لاتخاذ خطوات فعليّة. الخمول من جهة ، والتفاعليّة من جهة أخرى يرمزون إلى تغيير آخر وتعظيم فكرة الإنسان الفوري. فكرة إدمان الإسرائيليين على البريد الالكتروني " الايميل" تحقّق فكرة الإنسان الفوري. في كل مرة يسحب " أرنب من القبعة" على شكل رسائل الكترونية جديدة ومفاجئة. لا يمكننا معرفة ما وراء الرسالة والبريد الالكتروني، ولكن لا يوجد حاجة لتأجيل الاشباعات. نحن نأخذ كل شيء هنا وحالا ، بغض النظر عن الحدود الفيزيائية ، من كل أنحاء العالم. فالحاسوب يعطي لمستعمله إمكانية الرد الفوري بزمن حقيقي على النص وتغييره. النص يتوجه للقلب والعقل على حد سواء ، ويحرك الفرد للرد عليه.
الإنسان العصري
كرستيب نيستروم،باحثة أمريكية تقسم الحضارة الإنسانية إلى قسمين:الحضارة الشفوية والحضارة المكتوبة
هذه الحضارة المكتوبة،LITERACY تعتمد على التكنولوجية المطبوعة
تعتمد على العلاقة المتبادلة وجها لوجه.Aoraltyوالحضارة الأخرى الحضارة الشفوية  
الحضارة المكتوبة تعتمد كما قلنا وذكرنا على الطباعة،فبواسطة الطباعة يتم تمرير المعلومة بواسطة الكلمة المكتوبة. الكلمة المكتوبة تساعد أو تحفز التفكير لمجرد "،واتجاه موضوعي للتفكير
والبحث في قضايا مختلفة بواسطة،كذلك الكلمة المكتوبة تمنع التداخل العاطفي وتمنع القدرة على كبت الغرائز.
المميز الأساسي للحضارة الإنسانية المكتوبة هو العقلانية.
الحضارة الشفوية تعتمد على العلاقة المباشرة بين الإنسان وجها لوجه،وحسب ذلك تصل المعلومة بالأساس بواسطة الكلمة الشفوية وغير المكتوبة،(تعابير الوجه وحركات الجسم). هذه الوسائل تساعد أو تدعم التفكير الآتي (الحالي)،وهنا نعتمد على الاتجاه أو المسار الذاتي في بحث القضايا والمواضيع المختلفة وهنا أيضا توجد مشاركة حسية(محسوسة)واكتفاء ذاتي وسريع للغرائز.
االمميز الأساسي للحضارة الإنسانية الشفوية هو الجانب العاطفي.
تلخيص وقوائم:
ORALITY الحضارة الشفوية     LITERACY الحضارة المكتوبة
1) وسيلة الاتصال الأكثر شيوعيا هي الوجاهية.   1) وسيلة الاتصال الأكثر شيوعا هي الطباعة.
2) الكلمة الشفوية.
        2) الكلمة المكتوبة.
3) التفكير المدقق.
        3) التفكير المجرد.
4) الذاتية.   
4) الموضوعية
5) مشاركة عاطفية
        5) فقدان الجانب العاطفي.
6) الطموح لاكتفاء آني وسريع.
        6) التأجيل للغرائز
7) العاطفية
        7) العقلانية
Previous Post Next Post